تضاربت الردود في الخرطوم على قرار الحكومتين المصرية والليبية تأجيل اجتماع اللجنة التحضيرية للحوار من أجل الوفاق السوداني الذي كان مقرراً في 13 أيلول سبتمبر الجاري. وفي حين حمّلت جهات حكومية زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق مسؤولية التأجيل، رأت مصادر أخرى ان التأجيل يعود الى ظروف خاصة بالقاهرة وطرابلس. تناولت معظم الصحف السودانية الصادرة في الخرطوم أمس الزيارة التي قام بها للقاهرة قبل أيام العقيد جون قرنق والتصريحات التي أدلى بها في خصوص المبادرة المصرية - الليبية المتعلقة بالحوار بين حكومة الرئيس عمر البشير وفصائل المعارضة. وكان قرنق الذي اجتمع مع مسؤولين مصريين وقادة في المعارضة السودانية، طالب في تصريحاته بتوحيد المبادرة المصرية - الليبية مع مبادرة "إيغاد". وحمّلت الصحف السودانية قرنق مسؤولية قرار تأجيل اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار السياسي السوداني بعدما كان مقرراً عقده في القاهرة في 13 الجاري. وقال وزير الإعلام السوداني رئيس وفد الحكومة الى المفاوضات الدكتور غازي صلاح الدين ان "حركة التمرد لم تثبت انها جادة في تحقيق الوفاق والسلام في البلاد وتقدّم شروطاً تعجيزية لإفشال أي مبادرة لتحقيق السلام في السودان". وأضاف الوزير في تصريح الى "وكالة أنباء السودان" ان منهج قرنق في التعامل مع المبادرة الليبية - المصرية "متناقض ومرتبك"، إذ في وقت وافق ممثلو "الحركة الشعبية لتحرير السودان" على الخطوات المصرية - الليبية، صدرت عن زعيم الحركة قرنق تصريحات ترفض مبادرة القاهرة وطرابلس قبل ان يدلي بتصريحات أخرى يُطالب فيها بدمج مبادرة الدولتين مع مبادرة "إيغاد". وأضاف الوزير ان قرنق "قدّم شروطاً تعجيزية غير عملية كان يقدّمها منذ عشر سنوات وتجاوزها الزمن، مثل الغاء حال الطوارئ" بعدما كان في السابق يشترط الغاء كل الاتفاقات السودانية مع مصر وليبيا. وأبدى المسؤول السوداني خشيته من ان يكون "جون قرنق يهدف من خلال تحركاته الأخيرة الى إفشال الجهود المصرية - الليبية، أو تجميدها لإفساح المجال أمام مخطط آخر تسعى جهات أخرى الى تنفيذه"، في إشارة الى الولاياتالمتحدة. لكن رئيس الدائرة السياسية في المؤتمر الوطني الحزب الحاكم السيد محمد الحسن الأمين نفى ان يكون تأجيل اجتماع الحوار السوداني في القاهرة سببه جون قرنق. وقال الأمين لصحيفة "أخبار اليوم" المستقلة ان التأجيل سببه انشغال الحكومة الليبية بالتحضير لمؤتمر القمة الافريقي الاستثنائي في سرت الأسبوع المقبل. وأضاف انه تم الاستعجال في تحديد 13 الجاري موعداً للاجتماع التحضيري للحوار السوداني، وان الوسطاء المصريين والليبيين لم يتمكنوا من تهيئة المناخ الملائم للإجتماع. وكان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى أكد في مؤتمر صحافي الإربعاء، عقب لقائه قرنق، تأجيل اجتماع القاهرة بعدما وافقت عليه الحكومة السودانية والمعارضة. وعلمت "الحياة" ان الاجتماع المقبل سيُعقد في تشرين الأول اكتوبر المقبل. الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية السودانية ان موفداً من الرئيس الكيني دانيال آراب موي سيصل الى الخرطوم في الساعات ال48 المقبلة ليناقش الجولة المقبلة من الحوار بين الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي لتحرير السودان".