} تتواصل المواقف المؤيدة والمعارضة للنداء الذي اطلقه مجلس المطارنة الموارنة. رأى النائب المنتخب بيار أمين الجميل "ان النداء الصادر عن مجلس المطارنة الموارنة يؤسس لحوار وطني صادق". وأكد ان "لا احد يمكن ان يشكّك في دور بكركي الوطني، وهي كانت دائماً وعبر تاريخها الطويل فوق كل الصراعات". ونقل الجميل الى البطريرك الكاردينال نصرالله صفير تحيات والده رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل. وقال انه وضعه في حيثيات المعركة الانتخابية التي اجريت في المتن الشمالي. واستغرب "وضع البعض النداء في إطار مزايدات هي في غير محلها"، مؤكداً انه "يؤسس لحوار وطني صادق بدلاً من ان يكون وضع في خانة التحدي أو اعادة الحرب"، قائلاً: "يأتي هذا القول في غياب الحوار الحقيقي وفي عدم فهم النداء على حقيقته"، ومؤكداً "رفض الجميع للحرب"، ومطالباً "بحوار وطني حقيقي انطلاقاً من مضمون النداء الذي هو الاساس في هذا الحوار". ومن المتوقع ان يزور اليوم النائب المنتخب اميل اميل لحود الرئس الجميل ونجله في بكفيا. وكان وفد من اللجنة التحضيرية لاجتماع رؤساء كنائس الشرق الاوسط الذي يعقد في بكركي يومي 20 و21 تشرين الثاني نوفمبر المقبل زار صفير. وقال المطران جورج صليبا باسمه "ان ما صدر عن بكركي وما يصدر عن المراجع الاخرى يعنينا ويعني الجميع ايضاً لأننا نتطلع الى وحدة وطنية حقيقية يتنازل فيها السياسيون والمسؤولون ورجال الدين والمواطنون عن انانيتهم من اجل مصلحة الوطن العليا ومصلحة الجميع". واعتبر وفد الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية بعد لقاء صفير "ان النداء مدخل حقيقي لحوار وطني شامل لأنه يعالج كل الامور التي تعني الجميع ولا ينطلق من موقف طائفي كما ادعى البعض". وشكرت السيدة صولانج بشير الجميل لصفير "النداء الواضح والصريح والوطني لأنه بيان وطني يعبر تعبيراً صادقاً عن مشاعر الجميع لا المسيحيين فقط". وقال السفير السابق سيمون كرم بعد لقاء صفير ان النداء هو "للعودة بالبلد الى وفاق وطني حقيقي والى الكيان اللبناني والوفاق الوطني الاصيل، لا شرق ولا غرب فيه، بل وطن نهائي لجميع ابنائه وما عدا ذلك فإن النداء هو دفاع عن الكيان اللبناني ملاذاً لكل الذين تعرضوا للطغيان في هذا الشرق وجاؤوا الى لبنان ليعيشوا فيه حرياتهم السياسية والدينية". واضاف: "نريد ان نتجاوز الافتراءات ونرى في البيان دعوة الى الحوار وأظن ان الحوار بين اللبنانيين انطلق واصحاب الافتراءات سيصبحون على الهامش". ووصف ردود فعل المرجعيات الدينية بأنها "مقبولة ومرحب بها ومنفتحة على الحوار، واللافت فيها فقط تغييب وثيقة الوفاق الوطني". واعتبر المجلس السياسي ل"القوات اللبنانية" الناشط خارج لبنان، "ان نداءات السيادة والحرية والعدالة التي اطلقها آلاف الشبان اخيراً لقيت صداها في البيان الاخير لمجلس المطارنة، وقد اتى معبراً عن الضيق المستفحل لدى اللبنانيين من الاوضاع التي تستمر في الانحدار نتيجة فقدان السيادة وانعدام مساحة الحرية ومصادرة القرار وغياب اي بارقة امل بحل قد يلوح في الأفق". وأكد "ان اجواء الحرب لا تستحضر من خلال قداديس وبيانات ونداءات ومطالب حق بل من خلال الاستمرار في سياسة النعامة ومنطق الغالب والمغلوب، والوطني والعميل، والتبجح بدولة القانون والمؤسسات التي تخرج يومياً عن القانون وتمعن هدماً في ما تبقى من مؤسسات". وفي المقابل، شدد السيد محمد حسين فضل الله على الحوار لأن "المرحلة لا تحتمل حماسة ولا انفعالاً، بل تحتاج الى فكر ومسؤولية تخطط". ودعا، خلال رعاية احتفال وضع حجر الاساس ل"مجمع اليوسف التربوي الرعائي" في بلدة الخيام الحدودية الى "الابتعاد عن الفتنة وعدم اطلاق الكلام العشوائي في ارض تمتلئ بالغاز القابل للحريق". واضاف: "لكل شخص الحرية في ان يعبّر عن رأيه، ولكل لبناني الحرية في ان يقبل بالوجود السوري او لا يقبل به، ولكن عندما تطلق الكلمات، قد تطلقها تماماً كما تلقي عود ثقاب في البيدر ايام الحصاد، او عندما ترتفع درجة الحرارة فتحترق كل الغابات". وقال: "نشعر ان علينا في لبنان والعالم العربي، ونحن نختلف سياسياً ودينياً وثقافياً، ان ننطلق على اساس ان يكون الحوار هو الذي يحكم خلافاتنا لا الانفعال لأن الحوار عقل والعقل لا يمكن ان يشعل حريقاً".