تبدأ اليوم في منتجع بارنفو خارج العاصمة الكينية جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" تحت رعاية الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد. وبدت الحكومة متشائمة ازاء نتائج هذه الجولة، فيما أعلن الرئيس عمر البشير استعداده للقاء زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق في أي مكان من أجل "حقن الدماء وإقرار السلام". وتوجه الى نيروبي أمس، وفد الحكومة للمفاوضات برئاسة مستشار الرئيس لشؤون السلام أحمد ابراهيم الطاهر. ويقود وفد الحركة نيال دنيق. ويتوقع أن تستمر المفاوضات مدة اسبوعين. وقال رئيس وفد الحكومة في تصريحات للصحافيين أمس انه يحمل تفويضاً كاملاً للتوقيع على أي اتفاق يتم التوصل اليه مع حركة التمرد. ولم يبد أي تفاؤل تجاه المفاوضات، ورأى ان الحركة "ما زالت عند موقفها القديم الرافض لتحقيق السلام". وزاد: "لكن ذلك لن يثنينا عن بذل الجهد لتحقيق هذه الغاية التي انتظرها الشعب طويلاً". ووصف الأجواء والمناخ الذي تجري فيه المفاوضات بأنه "غائم وضبابي"، مشيراً الى "عدم التزام حركة التمرد وقف اطلاق النار وعرقلتها عملية نقل الغذاء الى المتضررين في جنوب البلاد". وعن تصريحات قرنق التي أعلن فيها استعداده للقاء البشير لاتخاذ مزيد من الخطوات في طريق الحل السياسي، قال الطاهر "سنأخذ هذه التصريحات بحذر لمعرفتنا بالمتمرد قرنق وعدم جديته في إحلال السلام". ونقلت صحيفة "الأنباء" الحكومية أمس ان الرئيس البشير أبدى "استعداده للقاء قرنق في أي مكان حقناً للدماء ومن أجل إقرار السلام"، لكنه أشار الى أن قرنق "لم يلتزم بأكثر من موعد للقاء رتبه رؤساء أفارقة حادبون على السلام في السودان"، منهم الرئيس الكيني دانيال اراب موي، ورئيس جنوب افريقيا ثامبو امبيكي، ورئيس نيجيريا اوباسانجو. وتكتسب جولة التفاوض الجديدة أهمية خاصة لأن "شركاء ايغاد" الأوروبيين الذين يشهد ممثلوهم المفاوضات سيمارسون ضغوطاً على لجنة المبادرة من أجل الاسراع بالتوصل لاتفاق أو انهاء التفاوض عبر هذه اللجنة. وكان شركاء ايغاد أمهلوا اللجنة حتى الشهر الجاري لاحراز تقدم في المفاوضات، وكلفوا مندوبي ايطاليا والولايات المتحدة برفع تقرير الى اجتماعهم الذي ينتظر عقده في أوسلو في نهاية الشهر الجاري.