أعلن القائد العام لقوات "الحرس الثوري" الايراني الجنرال يحيى رحيم صفوي امس ان سبعين الف مقاتل من سلاحي البر والجو التابعين للحرس سيشاركون في مناورات عسكرية "لم يسبق لها مثيل" في المناطق المتاخمة للحدود مع افغانستان شمال شرقي ايران. ولم يخفِ وجود علاقة بين المناورات والمستجدات في افغانستان، في اشارة الى إحكام حركة "طالبان" سيطرتها على معظم الاراضي الافغانية والمناطق المتاخمة للحدود مع ايران. وفي لهجة تحذير شدد على ان "الحرس الثوري لم ترهبه القوات الاميركية في الخليج وقاد حرب السنوات الثماني مع العراق". ووصف "طالبان" بأنها "زمرة أنشئت وتُوجّه من الخارج ولا نعترف بها" محذراً باكستان من انها "ترتكب خطأ استراتيجياً اذا تعاونت مع طالبان واميركا على حساب ايران". وكان صفوي يتحدث في مؤتمر صحافي عقده في احد المقرات المركزية لقيادة الحرس في شمال طهران في حضور المراسلين الاجانب للمرة الاولى منذ تأسيس "الحرس" عام 1979. وبدا المؤتمر الصحافي رسالة سياسية موجهة خصوصاً الى المعنيين "مباشرة" بالملف الافغاني. وقبل ان يعلن صفوي اجراء مناورات "عاشوراء 3" في محافظة خراسان على الحدود مع افغانستان، حرص على تأكيد "ثوابت" الاستراتيجية الامنية الايرانية، وهي ان "الجمهورية الاسلامية تنشد السلام والامن للعالم بكل جدية، خصوصاً للشرق الاوسط والخليج وآسيا الوسطى والقوقاز"، مشيراً الى ان ذلك مبرر شعار "ازالة التوترات مع العالم"، والذي ترفعه الحكومة الايرانية وتابع ان "السلام في المنطقة يعني توافر الامن لكل شعوب هذه المنطقة الحساسة، لذلك فان انعدام الامن في آسيا الوسطى والقوقاز، لا يطاول بلداً واحداً بل سيشمل الجميع". ولفت الى ان الايرانيين "متمسكون بالدفاع عن قيمنا الثورية وسلامة اراضينا وسيادتها". ونبّه الى ان المناورات العسكرية المتوقعة هي الاولى من نوعها في شمال شرقي ايران منذ ما قبل الثورة مشيراً الى ان من اهدافها "تعزيز القوة الايرانية امام اي تشكيل جديد للمحيط الامني واختبار اسلحتنا وتجهيزاتنا في كل مناطق البلاد ذات التضاريس المتباينة، واختبار الاسلحة المتطورة التي حصلنا عليها". وسيشارك 70 ألف مقاتل من "الحرس الثوري" و"البسيج" المتطوعين في المناورات التي ستستمر ثلاثة ايام، وتنفذ في منطقة مساحتها 600 كيلومتر. وزاد الجنرال صفوي ان طائرات هليكوبتر مطاردة ستشارك وستضرب "العدو" في عمق مناطقه. وتجنّب القائد العام ل "الحرس" عبارات الوعيد والتهديد لكن مواقفه لم تخلُ من تحذيرات واضحة. وقلّل من قوة حركة "طالبان" وما يمكن ان تتسبب فيه من قلق للقوات الايرانية، وقال: "لا نعترف بهذه الزمرة التي أُنشئت وتُوجّه وتُقاد من الخارج، وقوات الحرس الثوري التي لم ترهبها الاساطيل الاميركية وقواتها في الخليج، وقادت حرب السنوات الثماني مع العراق، لن تخيفها مجموعة في افغانستان". ولم ينفِ صفوي او يؤكد ما قاله صحافي من ان باكستان تشارك بقوات او معدات في المعارك التي تخوضها "طالبان" لكنه شدد على ان القيادة الايرانية تندد ب "اي تدخل عسكري خارجي في افغانستان، ونأمل بألا يكون تعاون الباكستانيين مع طالبان واميركا على حساب ايران، وإلا فانهم يرتكبون خطأ استراتيجياً".