تعتبر حلبة "أيه-1" القريبة من سبيلبيرغ، في القسم النمسوي من جبال الألب، المحطة التالية لبطولة العالم في الفورمولا واحد لهذا الموسم، وهي التي ستستضيف الجولة العاشرة من البطولة. ويبلغ طول هذه الحلبة 323،4 كلم، وتضم عدداً من المنعطفات، والمحددة بمساحات واسعة وعريضة من الحصى الناعم، ما يتطلب من السيارات خفضاً في نسب السرعة عند دخولها. كما يتميز مسارها بمستويات مختلفة، مما يخلق مواقع ممتازة للمتفرجين الذين يتابعون مجريات الجائزة الكبرى، وخصوصاً اولئك الآتين من كلّ من ايطاليا وألمانيا القريبتين من الحدود مع النمسا. ويؤكد مهندسو الفرق المشاركة في هذه الجائزة، أن حلبة "أيه-1" تحتاج عملاً كبيراً على مستويات مراكز الثقل في السيارات، لكنها ليست بالتالي كحلبتي موناكون او هانغارورينغ المجرية، فهي تتطلب انظمة كبح فعالة ومستويات عالية من التماسك بشكل يتلاءم مع الكبح، وكذلك انظمة تعليق تحتمل ظروف الدخول والخروج من المنعطفات بسرعة. ذلك إضافة الى توازنات جيدة لنواحي القاعدة، خصوصاً ان هذه الحلبة واقعة في اماكن طبيعية تفترض تغييرات في الظروف المناخية، غيرها عن كلّ تلك المعروفة في البلدان الاخرى والتي تستضيف الجوائز الكبرى. جائزة النمسا الكبرى للعام الماضي، لم تكن على مستوى طموحات فريق بريتش - اميركان رايسينغ، على رغم الدلالات الواضحة والواعدة، التي ظهر بها الفريق قبل انطلاق السباق وفي اثناء التجارب التأهيلية. فقد حقق الكندي جاك فيلنوف بطل العالم لموسم 1997، المركز التاسع عند شبكة الاصطفاف، بينما كان زميله في الفريق، البرازيلي ريكاردو زونتا، في المركز الخامس عشر. اما في اثناء السباق، فقد ضغط فيلنوف بكامل قوته، وبحسب الاسلوب الذي يفضله. لكن مع الاسف، فإن جهوده واجهت الحائط المسدود، بسبب مشكلة في نظام التوجيه في سيارته، الامر الذي اضطره للانسحاب من اللفة 34، بينما انهى زونتا السباق في المركز ذاته الذي انطلق منه، اي الخامس عشر. وقد شهدت هذه الجائزة، بداية الخلافات المكبوتة بين سائقي فريق ماكلارين - مرسيدس، دايفيد كولثارد وميكا هاكينن، حول افضلية المواقع ضمن الفريق، الا ان استراتيجية التوقف المذهل والمدروس داخل الحظيرة للصيانة، امنت لسائق فيراري الثاني في العام الماضي، الايرلندي ايدي إرفاين، الفوز بلقب هذا السباق، بعد مطاردة مثيرة من قبل كولثارد، الذي حلّ ثانياً في حين حل زميله هاكينن في المركز الثالث. سائق فريق لاكي سترايك، الكندي جاك فيلنوف اعتبر أن النتائج التي حققها الفريق في فرنسا، كانت اكثر من جيدة، وأنها تمنحهم الحوافز والامل بمتابعة الموسم بشكل افضل: "النتيجة التي سجلناها في فرنسا كانت جيدة، وتعطينا املاً بأن النصف الثاني من الموسم يختزن لنا المزيد من النقاط، وربما مركزاً على المنصة. جميع افراد الفريق يعملون بجدّ، ومن الجيد ان يروا جهودهم تكافأ. لقد كنت في المركز الاول عند الانطلاق، وفزت بالسباق وسجلت اسرع لفة في اثناء التسابق في جائزة النمسا الكبرى العام 1997، لذلك اختزن ذكريات مؤثرة من هذه الحلبة. اود فعلاً ان يكون بمقدوري الخروج من جائزة هذا العام ببعض الذكريات الطيبة ايضاً". من جهته، اعتبر سائق فريق بريتش - اميركان رايسينغ، البرازيلي ريكاردو زونتا بأن سباقه في فرنسا كان مخيباً: "لقد تعرضت لخيبة امل كبرى في فرنسا، لذلك اود فعلاً تحقيق نتيجة طيبة في النمسا. حلبة "أيه-1" مؤثرة جداً، وفيها الكثير من فرص التجاوز. عليّ التركيز اكثر بهدف الحصول على افضل نتيجة عند الانطلاق، في اثناء التجارب التأهيلية قبل انطلاق السباق، وبعد ذلك يبقى امامي ان أقوم بانجاز سباق جيد". رئيس المهندسين في الفريق، ستيف فاريل قال: "إن المركز الرابع الذي حققه جاك فيلنوف في نهاية جائزة فرنسا الكبرى، يظهر بوضوح مدى التقدم الذي بدأنا نحرزه على الصعيد التقني. وعلى حلبة أيه-1 النمسوية، التي تشبه في بعض نواحيها ومتطلباتها، حلبة ماني كور الفرنسية، فإننا واثقون جداً من انه بامكاننا المحافظة على انجازاتنا والتقدم قدماً. لقد اجرينا تجارب مكثفة على حلبة سيلفرستون، وعملنا على تعديلات القاعدة بشكل يتلاءم مع الحلبة النمسوية، كما اننا جرّبنا بعض الانظمة الجديدة والتي اعطت نتائج طيبة. وكفريق متكامل، لا نزال نحاول التركيز على مخططاتنا لهذا الموسم، محاولين عدم الوقوع في الاخطاء قدر الامكان".