يقول السيد رامن اوراها الكاتب الأشوري، في عدد 18/8/2000 أن الأشوريين من سلالة الامبراطورية الأشورية التي أقيمت في شمال العراق، في نينوى ونمرود. أريد أن أسأل اين هم أحفاد سلالة السومريين والأكاديين والبابليين واجيب، نيابة عنه، أنهم اندمجوا جميعاً، بما فيهم الأشوريون، في المجتمع الذي يعرف الآن بسكان العراق. اما الأشوريون الذين يسمون انفسهم الآن الأشوريين فقد دخلوا العراق بعد الحرب العالمية الأولى، بعدما طردوا من تركيا الحديثة في اثناء ما يعرف بمذبحة الأرمن بزعامة مصطفى كمال أتاتورك، لتعاونهم مع الأنكليز ضد الأتراك. واستقروا في شمال العراق بمساعدة الانكليز. وكذب هؤلاء عليهم وقالوا انهم من احفاد الأشوريين، لإيجاد جذور تاريخية لهم - وهذا ما يذكرني بيهود دول اوروبا الشرقية الذين اعتنقوا الديانة اليهودية ما بين القرن الحادي عشر والخامس عشر، ويدعون الآن انهم اسرائيليون عائدون الى ارض الميعاد - علماً أن لا علاقة بين اللغة الأشورية واللغة التي يتكلم بها الأشوريون الآن كما يقول الأشوريون. ومع الأسف ان تاريخهم، خلال اقامتهم في العراق، غير مشرف، على عكس الأرمن الذين احترموا انفسهم، واحترموا البلد الذي أواهم من شر الأتراك. ومثال ذلك أنه عندما أعلنت بريطانيا إنهاء الانتداب على العراق، ودخوله عصبة الأمم، في عام 1932، أرسل رئيس الطائفة الأشورية، مار شمعون، برقية الى عصبة الأمم احتجاجاً على استقلال العراق، وطالب بابقاء العراق تحت الحكم البريطاني. وإن ما يسميه السيد رامن "انتفاضة الأشوريين"، عام 1933، جذورها، في الحقيقة، هي في الاختلاف بين المستعمرين البريطانيين والفرنسيين حول شمال العراق الموصل، وحول معاهدة سايكس - بيكو التي جعلت الموصل من حصة الفرنسيين. ولما نقض الانكليز الاتفاق شجع الفرنسيون الأشوريين على التمرد ضد الحكومة العراقية، ومدوهم بالسلاح والعتاد. ولما استقرت الأمور، وحتفظ الانكليز بقواعد عسكرية في الحبانية غرب بغداد، وفي الشعيبة جنوبالعراق، كان الجنود المتطوعون من الأشوريين، وكانوا يسمون محلياً "جنود الليفي الليفة ذوي القبعات المريشة". وعندما قامت الحرب، في 1941، بين الحكومة العراقية والانكليز، وتعرف ب"ثورة مايس" - واخمدها الانكليز، لعب الأشوريون دوراً غير مشرف، ودخلوا الفلوجة 60 كلم غرب بغداد، والقربية، من قاعدة الحبانية، وكان دخولهم مشابهاً لما فعله الصهاينة عند دخولهم المدن والقرى الفلسطينية. فقد هجر كثير من سكان الفلوجة بيوتهم، ونزحوا الى بغداد، وسكنت - كما اتذكر - عائلات منهم في محلتنا بالكرخ، وتحدثوا عما فعله بهم ما يسمون انفسهم الآن الأشوريين من قتل الابرياء والنهب والاغتصاب. فهل انتم بعد هذا، يا سيد رامن، حقاً أحفاد الأشوريين؟ حميد عبدالرحمن - عراقي مقيم في المانيا