اكد المدير الفني للمنتخبات المغربية لالعاب القوى عزيز داودة أن طموحات القوى العربية عموماً والمغربية تحديداً "لا حدود لها" في سيدني. وقال داودة: "نحن مستعدون جيداً والنتائج التي حققها ابطالنا هذا العام خير دليل على ذلك"، مضيفاً: "طموحاتنا كبيرة جداً في سيدني، ونملك ابطالاً عالميين قادرين على تمثيل العرب والمغرب بطريقة مشرفة ونأمل في حصد ميداليات خصوصاً من المعدن الاصفر". ويعول الاتحاد المغربي على ابطاله لرفع غلته من الميداليات الاولمبية وخصوصاً الذهبية التي بلغ عددها حتى الان 4، علماً أن حصة الاسد من الميداليات التي نالها المغرب في الاولمبياد حتى الآن كانت من نصيب ابطال وبطلات العاب القوى 9 ميداليات من اصل 11. واضاف داودة: "لم نقم باستعدادات خاصة للاولمبياد لان الابطال المنافسين لرياضيينا هم انفسهم الذين يواجهونهم في اللقاءات الدولية وبالتالي اعتمدنا على برنامجنا السنوي الذي نعده في بداية كل موسم والذي يأخذ في الاعتبار طبعا التظاهرات الدولية والعالمية". وتابع "ركزنا على تدريباتنا في المغرب، فنحن نملك مركزين في ايفران والرباط من بين اهم المراكز التدريبية في العالم وهما محج لابطال عالميين امثال الرومانية غابرييلا تشابو ونجوم القوى الجزائرية". واعرب داودة عن استيائه لغياب البطل العالمي في سباق 5 آلاف م. صلاح حيسو ومواطنته زهرة واعزيز بسبب الاصابة، وقال: "بكل أسف حرمنا من بطلين كانا سيمنحان المغرب ميداليتين جديدتين". واستدرك: "لعنة الاصابات تلاحقنا دائماً في التظاهرات العالمية، ففي اتلانتا لم تشارك البطلة نزهة بدوان 400 م حواجز بسبب الاصابة، والامر ذاته ينطبق على المحجوب حيدا 800 م وعزالدين الصديقي 1500 م من دون ان ننسى الحادث الذي تعرض له هشام الكروج في السباق النهائي لسباق 1500 م ما حرمنا من احراز الذهب الاولمبي للمرة الاولى بعدما كنا في كل دورة اولمبية منذ 1984 نحرز المعدن الاصفر". واضاف "املنا كبير في ابطالنا المشاركين، لقد قمنا بجهود جبارة لاعداد ابطال في المستوى، ونتمنى ان نجني الثمار في سيدني". وتابع "كان تألقنا في السابق يرتكز على المسافات الطويلة، لكن منذ نحو 6 اعوام تحول الاهتمام بجميع المسابقات حتى التقنية السريعة ونصف المتوسطة وحتى الوثب، فبتنا نملك ابطالاً واعدين ستكون لهم الكلمة في المستقبل". ضغوط كبيرة وتعتبر الاندية الرافد الاساسي للاتحاد المغربي لاختيار نخبة الرياضيين، وقد ارتفع عدد الاندية في السنوات الاخيرة الى نحو 650 نادياً وبات عدد العدائين المنتسبين الى الاتحاد اكثر من 100 الف عداء. ويضع الاتحاد المغربي برامج خاصة في المدن والضواحي حيث توجد لجان تعنى بتنظيم سباقات لاختراق الضاحية ومنافسات اخرى من اجل تشجيع الرياضيين على ممارسة هذه الرياضة وانتقاء النخبة منهم. ويأخذ الاتحاد على عاتقه تأمين المأكل والمسكن للعدائين ويضع تحت تصرفهم مبلغاً من المال وينالون جوائز في حال تحقيقهم نتائج جيدة. واعترف داودة أن الرياضيين المغاربة يواجهون ضغوطات كبيرة بسبب المكانة التي "نحتلها عالمياً، لكن ذلك لن يؤثر في رياضيينا وسنكون عند حسن الظن". لكنه استدرك قائلاً "في مثل هذه المناسبات تقوى الطموحات لدى جميع الرياضيين المشاركين لاحراز اللقب الاولمبي والمفاجآت واردة بالطبع، لقد قمنا بواجبنا واستعددنا جيداً للاولمبياد وسنرى ما ستكشف عنه السباقات". الكروج واذا فرض المنطق نفسه، سيحرز الكروج اللقب الاولمبي الذي ينقص سجله الحافل بالانجازات والالقاب والارقام القياسية، ويمحي بالتالي الذكرى السيئة التي تلازمه دائماً عندما سقط قبل 450 متراً من خط نهاية السباق النهائي في اتلانتا لاصطدامه مع الجزائري نورالدين مرسلي حامل اللقب. وبدا الكروج متفائلاً بتحقيق انجازه لكنه نفى ان يكون بطلاً لا يقهر، معرباً عن تمنياته في ان "يتأهل احد العدائين المغاربة الى النهائي لتسهل مهمتي في احراز اللقب". من جهتها تسعى نزهة بدوان الى تعويض فقدانها لقب بطلة العالم لمسابقة 400 م، حواجز في اشبيلية وتكرر انجاز مواطنتها المتوكل قبل 16 عاماً في لوس انجليس. وأوضحت بدوان ان المنافسة على اللقب الاولمبي ستكون ثلاثية بينها وبين الجامايكية ديون هيمينغز والاميركية ساندرا غلوفر. واعرب ابراهيم لحلافي، صاحب افضل توقيت عالمي العام الحالي في سباق 5 آلاف م، عن امله في انتزاع الميدالية الذهبية ليكون ثاني عداء مغربي ينال الشرف بعد مثله الاعلى سعيد عويطة. واكد لحلافي "في غياب حيسو سأسعى الى الابقاء على السيطرة المغربية في سباق 5 آلاف م باحراز اللقب الاولمبي"، مشيراً الى "ان المنافسة ستكون قوية بوجود الجزائري علي سعيدي سياف والمغربي الاصل البلجيكي الجنسية محمد مغيث والعدائين الكينيين". وفي سباق 3 آلاف م موانع، تبدو حظوظ المغربيين علي الزين وابراهيم بولامي كبيرة لنيل اللقب الاولمبي بعدما خلقا متاعب كبيرة للكينيين، اصحاب الاختصاص، هذا الموسم وكانا قاب قوسين او ادنى من تحطيم الرقم العالمي خصوصاً بولامي الذي يملك ثاني افضل توقيت عالمي هذا العام 90،02،8 د والثالث في كل الازمنة. ويأمل يونس مدرك في احراز احدى الميداليات خصوصاً بعد تحطيمه رقمه الشخصي والرقم الافريقي والعربي في الوقت ذاته بتسجيله 34ر8 م. وتعقد الآمال ايضاً على الشابة الواعدة حسناء بنحسي التي ستشارك في سباقي 800 م و1500 م، بالاضافة الى اسماء لغزاوي، بطلة العرب وافريقيا في سباق 10 آلاف م، والتي ستشارك في سباقي 10 آلاف م و5 آلاف م. وكانت لغزاوي في طريقها الى احراز اللقب العالمي لسباق 10 الاف م في اشبيلية بيد انها اضطرت للتخلي بسبب اصابتها بتشنج عضلي. برزت القوى المغربية على الخارطة العالمية في اولمبياد روما 1960 عندما احرز عبدالسلام الراضي الميدالية الفضية لسباق الماراتون، لكنها غابت بعد ذلك الى حين بزوغ نجم العداء الاسطورة سعيد عويطة مطلع الثمانينات حيث حطم اكثر من رقم قياسي عالمي في مسافات من 1500 الى 5 آلاف م، قبل ان يحرز الذهبية الاولمبية في لوس انجليس 1984 الى جانب مواطنته نوال المتوكل في سباق 400 م حواجز. ويعترف داودة بتأثير عويطة في القوى المغربية علماً انه كان وراء تألقه، وقال: "لا احد يستطيع ان ينفي التأثير الايجابي لانجازات عويطة في جيل اليوم، لقد كان مثالاً لجميع المغاربة وخصوصاً للعدائين الذين حاولوا ان يقتفوا اثره". وتشيد نوال المتوكل اول رياضية مغربية وعربية تحرز ذهبية في الالعاب الاولمبية وعضو اللجنة الاولمبية الدولية، بعويطة ايضاً "الفضل يعود اليه في بروز جيل المستقبل لانه انشأ مدارس في العاب القوى بعد اعتزاله. وما نشهده اليوم هو ثمرة هذه السياسة". ويؤكد حيسو بدوره ان ما حققه في المضمار يعود بالدرجة الاولى الى عويطة "انا مدين لسعيد لانه لولا الانجازات التي حققها في المضمار لما جعلني اعشق رياضة العاب القوى". وفرخت المدرسة المغربية ابطالاً عدة بعضهم في عهد عويطة وفي مقدمهم ابراهيم بوطيب وخالد السكاح اللذان وضعا حداً للسيطرة الكينية على المسافات الطويلة، والبعض الآخر بعده ابرزهم هشام الكروج الذي يعتبر ملك سباق 1500 م الذي يحمل رقمه العالمي 00ر26ر3 دقائق، والشقيقان خالد وابراهيم بولامي وابراهيم لحلافي والمحجوب حيدا واللائحة طويلة.