رفعت المديريات الصحية في مختلف المناطق السعودية درجة الاستعداد لمواجهة احتمالات وصول حالات من المصابين ب "حمى الوادي المتصدع" اليها خصوصاً مع استمرار حركة السفر والتنقل من منطقة جازان واليها بعدما انتشر فيها المرض بمعدلات "مقلقة". واخضعت السلطات الصحية القادمين من منطقة جازان الى الرياض عبر المنافذ الجوية والبرية لفحوص خاصة، ورشّت السيارات المغادرة من المنطقة الى بقية المناطق السعودية. ولم تعلن حتى الآن اي حالة للطوارىء في المنطقة، رغم تفاقم الوضع مع هطول الامطار الذي افسد عمليات رش المبيدات بالطائرات للقضاء على البعوض ويرقاته. ودخلت "الملاريا" على خط المواجهة نتيجة هطول الامطار وتزايد اعداد البعوض ما زاد من سوء الحال ورفع درجة العمل لمحاصرة المرضين معاً. ومعلوم ان جازان من المناطق التي تظهر فيها الملاريا سنوياً وتنتشر قبل ان تعالج. وفي صنعاء ا ف ب اعلن مسؤول في وزارة الزراعة، امس، ان 92 شخصاً توفوا حتى الان في اليمن بعد اصابتهم بداء "حمى الوادي المتصدع". وقال ان عدد ضحايا الحمى ارتفع من 50 الى 65 حالة في منطقة وادي مور في الحديدة على بعد 225 كيلومتراً غرب صنعاء خلال اليومين الاخيرين. واضاف المسؤول ان "هذه الحصيلة الجديدة ترفع الى 92 العدد الاجمالي للاشخاص الذين توفوا لاصابتهم بالداء في اليمن، واحصيت 27 اصابة اخرى الاربعاء في محافظة الحجة شمال". وابو ظبي رويترز حظرت الامارات استيراد الماشية الحية من كينيا واوغندا وتنزانيا والصومال واثيوبيا واريرتيا والسودان ونيجيريا. ويشمل الحظر رؤوس الماشية التي تعد تلك الدول منشأها. وكانت السعودية حظرت في وقت سابق من الاسبوع الجاري استيراد الماشية الحية من ثماني دول معظمها من افريقيا. ولم يعرف على وجه الدقة عدد الوفيات حتى مساء امس الا ان تقديرات اشارت الى اقتراب الرقم من 30 وفاة، مع ارتفاع ملحوظ في عدد المصابين، وسط احجام من وزارة الصحة السعودية عن اصدار بيانات دورية باعداد الوفيات والمصابين. وتتساءل الاوساط الصحية والبلدية والزراعية عما اذا كانت السلطات السعودية ستحظر خلال الساعات المقبلة الانتقال من منطقة جازان واليها، بعدما فرضت اعتباراً من الأربعاء الماضي حظر التنقل بين قرى المنطقة في اطار سعيها الى الحد من تطورات حمى الوادي المتصدع والملاريا. كما تتساءل عن احتمالات اعلان خطة طوارىء حقيقية ومتكاملة لادارة الأزمة ومواجهة تبعات المرض واحتمالات اتحاده مع الملاريا بعدما عمدت السلطات أخيراً الى توزيع الكمامات والقفازات على السكان. ويقول مواطنون في مدينة جازان اتصلت بهم "الحياة" أن الأمطار الموسمية التي بدأت أوائل الأسبوع الجاري وتستمر حتى نهاية تشرين الأول أكتوبر المقبل زادت أعباء حمى الوادي المتصدع بشكل مباشر، وسط مخاوف رسمية من تسبب الامطار بانخفاض مفعول المبيدات المستخدمة حتى الآن لمواجهة البعوض والحشرات الطائرة الأخرى التي تنامت اعدادها بصورة لافتة منذ دخول المرض وتفشيه بين سكان المنطقة. وعرض بعض الصحف المحلية صوراً من المآسي التي تعيشها المنطقة بسبب انتشار المرض اضافة الى لقاءات مع الأهالي في المنطقة عن الأوضاع الصحية والبيئية بصورة عامة. ولا يخفي السكان امتعاضهم من تدني مستوى الخدمات البلدية قبل وبعد تفشي المرض ويطالبون بمستوى أفضل لمواجهة الكارثة. من جهة اخرى تؤكد الفرق الوقائية الجائلة التي ترصد الأمن الصحي في قرى المنطقة وجود أعداد غير محددة من المصابين الذين تحول أميتهم دون وصولهم الى المراكز الطبية التي خصصت لمقاومة المرض، واصرارهم على مواجهة المرض في مواقعهم أراضيهم الزراعية أو مساكنهم، ما يحول ايضاً دون دعم أعمال مواجهة المرض وتحدياته. وتشير مصادر في المنطقة الى أن ما يزيد عن 75 في المئة من حاجات السعودية من المواشي تصل عن طريق المنطقة وأن نسبة التهريب للمواشي بأنواعها، والتسلل سواء من البر أو البحر، غير مستقرة على مدار السنة. واذ ساهمت قوات الحدود في الآونة الآخيرة في الحد بصورة كبيرة من عمليات التسلل والتهريب الا أنها مستمرة. ويقدر الاقتصاديون في السعودية حجم الخسائر الناجمة عن الازمة بما يزيد مبدئياً عن 35 مليون ريال، ولم تجد التصريحات المتحفظة للمسؤولين السعوديين عن حجم المرض وانتشاره في تخفيف حدة القلق المتزايدة بين السكان. وانعكس ذلك في الشارع السعودي على سلوك المستهلكين اذ انخفض استهلاك اللحوم بشكل كبير، وارتفع في المقابل استهلاك الاسماك والدجاج المستورد. راجع صفحة 11