انديانابوليس، هي محجة عشاق رياضة السيارات في أميركا الشمالية كلها... وهي الحلبة التي ستستضيف جائزة أميركا الكبرى، بعد غياب هذه السباقات هناك منذ العام 1991، وتحديداً منذ جائزة فينيكس الكبرى، والتي استضافتها ولاية اريزونا في العاشر من شهر آذار مارس، وانتهت بفوز البرازيلي الراحل آيرتون سينا. ويعود الفضل في عودة هذه الجائزة الى انديانابوليس، الى مدير هذه الحلبة، طوني جورج، الذي عقد صفقة رابحة مع نائب رئيس الاتحاد الدولي، ورئيس الشؤون التسويقية، بلغت قيمتها أكثر من 30 مليون دولار، وتوصل إليها بعد مفاوضات مطوّلة. وستقام هذه الجائزة على حلبة صممت خصيصاً لتتلاءم مع سيارات الفورمولا واحد، ويبلغ طولها نحو 4 كلم، ومسارها عبارة عن مزيج يضم مقاطع وتعرجات، أضيفت الى حلبة "أندي 500" البيضوية الشكل الشهيرة. وبإضافة سباق الجائزة الكبرى الى الأحداث الشهيرة التي تستضيفها هذه الحلبة اندي 500 وبريك يار 400 الشهيرين، فإن الشعار المرفوع عند مدخل الحلبة، وهو "أهلاً بكم الى عاصمة السباقات في العالم"، يصبح الحلم حقيقة، أي بعودة "صهيل" محركات الفورمولا واحد الى الولاياتالمتحدة وتعزز هذه العودة أكثر فأكثر من مكانة الفورمولا واحد كرياضة تحظى باهتمام كبير في معظم قارات العالم. وستتسابق السيارات عكس دوران الساعة، بدءاً من الدخول ما بين منعطفين، الأول والثاني، قبل المسار المستقيم المنحدر نحو نهاية الحلبة، انتهاء بشبكة الاصطفاف التي تعلن نقطة البداية - النهاية. وبعدها تستمر السيارات باتجاه مسار ضيق على الحلبة. وهذه المعطيات كلها، تتلاءم تماماً مع تاريخ حلبة انديانابوليس كما أن رسم المسار الجديد المصمم أساساً من أجل سباقات الفورمولا واحد، يظهر علامات التمايز الفريدة. وبالنسبة للفرق المشاركة، وهي الحلبة المجهولة بالنسبة لمعظمها. ويتطلع فريق بريتش - اميركان رايسينغ الى المشاركة في انديانابوليس، كونها حديثة العهد وغير معروفة من قِبل الفرق كلها، وهذا ما لا يعطي الأفضلية لسائق على آخر. من جهته، يتطلع ريكاردو زونتا بشغف للمشاركة هناك، خصوصاً أن "الكثيرين من المتسابقين البرازيليين يشاركون في السباقات عليها، وقالوا لي إن الأجواء رائعة جداً". وتابع مضيفاً: "لقد اختبرنا في الأسبوع الماضي الإطارات الجديدة التي أنتجتها بريدجستون لهذا السباق بالذات، كما عملنا على تعديلات ضبط المعايير. سيكون سباقاً مهماً، سينطلق الجميع من النقطة نفسها".