} انتهت المرحلة الأولى من تصعيد المحافظين في ايران حملتهم على الاصلاحيين، اذ اتخذ القضاء اجراءات صارمة فعلق صدور 12 صحيفة اصلاحية، فيما اكد الرئيس محمد خاتمي ان دور القوات المسلحة هو "ردع أعداء الشعب وليس الوقوف في وجه الشعب والتصدي له". وكان خاتمي يتحدث امس في ذكرى يوم الجيش في ساحة الحرية في قلب طهران، حيث نظم عرض عسكري، وشدد الرئيس على الحاجة الى "الهدوء والتضامن أكثر من أي وقت مضى". بدا ان خاتمي يُعول على بدء أعمال البرلمان الجديد ذي الغالبية الاصلاحية، اذ اشار الى اقتراب نهاية ولاية البرلمان الحالي، والاستعداد لتشكيل مجلس جديد وصفه بأنه "برلمان شعبي ومؤمن"، مما سيؤدي الى "تعاون أوسع بينه وبين الحكومة، وبين القوات المسلحة والشعب وبين كل اجهزة النظام، والسير نحو حل المشاكل الاساسية". وحرص الرئيس الايراني على دعم المرشد آية الله علي خامنئي، معتبراً ان القوات المسلحة تمتاز عن جيوش الدول الأخرى بكونها تخضع لقيادة "الولي الفقيه" القائد خامنئي. وشدد على ان "القوات المسلحة والحرس الثوري، وقوات الشرطة وقوات المتطوعين البسيج هي دعامة استقرار الأمن" في ايران. واشار الى "تهديدات" تحيط ببلاده نظراً الى موقعها الاستراتيجي ليخلص الى "ضرورة تقوية القوات المسلحة كأمر واجب". وذكر بعملية طبس الفاشلة عندما ارتطمت طائرات اميركية ببعضها بعضاً بعيد الثورة الاسلامية، وكانت في طريقها لتحرير رهائن سفارة الولاياتالمتحدة. ووصف الحادثة بأنها مثلت "هزيمة وفضيحة للمعتدين الاميركيين". ولوحظ ان قوات الشرطة منعت بعض الحضور من احراق اعلام اميركية وصادرتها. ووجه خاتمي اشارات واضحة الى المحافظين في شأن الاصلاحات والى الخارج خصوصاً الغرب، حين رأى ان "الثورة الاسلامية كانت سبباً للحريات وأوجدت مكانة مرموقة لايران تجعلها نموذجاً للبناء والإعمار والاعتماد على الذات، وبناء نظام شعبي اجتماعي وسياسي جديد، ما يجعل البلد في دائرة التهديد". وسعى الرئيس الى التشديد على ان اصلاحاته تنطلق من الثورة، خلافاً لما تروجه الدوائر المحافظة عن انعدام الأمن والاستقرار بسبب هذه الاصلاحات. وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ انتخاب خاتمي رئيساً في 1997، أمر القضاء بتعليق صدور اثنتي عشرة صحيفة ومجلة اصلاحية الى موعد لم يحدد. وجاء قرار القضاء مستنداً الى "منع ارتكاب مخالفات، وتشويش الرأي العام". والصحف ال12 هي: فتح، عصر ازآدغان، آفتاب، إمروز، غزارش روز تقرير اليوم، ييام ازادي، بامداد نو، آريا آزاد، واسبوعيات: بيام هاجر، آيان، أرزنش وايران فردا. واعتبر محسن رضائي القائد السابق ل"الحرس الثوري" ان تعليق صدور الصحف لم يكن ليحصل لو قامت وزارة الثقافة والارشاد بدورها في الاصلاحات الضرورية للصحافة. واضاف ان استمرار التنمية السياسية وترسيخ الحريات ما زال ممكناً بالتزامن مع "اصلاح المطبوعات". أما رجل الدين البارز آية الله مصباح يزدي محافظ فرأى انه لا ينبغي "التلاعب بمشاعر الشعب تحت ذريعة الحرية والديموقراطية". وذكر ان خامنئي حذّر مرات الرئيس وبعض المسؤولين من "الفتنة الثقافية واهانة المقدّسات، لكن المعنيين لم يأخذوا ذلك بجدية". وركزت صحف التيار الاصلاحي على الدعوة الى "عدم القيام بأي عمل خارج القانون، بحجة الدفاع عن الصحافة"، ودعت مناصريها الى التزام الحذر تجاه محاولات "ضرب الأمن من قبل دعاة العنف، وعدم اعطاء الذريعة لهؤلاء كي ينفّذوا مخططهم". واكدت الصحف الاصلاحية انها ستلاحق القضية قانونياً. ولوحظ ان التعطيل الموقت للصحف ال12 لم يشمل صحيفة "بيان" التي يديرها علي اكبر محتشمي وزير الداخلية السابق مستشار خاتمي، ولا صحيفة "مشاركت" التي يديرها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس او صحيفة "صبح إمروز" التي يديرها سعيد حجاريان. الى ذلك أيّدت "رابطة العلماء المناضلين" يسار ديني قريب الى خاتمي مواقف خامنئي واكد مهدي كروبي الامين العام للرابطة ضرورة اتخاذ خطوات لتبديد "قلق" المرشد وتطبيق توجيهاته في ما يتعلق بالصحافة.