} عشية جولة الإعادة الدورة الثانية للمرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية المصرية اليوم، أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر، أن السلطات اتخذت إجراءات امس للتأثير على مواقف مرشحيها وتأمل "الجماعة" بالفوز بثمانية مقاعد في انتخابات اليوم تُضاف الى ستة حصلت عليها في الجولة الاولى. وكان لافتاً امس حدة المنافسة بين مرشح من "الاخوان" وآخر مستقل في محافظة الغربية حيث وقفت احزاب معارضة بقوة الى جانب المرشح المستقل، واظهر ذلك عمق الصراع بين المعارضة والاتجاهات الاسلامية. اعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر استمرار الضغوط الحكومية على مرشحيها امس قبل يوم من الدورة الثانية للمرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة اليوم. واشارت الى إجراءات اتخذت ضد 14 من اعضائها يخوضون الانتخابات في محافظات الغربية والشرقية والدقهلية ودمياط. واوضحت ان من بين هذه الاجراءات اعتقال مئات من اعضائها وإجبار آخرين على تسليم بطاقات هويتهم الى رجال الشرطة لمنعهم من الاقتراع. وجال نائب المرشد العام للجماعة المستشار مأمون الهضيبي، عقب صلاة الجمعة، في شوارع دائرة الدقي التي سيخوض فيها الانتخابات في المرحلة الثالثة التي تبدأ الاربعاء المقبل منافساً وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الدكتورة آمال عثمان. ووزع الهضيبي على الأهالي برنامجه الانتخابي. ولوحظ أن أربعة فقط من مساعديه رافقوه في الجولة. وقال ل"الحياة" ان الشرطة اعتقلت أخيراً عدداً من عناصر "الإخوان" الذين شاركوه حملاته الانتخابية السابقة، واضاف: "تن رجال الامن اعتادوا مراقبة نشاطي في الدائرة قبل اعتقال كل شخص يُشاهد الى جانبي". وكان "الإخوان" فازوا بستة مقاعد في الجولة الاولى من الانتخابات يمكن زيادتها الى ثمانية بعد إجراء الانتخابات في دائرة الرمل التي تقررت إعادتها بناء على حكم قضائي. ويأمل "الإخوان" بالفوز بثمانية مقاعد أخرى من المقاعد ال14 التي يخوض رموزها جولة الإعادة فيها قبل ان يخوض أكثر من 20 من ابرز أقطابها على رأسهم الهضيبي وابن مؤسس "الجماعة" المحامي سيف الاسلام حسن البنا منافسات المرحلة الثالثة. وأكد الهضيبي أنه حصل على أحكام قضائية تلزم الحكومة تسليمه كشوف الناخبين في دائرة الدقي إلا أنها لم تنفذ، إضافة إلى أحكام أخرى تمكنه من عقد مؤتمرات انتخابية. لكن السلطات لم تستجب لها. وقال: "لو كنت حصلت على كشوف الناخبين لأخرجت منها آلاف الاسماء غير الصحيحة التي تستغل لمصلحة مرشحة الحزب الوطني الحاكم"، مشيراً الى أنه لم يلجأ الى تنظيم مؤتمر انتخابي في أحد مقرات الاحزاب التي تتمتع بالشرعية بعدما تجاهلت تلك الاحزاب ما يتعرض له "الاخوان" من إجراءات. وشكا مرشحو "الجماعة" من ضغوط شديدة يتعرضون لها لدفعهم الى الانسحاب. وقال السيد ناصف ابو الدهب المرشح على مقعد الفئات في دائرة الحوامدية إن رجال الامن ألقوا القبض على أفراد أسرته واحتجزوهم في معسكر مخصص لقوات الامن المركزي وأبلغوه انهم سيطلقون اذا ألغى ترشيحه. وفي مركز قطور التابع لمحافظة الغربية وسط الدلتا احتشد حوالى ثلاثة آلاف فلاح مصري لإعلان تأييدهم ترشيح "شيخ المستقلين" فكري الجزار في مواجهة منافسه مرشح جماعة "الإخوان المسلمين" السيد علي لبن، بعدما بدا ان المنافسة بينهما في الدائرة تعكس صراعاً عميقاً بين المعارضة السياسية والاتجاهات الاسلامية. وشارك وفد يضم سياسيين ومثقفين مصريين من بينهم عناصر من جماعة "الاخوان" في المؤتمر الذي عقده المرشح فكري الجزار مساء أول من أمس في بلدته لإعلان تأييده في جولة الاعادة اليوم، وتأكيداً على رفضه موقف "الجماعة" بمنافسة الجزار الذي قاد كتلة المستقلين المعارضة في البرلمان لما يزيد على ثلاثين عاماً. وجاء حضور الوفد، الذي ضم ممثلين لحزب الوسط قيد التأسيس وأقطاباً استقالوا من "الجماعة" وعناصر شابة ما زالت تعمل في صفوفها وناصريين وقوميين، تعبيراً، بحسب ما أعلن المهندس ابو العلا ماضي، عن "مساندة الجزار ممثل القوى الوطنية والأمة كلها ودفاعاً عن الديموقراطية والحريات ومواجهة الفساد". وتحولت المنافسة بين مرشح "الاخوان" السيد علي لبن والجزار الى مواجهة حادة بين أنصار المعارضة و"الجماعة"، خصوصاً بعد إعلان الجزار رفض اتفاق اقترحه أحد قادة "الاخوان" بالتحالف بين المرشحين. وعزا ذلك في كلمته أمام آلاف الناخبين الى أنه "أفضل السقوط بشرف عن التحالف مع المتأخونين الذين خانوا العهد، وتحالفوا مع كل المرشحين للحصول على أصواتهم ولم يلتزموا اتجاههم". لكن القطب البارز في جماعة الاخوان الدكتور عصام العريان أوضح ان المشكلة ظهرت بسبب تغيير الجزار صفته من "فئات" الى "فلاح"، مشيراً الى أن مرشح "الاخوان" خاض الانتخابات السابقة العام 1995، التي جرت في غياب الإشراف القضائي، على مقعد "العمال" في الدائرة، في حين خاضها الجزار على مقعد "الفئات" فلم يحدث تعارض بينهما، وحصل الاثنان على أعلى الأصوات لكن الحكومة لجأت الى تزوير الانتخابات واسقطتهما معاً. وفي إشارة واضحة الى رفض اتجاهات إسلامية موقف "الجماعة" من منافسة الجزار، شدد عضو المجلس الاعلى لنقابة المهندسين السيد حسن المستقيل من "الاخوان"، على أن "الاسلام لا يخص فرداً أو جماعة، وان الجزار خير من يمثل الاسلام".