أعلن في بيروت اعتقال ثلاثة لبنانيين اعضاء في "مجموعة ارهابية"، احيلوا على النيابة العامة العسكرية، فيما أكد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إثر لقاء الرئيس بشار الأسد في دمشق، أنه عرض دعوته إلى المصالحة و"الوصول إلى علاقات سليمة بين لبنان وسورية". راجع ص4 وفي إطار اشاعة المناخ الايجابي الذي يسهم في تحضير الأجواء لولادة الحكومة العتيدة في صورة طبيعية في ختام الاستشارات التي سيجريها رئيس الجمهورية اميل لحود، مع النواب، نقل رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن الأخير انه يقف على مسافة واحدة من الجميع وان لا فيتو لديه على احد وانه حريص على دور المؤسسات وسيكون أول من يطيعها وآخر من يعصيها. وجاء الكلام الذي نقله بري عن لحود بعد أول زيارة لرئيس المجلس لقصر بعبدا، اثر الانتخابات النيابية وقال بري: "ان المناخ الذي شعره خلال زيارته لرئيس الجمهورية مغاير تماماً لما يصوره بعض الاعلام لجهة وجود متاريس سياسية في البلد هي غير قائمة". في هذا الوقت واصل الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد لقاءاته مع كبار القادة والمسؤولين اللبنانيين فاجتمع أمس الى كل من رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وكان الاجتماع بين الأسد وجنبلاط دام ساعتين، وقال جنبلاط في تصريح الى "الحياة" في بيروت: "شرحت وجهة نظري. وكان الجو ودياً ومتفهماً واتفقنا على متابعة الحوار ومناقشة كل القضايا التي تؤسس لعلاقة متينة بين البلدين في جو من الثقة". أضاف: "شرحت بإسهاب، وجهة نظري من الأوضاع في لبنان، والتي كنت بدأت اعبر عنها اثناء الحملة الانتخابية ومنطلق وجهة نظري هذه اتفاق الطائف. والمنطلق الثاني هو الوصول الى علاقات اقتصادية وتجارية سليمة بين لبنان وسورية، والى علاقات سياسية منظمة، مع تفعيل دور المجلس الأعلى بين البلدين الذي نصت عليه معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق ويضم رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي ووزيري الخارجية في البلدين ونائب رئيس الحكومة في لبنان لمواصلة تطبيق الاتفاقات الثنائية وتطويرها. ووجدت تفهماً لهذه النقطة بالذات وكان هناك تفاهم عليها". وسئل عما اذا كان طرح موضوع تموضع القوات السورية الموجودة في لبنان، كما تردد فقال: "كما ذكرت شرحت وجهة نظري بالكامل انطلاقاً من اتفاق الطائف والحرص على العلاقة الثنائية المتينة والمصالح المتبادلة". وهل تم التطرق الى كيفية معالجة الاستحقاق الحكومي المقبل في لبنان قال: "لم نحك فيه ولم اطرحه. فلنتصرف على انه شأن لبناني. وهذا يفيد الجميع. وبالتالي نتعاطى معه حسب الأصول الدستورية". وعما اذا تطرق البحث الى دعوته للمصالحة الوطنية والحوار مع المسيحيين قال: "شرحت وجهة نظري وفقاً لشعاري المعروف وهو ان اسرائيل انهزمت ولا عائق الآن امام هذا الحوار. بعض تصريحاتي كانت اثارت تساؤلات في هذا الصدد فشرحتها باسهاب اكثر مما سبق ان شرحتها في وسائل الاعلام والندوة التلفزيونية". وعلمت "الحياة" ان جنبلاط الذي سيغادر بعد غد السبت الى باريس بدعوة من الحزب الاشتراكي الفرنسي والخارجية، سيجري اتصالاً هناك بالعماد ميشال عون، وقد يلتقيان من أجل حوار كان أبدى استعداداً له في تصريحاته، على قاعدة انه مع اتفاق الطائف وعون ضده، لاستكشاف امكان اللقاء في منتصف الطريق. وأفادت معلومات "الحياة" ان جنبلاط أبلغ الى الرئيس الأسد اثناء حديثهما عن طروحاته عن المصالحة والحوار، انه ينوي اجراء هذا الاتصال بالعماد عون. من جهة ثانية، وفي تطور لافت له علاقة مباشرة بأحداث الضنية التي حصلت نهاية العام الماضي وشهدت اشتباكات بين وحدات من الجيش اللبناني ومجموعات متطرفة اتهمت بالاعتداء على امن الدولة، أكد مصدر امني لبناني رسمي ل"الحياة" ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني تمكنت بالتنسيق مع جهاز الأمن السوري الشقيق من توقيف مجموعة ارهابية تضم ثلاثة لبنانيين هم: ناصر أحمد الملقب ب"علي أراميش" وفادي طيبا وهيثم الصالح تتلقى تعليماتها من أحمد الميقاتي المتهم بتورطه في احداث الضنية والفار من وجه العدالة. وقد اعتقل الثلاثة في طرابلس الأسبوع الماضي وخضعوا لتحقيق أمني ثم أحيلوا على النيابة العامة العسكرية للادعاء عليهم تمهيداً للبدء بمحاكمتهم.