بدأت نتائج التغطية الإعلامية الايجابية التي حظي بها المرشح الديموقراطي نائب الرئيس آل غور تنعكس على استطلاعات الرأي العام، وباتت هذه تشير الى أن الناخبين الأميركيين لديهم شعور بأن غور وليس المرشح الجمهوري جورج بوش هو من سيفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وعلى رغم أن معظم الاستطلاعات أظهر تعادلاً احصائياً بين المرشحين إلا أن استطلاعاً أجرته شبكة "سي ان ان" وصحيفة "يو اس اي توداي" ومعهد "غالوب"، أظهر للمرة الأولى ان 54 في المئة يعتقدون بأن غور سيفوز في انتخابات تشرين الثاني نوفمبر، بعدما كانت هذه النسبة 34 في المئة في شهر آب اغسطس الماضي. ويعطي معظم الاستطلاعات تقدماً بسيطاً لغور لكنه يقع ضمن هامش الخطأ الاحصائي، ما يجعل الأرقام غير حاسمة في تحديد النتائج المتوقعة. ولا يزال مسؤولو حملة بوش الانتخابية يسعون الى ايجاد طريقة لوقف تصاعد شعبية غور ووضع حد للتغطية الايجابية التي حظي بها منذ اختار جوزف ليبرمان ليكون الى جانبه في الانتخابات لمنصب نائب الرئيس. وبعد المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي الذي ساعد غور على تضييق الهوة بينه وبين بوش المتقدم عليه في الاستطلاعات، جرب الأخير اسلوب التهجم الشخصي والحملات الانتقادية الشديدة من خلال بث اعلانات للنيل من مصداقية غور إلا أن هذا الاسلوب ارتد عكسياً فاضطرت حملة بوش الى التخلي عنه والاتجاه الى تكتيك الاتصال المباشر بين المرشح والناخبين وتفعيل الحملة الانتخابية على أساس الطروحات والبرامج التي تعتبر نقطة القوة في حملة غور. وبالفعل فقد بدأ بوش هذا الاسبوع حملة لشرح مشروعه الاجتماعي وإعادة تقديمه الى الناخبين الأميركيين كحزمة متكاملة. وهو كان اتبع الاسلوب نفسه بعدما خسر ولاية نيوهامشاير في الانتخابات الحزبية في شهر شباط فبراير الماضي. وقد بدأ بوش تقديم مشروعه المتكامل على دفعات، وهو مشروع مخصص للطبقات الوسطى التي تعتبر القاعدة الأساسية لناخبيه، ويتناول القضايا التي تهم الناخب الأميركي منذ "الولادة حتى التقاعد" كما شرحها بوش. وهي تشمل كل طروحاته حول تعزيز التعليم وخفض الضرائب وتدعيم الضمان الاجتماعي وتأمين العناية الصحية. وبين التقارب في الاحصائيات والميل الإعلامي الى غور يصبح موعد المناظرات التلفزيونية موعداً حاسماً لبوش لاستعادة المبادرة والحد من الثقة المتزايدة لغور التي كان يفتقدها في مطلع الحملة الانتخابية.