أكد الجيش الايراني تأييده للاصلاحات، وحدد وزير الدفاع الأدميرال علي شمخاني دور القوات المسلحة بأنه يكمن في "اجتناب الخوض في الألاعيب السياسية". وطالب شمخاني الحرس الثوري، خلال كلمة ألقاها أمام كبار قادته، ب"العمل على تأمين الظروف المناسبة لترسيخ شعور الثقة بالنفس لدى المجتمع". وحرص شمخاني على التسويق للاصلاحات عندما وصفها بأنها "نهضة نابعة من حركة الثورة الاسلامية" للعام 1979، لكنه حذر "من يعتزم استغلال الإصلاحات لتحقيق مآرب حزبية" بأنه "سيغرق في خضم الشعارات الاصلاحية". وكان شمخاني واضحاً في استهدافه بعض الأطراف داخل الجبهة الاصلاحية، وذهب الى حد الحديث عن "مؤامرة" قال انها كانت تهدف الى "جرّ الحرس الثوري الى المهاترات السياسية وتوجيه ضربة الى ماضيه من جانب بعض المجموعات الخاصة الداخلية من دون تحديدها ومن جانب أعداء الثورة". وتعتبر مواقف شمخاني أبرز رؤية عسكرية تجاه موضوع الاصلاحات، وكان لافتاً اعتباره هذه الاصلاحات "مندمجة في الأمن الاجتماعي" مما يعني ان مواجهتها ستضرب الاستقرار الداخلي. وكان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي رأى ان أبرز مواجهة تخوضها ايران حالياً تتمثل في الحرب الثقافية ضدها بعد حربين عسكرية واقتصادية، في اشارة الى الحرب العراقية - الايرانية بين العامين 1980 و1988، والضغط الاقتصادي المتواصل على ايران. ولم يكن الحرس الثوري بعيداً عن هذه الرؤية، اذ قال قائده اللواء رحيم صفوي أمام قادة قواته: "ان العدو يهدف الى ضرب القيم في المجتمع". واضاف: "انه اذا تضررت المبادئ الأساسية للثورة فإن ترميمها أمر صعب". وتعتبر قوات الحرس الثوري والمتطوعين "البسيج" في ايران حماة للثورة والنظام الاسلامي، من التهديدات الداخلية والخارجية، لكنها حرصت في الفترة الأخيرة على البقاء بعيداً عن التجاذبات السياسية بين المحافظين والاصلاحيين، على رغم انها محسوبة تقليدياً على التيار المحافظ. لكن أوساط الطلاب الاصلاحيين كانت اتهمت هذه القوات بالتصدي لها خلال اضطرابات خرم آباد غرب ايران الشهر الماضي، وهو ما نفته هيئة التحقيق القضائية التي يغلب عليها المحافظون.