} دعا الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف موسكو الى "مفاوضات من دون شروط مسبقة". وشدد في الوقت ذاته على ان المقاومة يمكن أن تستمر عشر سنوات، مشيراً الى وجود 15 ألف مقاتل شيشاني ومعه 60 عربياً. ورفض الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي المفاوضات السياسية لكنه وافق على محادثات ل"وقف المقاومة وتسليم السلاح". شدد الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف في تصريح الى صحيفة "كوير سانت" الروسية على استحالة الحل العسكري للنزاع مع الروس. وقال ان لدى موسكو "جيشاً عظيماً لكنه أعد لمحاربة دول عظمى"، أما في الشيشان فهو يواجه "عاراً جديداً" بعد هزيمته في الحملة الأولى على الجمهورية القوقازية. ورأى مسخادوف ان المخرج الوحيد للأزمة يتمثل في التفاوض من دون مطالبة الرئيس الشيشاني ب"الاستسلام" أو طرح أي شروط أخرى. وحذّر من اعتبار عرضه دليل ضعف وقال "إننا مستعدون للمقاومة عشر سنوات اذا اقتضى الأمر". لكنه دعا الى حقن الدماء و"المحافظة على مصالح روسيا في القوقاز عبر التفاهم مع الشيشان". ونفى الرئيس الشيشاني ان تكون هناك "قوات مرتزقة" افغانية أو عربية في الجمهورية. وذكر ان هناك زهاء 60 عربياً فقط يقاتلون الى جانب 15 ألف شيشاني يخضعون جميعاً لقيادة موحدة يرأسها هو. وزاد انه كان حاول ان يمنع التحرك الذي قام به القائد الراديكالي شامل باسايف في داغستان. لكنه امتنع عن استخدام القوة لتفادي حرب أهلية. وفي اتهام صريح للكرملين، قال ان الحرب الحالية كان خطط لها كي تسبق الانتخابات الرئاسية الروسية بستة أشهر ولو لم يحصل التحرك في داغستان "لاخترعوا حجة" أخرى. واعتبر الناطق باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي ان مسخادوف "أسير أوهامه". ونفى أن يكون تحت أمرته 15 ألف مقاتل ورفض اجراء مفاوضات سياسية معه. إلا انه أشار الى امكان التفاوض في شأن "وقف المقاومة وتسليم السلاح". ولاحظ المراقبون ان ياسترجيمبسكي لم يستخدم تعابير كانت معتمدة في الخطاب السياسي الروسي مثل "الاستسلام غير المشروط"، كما انه استخدم لأول مرة مصطلح "المقاومة" الذي يمكن ان يترك هامشاً للمناورة خلافاً لمصطلح "قطاع الطرق" الذي كان يقيد حركة المفاوض الروسي المحتمل. وجاء ذلك اثر مطالبة الأمين العام للمجلس الاوروبي فالتر شفيمر بمفاوضات غير مشروطة "مع أي طرف يتخلى عن استخدام القوة" واعلانه استعداد المجلس الأوروبي للتوسط في حال طلب منه الطرفان. ومن جانبه، طالب اللورد جاد الذي زار الشيشان على رأس وفد من الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، في كلمة ألقاها في البرلمان الروسي، ب"براهين" على تقدم تحرزه موسكو في مجال التسوية السياسية، وذلك كشرط لاستئناف عمل الوفد الروسي بالكامل في الجمعية. وأشار مراقبون الى وجود قوى متنفذة، روسية وشيشانية، تحاول منع أي اتصالات مع مسخادوف. وذكر أحمد قادروف ان مسخادوف "يكذب بالمطلق" وانه "لا يسيطر على شيء". وأضاف ان عليه "أن يطلب المغفرة من الشعب الشيشاني" ويهاجر الى ماليزيا حيث يقيم ابنه.