في الأسبوع الأخير لماراثون الحملة الانتخابية الرئاسية الاميركية، لخص المرشح الديموقراطي نائب الرئيس آل غور الرسالة التي يريدها ان تعلق بأذهان الناس يوم الاقتراع بأنه "الوحيد القادر على المحافظة على النمو الاقتصادي"، بينما قدم المرشح الجمهوري جورج بوش نفسه على انه "رئيس قادر على توحيد البلاد بعيداً عن التجاذبات الحزبية التي سادت واشنطن وعرقلت تنفيذ مشاريع لمصلحة الناخبين". وبعدما استنفد المرشحان عرض برامجهما الانتخابية للناخبين، من المقرر ان يركزا في الأيام الأخيرة للحملة على حض حزبيهما على التصويت بشكل واسع بالإضافة الى السعي الى استمالة أصوات المستقلين أو المترددين من الناخبين. وفي خطوة عكست بعض الثقة عند معسكر بوش قام الأخير بجولة انتخابية في ولاية كاليفورنيا التي تعتبر من الولايات التي حسمت امرها لمصلحة غور كونها تصوت تقليدياً للديموقراطيين. ويعتقد المحللون بأن معسكر بوش يريد ان يجعل من كاليفورنيا، وهي كبرى الولايات لجهة عدد المندوبين، ساحة معركة كما فعل غور في ولاية فلوريدا التي يحكمها جيب بوش شقيق جورج بوش. ولا تزال فلوريدا تعتبر من الولايات المتأرجحة بعدما كانت في بداية الحملة الانتخابية شبه محسومة للجمهوريين. أما غور فتابع جهوده لاستمالة ولايتي ميشيغن وويسكونسن اللتين لم يحسم الصراع عليهما بعد حسبما اشارت الاستطلاعات. ولا يزال المراقبون يتوقعون منافسة حادة في الانتخابات الرئاسية منذ ان فاز جون كينيدي على نائب الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1960. ويأمل الجمهوريون بأن يشارك سكان الضواحي والمحافظون المسيحيون بشكل كثيف يوم الاقتراع لأنهم يميلون الى الحزب الجمهوري أكثر من الحزب الديموقراطي، خصوصاً ان معظم الناخبين المحتملين الذين لم يقرروا بعد رأيهم قد لا يشاركون في الانتخابات، ما يجعل نتيجة السباق متوقفة على حشد القاعدة الشعبية الحزبية. وفي آخر استطلاع للرأي العام بين الناخبين المحتملين اجرته "سي ان ان/ يو اس اي توداي" حافظ بوش على تقدم بفارق ثلاث نقاط على خصمه غور الذي حصل على 44 في المئة. اما استطلاع "اي بي سي نيوز" فأظهر المرشحين متعادلين بنسبة 47 في المئة لكل منهما. من جهة اخرى استمر رالف نادر مرشح حزب الخضر في حملته الانتخابية بعدما قاوم ضغوط الديموقراطيين للانسحاب من المعركة مخافة ان يقسم أصوات الليبراليين. ووصف نادر، خلال مؤتمر صحافي، الحصار المفروض على العراق بالعمل "الاجرامي" من جانب الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة، واعتبر السياسة الخارجية الاميركية تجاه العراق "مفلسة". وعن الوضع في الأراضي الفلسطينية قال نادر: "إذا أرادت الولاياتالمتحدة ان تكون وسيطاً نزيهاً، لا تستطيع ان تأخذ موقف جهة واحدة". وأضاف ان معظم ضحايا العنف من الفلسطينيين نتيجة الصدامات بين الشبان الفلسطينيين الذين يرمون الحجارة والجيش الاسرائيلي الحديث. وتابع نادر: "إذا أردنا ان نكون أصدقاء لاسرائيل علينا ان نكون ايضاً اصدقاء للفلسطينيين". وزاد: "اذا كان أمن اسرائيل ضرورياً فإن العدالة للفلسطينيين يجب ان تؤسس". واضاف ان الرئيس كلينتون حاول ذلك "لكن آل غور لديه عداء لشعوب العالم العربي وتجاه الفلسطينيين تحديداً".