} اعلن حزب الأمة السوداني المعارض، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي، انه بدأ اتصالات مع الحكومة لتفعيل اتفاق "نداء الوطن" الذي وقعه الطرفان في جيبوتي العام الماضي. وجاء ذلك في أول خطوة للحزب بعد تكريس انشقاقه عن "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض الذي عقد مؤتمره الأخير في مدينة مصوع الاريترية الاسبوع الماضي. استأنف حزب الأمة السوداني المعارض اتصالاته مع الحكومة عقب انشقاقه عن "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض في الخارج والداخل الاسبوع الماضي، وذلك بعد منع وفده من حضور المؤتمر العام ل"التجمع" الذي عقد في مدينة مصوع الساحلية الاريترية. وكشف نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نور الدائم امس أن لقاء جمع قادة من حزبه مع اطراف حكومية للبحث في تفعيل اتفاق "نداء الوطن" الذي وقعه الجانبان في جيبوتي العام الماضي. وقال ان اللقاء ركز على ضرورة التوصل الى حد أدنى من الاتفاق على قضايا السلام والقوانين المقيدة للحريات. وأشار الى حرص حزب الأمة على حشد تيار عريض لمساندة الأجندة الوطنية من القوى السياسية الداخلية في الشمال والجنوب. وقال "ان الحوار سيتواصل مع سائر الأحزاب لتحقيق الوفاق السوداني". ودعا الحكومة وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي الى حل خلافاتهما عبر التفاوض والنأي عن العنف في معالجة مشاكلهما القائمة. الحكومة و"التجمع" وفي أول تعليق حكومي على نتائج مؤتمر "التجمع" قال وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين انه "لم يكن يتوقع ان ينتهي المؤتمر الى غير ما انتهى اليه". وقال "إن التجمع، بحكم تكوينه، بات أسير برامج خارجية أكثر من تفاعله مع برامج الحل السلمي الوطني". وبدا صلاح الدين سعيداً بانسلاخ حزب الأمة من "التجمع"، وتمنى ان تلحق به فاصئل اخرى، وقال "ان ذلك سيكون في مصلحة الحل السلمي". واعتبر ان "التجمع" لم يتقدم خطوة واحدة و"انتهى بمزيد من المراوغة والتطويل". وأضاف ان "التجمع يفتقد ارادة الحوار". ورفض ما يثار عن سريان القوانين المقيدة للحريات، وقال ان الحكومة لديها الكثير الذي يمكن ان تقدمه لتفعيل الحل السياسي شرط توافر الارادة والرغبة في الحوار لدى الطرف الآخر. ورأى ان المطلوب الآن التوجه مباشرة نحو طاولة المفاوضات باعتبارها "السبيل الوحيد والمكان الصحيح لطرح أية شروط للتفاوض في شأنها". وفي اسمرا، اجتمع الرئيس الاريتري اساياس افورقي مع رئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق في اطار تسوية الأزمة السودانية سلمياً. وعلم من مصادر مطلعة ان افورقي وقرنق بحثا في السلام والاستقرار في السودان، وتفعيل مسألة الحل السياسي الشامل. الى ذلك تأجل، للمرة الثانية، اجتماع كان مقرراً عقده اليوم لهيئة القيادة في "التجمع" للبحث في مسألة تفعيل مقررات المؤتمر الثاني في مصوع، وتشكيل مكتب تنفيذي جديد واختيار منسق عام. وعزت مصادر المعارضة التأجيل الى ظروف صحية لزعيم المعارضة السيد محمد عثمان الميرغني. الانتخابات الرئاسية من جهة أخرى، قررت هيئة الانتخابات العامة في السودان بدء الجدول الزمني لانتخابات رئاسة الجمهورية والبرلمان في الثامن من الشهر المقبل، والاقتراع في الاسبوع الأول من كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال رئيس هيئة الانتخابات عبدالمنعم الزين النحاس في حديث نشرته صحيفة "الصحافي الدولي" امس ان الهيئة ستنظم الحملة الانتخابية، وتوفير حرية الاجتماعات واللقاءات الجماهيرية والتنقل واعطاء الفرصة كاملة للمرشحين لادارة حملتهم الانتخابية من دون تدخل من أحد. وأكد الناس ان هيئة الانتخابات لن تتوانى عن صيانة الانتخابات والحفاظ عليها، وعدم السماح لأية تدخلات من أية جهة مع ضمان توفير مناخ الحريات اللازم لسير العملية الانتخابية. مشيراً الى أن لجان الانتخابات ستلتزم الحيدة وأداء الأمانة، وان المرشحين ووكلائهم سيكونون شركاء في ادارة الحملة الانتخابية. وكانت أحزاب المعارضة الرئيسية أعلنت مقاطعتها للانتخابات ما لم يحدث اتفاق بين القوى السياسية، لكن الحكومة أكدت أن الانتخابات ستجرى في موعدها ولن تنتظر الى "ما لا نهاية".