وصفت أوساط المعارضة الصربية الأنباء التي روجتها أطراف حكومية في شأن زيارة الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لاقليم كوسوفو بأنها "مجرد ابتزاز انتخابي"، عشية الانتخابات العامة التي ستجرى في 24 الشهر الجاري. ونقل التلفزيون المستقل "ستوديو ب" عن زعماء معارضين ان ميلوشيفيتش يدرك أنه لا يملك قوة تحميه في كوسوفو، سواء من القوات الدولية التي تعتبره مجرم حرب أو من الألبان الغاضبين عليه "ولهذا فإن مثل هذه الزيارة غير ممكنة ... والحلف الأطلسي لن يعتقل ميلوشيفيتش لأنه لن يدخل كوسوفو". وكان نائب رئيس الحكومة نيكولا شائينوفيتش قال في مؤتمر صحافي في بلغراد أول من أمس ان ميلوشيفيتش سيزور كوسوفو والجبل الأسود" من دون أن يحدد موعداً لذلك، ما أدى الى اعلان الحلف الأطلسي انه سيعتقل الرئيس اليوغوسلافي إذا ما قام بالزيارة. ويسود الاعتقاد في بلغراد ان هذا التصريح يدخل في مجال الحملة الانتخابية لاستغلال مشاعر الصرب القوية تجاه كوسوفو، خصوصاً أن آخر استطلاعات الرأي العام في صربيا أظهرت تقدم المرشح المعارض للرئاسة فويسلاف كوشتونيتسا على ميلوشيفيتش بما لا يقل عن عشر نقاط. وكان ميلوشيفيتش ارسل الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الذي يتزعمه غوريتسا غاييفيتش الى المعقل الصربي في كوسوفو بلدة غراتشانيتسا 15 كيلومتراً جنوب شرقي بريشتينا من أجل حض صرب الاقليم لانتخابه. وزادت اخيراً طلبات القادة العسكريين من جنود الجيش اليوغوسلافي أن يكونوا "مستعدين دائماً للتحرك الى كوسوفو وانهاء الأوضاع الشاذة التي تخيم على الاقليم الصربي"، ما اعتبره المراقبون دعاية انتخابية لميلوشيفيتش.