} اختتم التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض مؤتمره الثاني في مدينة مصوع الاريترية امس، وجدد ثقته في السيد محمد عثمان الميرغني زعيماً للمعارضة بالاجماع. دافع رئيس التجمع الوطني المعارض السيد محمد عثمان الميرغني عن موقف التجمع من حزب الامة المعارض. واكد ترحيبه بالتوصل الى اتفاق مع الحزب ورئيسه السيد الصادق المهدي وتناقشه مع هيئة القيادة الجديدة اليوم في اسمرا. واكد الميرغني اجراء اتصالات وعقد لقاءات مع زعماء الحزب نافياً اتهام الامة للحزب الاتحادي الديموقراطي بالتآمر ضده. ودافع عن مواقف رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق. مؤكداً انه لم يكن طرفاً في مؤامرة ضد المهدي. واعربت اريتريا عن ارتياحها الى استضافة مؤتمر المعارضة السودانية، وتمنت ان يشكل المؤتمر الثاني وقراراته "منعطفاً جديداً في تاريخ السودان ينحاز الى السلام العادل والشامل". وعقد مؤتمر التجمع في ميناء مصوع الاريتري من التاسع الى الثالث عشر من الجاري تحت شعار "نحو انهاء الحرب وبناء السودان الجديد". واصدر المؤتمر "اعلان مصوع في شأن السودان الجديد"، وقرر ان تتولى هيئة القيادة الجديدة اعداد مشروع متكامل للسودان يشارك في اعداده اكبر عدد ممكن من السودانيين. وركز المؤتمر على اربع قضايا رئيسة هي الملف السياسي والهيكل والاداء والشؤون الانسانية. ولم تصدر القرارات والتوصيات حتى مساء يوم اول من امس لكن البيان الختامي للمؤتمر افاد ان "الحل السياسي الشامل هو أفضل الحلول". وتمسك باللقاء التمهيدي المرتقب بين الميرغني والرئيس عمر البشير. واضاف البيان: "على رغم مراوغة النظام وتسويفه فإن المؤتمر الثاني فوض هيئة القيادة للمضي قدماً في البحث عن حلول سياسية شاملة للأزمة الوطنية بما في ذلك اللقاء التمهيدي المباشر مع نظام الخرطوم وفق المرجعيات التي حددتها هيئة القيادة في الماضي". وتابع ان المؤتمر "أكد ان خيارات شعبنا المختلفة من انتفاضة شعبية وعمل مسلح وضغوط ديبلوماسية تظل قائمة الى حين التوصل الى حل سياسي شامل وعادل". واكد المشاركون التزامهم بالمبادرة "المصرية - الليبية" والتنسيق بينها وبين مبادرة دول "ايغاد". ورحب المؤتمر بالعرض الذي تقدمت به دولة اريتريا لبذل جهدها، "وتقديم التسهيلات اللازمة لدفع قضية الحل السياسي الشامل التفاوضي". وكانت اسمرا أعلنت في افتتاح مؤتمر المعارضة رغبتها في القيام بدور في الحل السياسي الشامل، مشيرة الى ان "الوقت ملائم لتحقيق السلام في السودان". وأجاز المؤتمر توصيات لجنة الفترة الانتقالية، وقرر ان تكون فلسفة الفترة الانتقالية وجوهرها هو "الانتقال الى دولة المؤسسات لإنهاء الحرب الأهلية والمحافظة على الوحدة الطوعية". وعلى رغم ان الميرغني دعا الى "ترك المهاترات والمكايدات" إلا انه انتقد حزب الأمة موضحاً انه صمت ستة اشهر عن الرد على انتقادات قياديين في الحزب، وقال: "نحن متفقون على الحل السياسي الشامل، لكنهم ماذا حققوا بعد خروجهم". وتحدث عن لقاءات جمعت ممثلين للتجمع وممثلي حزب الأمة، واتهم موفد الحزب نجيب الخير بافتعال المشاكل قائلاً انه طلب تجميد المؤتمر. وأضاف: "ان الخير ليس الشخص المناسب للحضور للتجمع لأنه من أعداء التجمع الوطني والحزب الاتحادي، وهو من قائمة الدكتور عمر نورالدائم والسيد مبارك الفاضل". واكد زعيم التجمع الوطني ان "أي انقسام في صفوف المعارضة سيعطل تطلعات الشعب في الديموقراطية والسلام"، مشدداً على انه "لا بديل للسلام". واعتبر البيان "ان الانتفاضة الشعبية تظل هي السلاح المجرب الذي يجب دعمه والعمل على توسيع هامش الحريات من أجل نهوض وطني شامل". وحيا المؤتمر التظاهرات النسائية في الخرطوم، وتظاهرات الفاشر. الى ذلك، أكد نائب رئيس الحزب الاتحادي الحاج مضوي في بيان تلقته "الحياة" ان "على حزب الأمة مراجعة موقفه وانتهاج اسلوب وممارسة تعيدانه الى موقعه الطبيعي، بدلاً من توجيه الاتهامات للآخرين". ونفى مضوي ان يكون حزبه وراء هذه "المؤامرة"، واكد انه يقدر مساهمات حزب الأمة في العمل الوطني وتأسيس التجمع. وفي الخرطوم، أعلن حزب الأمة السوداني ان علاقته مع "التجمع الوطني الديموقراطي" انتهت، وانه سينظر في أمر عضويته في التجمع في الداخل، معرباً عن أسفه "للنهاية التي خرج بها مؤتمر التجمع الذي كان منتظراً منذ ست سنوات". وقال نائب رئيس حزب الأمة الدكتور عمر نورالدائم ان مؤتمر التجمع "تمخض فلم يلد شيئاً، ولم يخرج بشيء مما كان متوقعاً في شأن آلية الحل السياسي والهيكل والقضايا الاساسية".