أدى انتشار مرض فيروسي في بعض محافظات منطقة جيزان 1245 كلم جنوبالرياض إلى وفاة أكثر من 17 شخصاً، فيما يصارع 21 شخصاً من سكان المنطقة الموت بعدما بلغ المرض منهم مراحل متقدمة ويعتبرهم الأطباء في عداد الموتى. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤولين في وزارة الصحة ان هذا المرض يظهر للمرة الأولى في الاراضي السعودية، وهو من الأمراض المنقولة من الحيوان إلى الانسان عن طريق التعامل المباشر أو عن طريق البعوض ويسمى ب"حمى الوادي المتصدع". وقال وزير الصحة السعودي الدكتور اسامة شبكشي في لقاء مع "الحياة" إن المرض "غير معد، لكنه من الأنواع المميتة"، موضحاً أنه من الأمراض الوافدة الى المنطقة بعدما ظهر في أجزاء ومناطق مختلفة من القارة الافريقية. وأضاف ان البعوض والحيوانات أبرز ناقلي المرض الى الانسان، "لكن احتمالات النقل من إنسان إلى آخر لم تثبت بعد"، مشيراً إلى أن السلطات السعودية عمدت الى رش المبيدات اللازمة لمواجهة تطورات المرض وانتشاره في مناطق مختلفة من محافظاتجيزان، خصوصاً بحيرة السد والمستنقعات والبرك. وأكد وزير الصحة ان السيطرة على انتشار المرض نهائياً ستتم خلال ال24 ساعة المقبلة "بعدما تجاوزنا حالياً 60 في المئة من المناطق الرئيسة التي نعتقد ان البعوض الناقل للمرض تركز فيها". ونفى أن تكون السلطات السعودية عزلت مدن منطقة جيزان عن باقي المدن السعودية أو انها في طريقها إلى ذلك. وقال: "حظرنا تحرك المواشي من المنطقة وإليها بهدف مراقبتها والتخلص منها". وهو لم ينف وجود الملاريا في المنطقة، لكنه أكد ان الأخيرة في غير موسمها، وهو ما ساعد على مكافحة انتشار المرض، حسب وجهة نظره. ونفى وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية السيد قاسم القصببي ان يكون المرض الذي ظهر في جيزان هو مرض ايبولا الشهير، مؤكداً انه "حمى الوادي المتصدع". واوضح في مؤتمر صحافي عقده امس في الرياض بحضور فريق العمل الطبي الذي يشارك في مكافحة المرض ان هذا المرض "يسجل للمرة الاولى في السعودية بل انه للمرة الاولى يسجل خارج قارة افريقيا". وافاد الفريق الطبي ان نسبة الحالات الخطرة في هذا المرض لا تتعدى 1-3 في المئة من المرضى فيما تصل الوفيات في مرض ايبولا نسبة 20-50 في المئة، لافتاً الى ان مرض "حمى الوادي المتصدع" بسيط وان اعراضه تتشابه مع الانفلونزا "لكنها قد تصل في بعض الحالات الى اعراض خطيرة مثل التهاب الكبد وتجلط الدم وبالتالي الى الوفاة". وكشف انه عينات من الدم ارسلت الى مركز مكافحة الامراض في اتلانتا في اميركا يوم الخميس الماضي ثم اعلنت النتائج يوم السبت الماضي اي خلال 48 ساعة فقط، معلناً ان اول اشارة الى وجود المرض في جيزان جاءت يوم الاثنين الماضي، ولافتا الى ان السعودية سجلت سرعة قياسية في اكتشاف المرض والتعامل معه. وقال ان هناك لقاحاً فاعلاً لعلاج الحيوانات أما بالنسبة الى الانسان فلم تثبت فاعلية اللقاح بعد ولم يستخدم الا في الجيش الاميركي، ولا تنصح منظمة الصحة العالمية باستخدامه كاجراء وقائي حتى في الحالات الوبائية الكبيرة. وكشف انه تم فرض حظر على خروج الحيوانات من جيزان الى اي منطقة اخرى داخل السعودية. ونفى ان يكون تأخر صرف رواتب العاملين في الطب الوقائي ادى الى تقاعسهم عن محاربة البعوض ما ادى الى انتشار المرض وقال ان مشكلة الرواتب حلّت في حينها. واشار الى ان الفيروس المسبب للمرض "ممكن ان ينتقل مع الحيوانات والسفن والطائرات ما يجعل السعودية اكثر عرضة للاوبئة بسبب اهميتها الاستراتيجية". ولا يمهل الوباء، الذي فأجا السلطات الصحية في المنطقة اعتباراً من الخميس الماضي، الأبقار سوى ساعات قبل ان تنفق والانسان قبل ان يهزل، خصوصاً أولئك الذين يعانون من أمراض فيروسية مثل الملاريا أو غيرها. وتتمثل اعراض الوباء، حسب "وكالة الانباء السعودية"، في ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم واسهال شديد ويرقان وفشل في وظائف الكبد والكلى ترافقها أحياناً حمى نزفية.