أعلن مسؤول في الأممالمتحدة ان الوسيط الدولي جيمس بيكر قرر جمع أطراف نزاع الصحراء الغربية في الرابع عشر من أيار مايو المقبل في لندن. وقال المسؤول ل"الحياة": "يبدو ان بيكر حصل على موافقة الأطراف المعنية بخطة التسوية في الصحراء لتنظيم اتصال مباشر بين المغرب وجبهة بوليساريو في لندن". وذكر ان اختيار العاصمة البريطانية "محاولة لاضفاء الحياد على مقر المفاوضات"، في إشارة إلى موقفي باريسومدريد المتعارضين إلى حد ما حول آليات التسوية ونتائجها وانعكاساتها، إذ ان مدريد "ترفض الحل الثالث" وتفضل المضي في ترتيبات الاستفتاء، في حين توافق فرنسا على الصيغة المطروحة لمنح الصحراويين نوعاً من الحكم الذاتي في حال قبول المغرب. واعتبر المسؤول الدولي ان إقرار الاتصال المباشر بين المغرب و"بوليساريو" تأكيد لترتيبات "المضي في الحل السياسي الذي سيعوض الترتيبات التقنية لاستفتاء تقرير المصير". وتابع ان اجتماع لندن سيظهر ان "مسلسل التفاوض على التسوية السياسية بدأ، وهي محاولة لإعداد الرأي العام العالمي، وتأكيد أن الحل السياسي هو الوحيد الممكن في المنطقة". وأضاف ان المفاوضين "سيؤكدون للرأي العام ان محور الاتصال في لندن يكمن في بحث التفاصيل التقنية ذات العلاقة بخطة التسوية في الصحراء، لعدم إرباك المرحلة المقبلة من المفاوضات". وأشار إلى ان صلب الحديث "سيكون ترتيبات تسوية سياسية للنزاع". وتوقع ان يطلب بيكر خلال اجتماع لندن تمديد فترة انتداب بعثة الأممالمتحدة في الصحراء مينورسو للافساح في المجال أمام اجتماعات الرأي للأطراف المعنية بخطة هيوستن للسلام. وعن زيارة الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيدي أحمد الطايع للمغرب، قال المسؤول إنها "جزء من الحل السياسي" وتحضير للحل مع الجار الجنوبي للمغرب. ونبه إلى أن الزيارة تشكل "المنفذ السياسي الوحيد"، في إشارة إلى موقف بلدان المنطقة من مسألة تطبيع نواكشوط علاقاتها مع إسرائيل. ورأى ان ولد الطايع يبحث عن "أرضية خارجية"، ويبدو ان المغرب هو الطرف الوحيد في المنطقة للعب هذا الدور، في مقابل تفهم موريتاني للموقف من الصحراء. ويؤكد تحديد موعد الاتصال المباشر بين المغرب وجبهة "بوليساريو" المأزق الذي وصلت إليه عملية السلام في الصحراء الغربية، ويترجم نهاية الترتيبات التي يرعاها بيكر لتنظيم اتصال مباشر بين المغرب و"بوليساريو" تحت مظلة الأممالمتحدة، للتوصل إلى تسوية سياسية. ويعتبر اجتماع لندن أول اتصال مباشر بين المغرب والجبهة في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي التقى مسؤولين في "بوليساريو" عندما كان ولياً للعهد. وأشارت مصادر الأممالمتحدة إلى أن الأمين العام كوفي أنان سيطلب من مجلس الأمن تمديد مهمة بعثة المنظمة الدولية شهرين أو ثلاثة، للإفساح في المجال أمام المبادرة السياسية التي يرعاها بيكر.