واصلت ارقام الاصابات والوفيات من جراء مرض "حمى الوادي المتصدع" ارتفاعها للاسبوع الثالث على التوالي. واقترب عدد المصابين من 210 شخصاً، وزادت الوفيات الى أكثر من 43 شخصاً، مع وصول اجراءات المكافحة السعودية الي ذروتها. وأكد وزير الزراعة والمياه السعودي الدكتور عبدالله المعمر ان الطائرات المجنحة ال 11 التي تم التعاقد عليها اقلعت امس من مطارات فى اوروبا وستصل الى المنطقة اليوم وتبدأ اعمالها ابتداء من غد الاثنين. وقال بعد جولة تفقدية لمهبط طائرات الرش في محافظة صبيا التابعة لمنطقة جازان، امس، ان عمليات الرش الجوي لن تضرّ بالغطاء النباتي بشكل عام، مشيراً الى انه لن تكون هناك عمليات للرش داخل المحافظات والمراكز "وانما سيكون تركيز على المستنقعات وتجمع مياه الامطار وبحيرة السد في وادي جازان". الى ذلك قدرت مصادر طبية سعودية اتصلت بها "الحياة" الفترة التي يحتاجها اجتثاث "حمى الوادي المتصدع" من الأراضي السعودية بما يزيد عن شهرين شرط "تكامل عمليات إبادة أنواع البعوض الناقل للفيروس، كونه يستطيع البقاء في الأرض مدة تزيد في معدلاتها على عشرة سنوات". وأفادت أن السلطات حذرت المواطنين من التعرض لأنواع من المبيدات التي شرع في استخدامها عن طريق الرش الجوي بعدما حققت عمليات الرش اليدوي بعض النجاح واستطاعت القضاء على 40 - 60 في المئة من البعوض المتركز في بعض قرى المنطقة. فيما تشير تقديراتهم عن أعداد المتوفين نتيجة إصابتهم بالفيروس إلى ما يزيد عن 50 حالة، وسط ارتفاع معدل الوفيات يوماً بعد آخر بموجب البيان الصادر عن وزارة الصحة. ولا يجزم السعوديون بإمكان حصر أعداد المصابين بالمرض بصورة نهائية حتى اكتمال عمل الفرق الجائلة بين ما يزيد عن أربعة آلاف قرية تابعة لمنطقة جازان. وتساهم الأمطار الغزيرة في تقويض أعمال المكافحة من يوم إلى آخر وذلك بحسب حجم تساقطها على القرى الأكثر تأثراً لجهة وجود البعوض أو نفوق المواشي. وترجح مصادر سعودية مسؤولة اتصلت بها "الحياة" لجوء السلطات السعودية إلى تحديث قوانين استيراد المواشي إلى أراضيها قريباً مع سن بعض الاشتراطات العامة الجديدة، ومنع تنفيذ منح سابقة كانت صدرت لبعض كبار تجار المواشي وغيرهم، إضافة إلى تمديد فترة حظر الاستيراد من ثمانية دول أفريقية إلى أواخر السنة المقبلة في خطوة احترازية مع ترجيح توسيع دائرة الحظر الأفريقي لتشمل دول أخرى. ويقول خبراء في السياحة اتصلت بهم "الحياة" في بعض الدول الإسلامية أن تواتر الأنباء عن تطورات "حمى الوادي المتصدع" ساهم بشكل مباشر في تحجيم إقبال الوفود السياحية على أداء العمرة التي اتخذت الحكومة السعودية قراراً بشأن استقبال المعتمرين على مدار السنة بعد سنوات من تقنينها في ثلاثة أشهر أمام مسلمي العالم. وقال خبراء السياحة أن شركاتهم شهدت إقبالاً متزايداً في الفترة الأولى للإعلان عن برامج الاعتمار على مدار السنة ولكنها ما لبثت أن تناقصت وتراجعت بشكل كبير جداً.