قال رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي اللبناني وليد جنبلاط إن لقاءيه مع رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون ورئيس كتلة «لبنان الحر الموحد» النائب سليمان فرنجية، اللذين رعاهما رئيس الجمهورية ميشال سليمان «تكللا بتنقية الأجواء بعيداً من التشنجات من أجل انجاح الوزارة»، موجهاً تحية إلى سليمان «الذي بادر وكان له دور كبير في المصالحة والمصارحة» وقال جنبلاط خلال تلبيته مع نجله تيمور، دعوة رئيس دير ومدرسة مار مارون في مجد المعوش -الشوف الاب بولس خوند الى لقاء وغداء تكريمي: «ستنال الحكومة الاسبوع المقبلة الثقة لكي ننطلق في ورشة الانماء والاعمار». وأضاف: «طبعاً، كما الجميع يعلم، ثمة امور، عالقة وهذه الامور اتفقنا ان تبقى في هيئة الحوار، وهذه ليست كلها بيدنا كلبنانيين. يلزم هيئة حوار. هكذا اتفقنا... الحوار ولو طال سيفيد وليس هناك من خوف، فالماضي مضى، ولقد مررنا بتجارب صعبة وقاسية جداً وحرب اهلية، كلها باتت وراءنا وننظر الى المستقبل». وشكر جنبلاط مستقبليه، واعداً بالبحث معهم في «كيفية تثبيت وترسيخ العيش المشترك». الى ذلك، وصف عضو اللقاء نفسه وزير الدولة وائل أبو فاعور البيان الوزاري للحكومة اللبنانية بأنه «بيان التسوية، وبيان افضل الممكن»، موضحاً «أنه يشق هذا الاسبوع طريقه الى مجلسي الوزراء والنواب على أمل ان تكون هذه الحكومة حكومة المرحلة الجديدة، حكومة المصالحة الوطنية». كلام أبو فاعور جاء خلال لقاء سياسي أقامه الحزب التقدمي الاشتراكي في بلدة الشويفات لمناسبة ذكرى مولد مؤسس الحزب كمال جنبلاط. وتحدث أبو فاعور باسهاب عن كمال جنبلاط ومزاياه». وقال: «في السياسة هذه هي التسوية التي تحدث عنها كمال جنبلاط، وهذه هي التسوية التي يبحث عنها اليوم وليد جنبلاط الذي أعرف ان حركته تثير الكثير من الاسئلة والاستفسارات والتكهنات والاستنتاجات، وللجواب عليها نقول: ان وليد جنبلاط فقط يقوم بما يجب ان يقوم به لدرء الاهوال والفتن عن هذا الوطن، وليد جنبلاط ليس له إلا جدول اعمال واحد هو حفظ السلم الاهلي في لبنان وتجنيب اللبنانيين مجدداً الايام السود التي مرت والتي كان من الممكن ان تتكرر»، معتبراً «أننا في مرحلة سياسية جديدة، وهذه المرحلة تقتضي وتفترض من كل القوى السياسية ان تتصرف بروحية جديدة وبتوجه جديد وبرؤية جديدة». وقال أبو فاعور: «أخيراً أقر البيان الوزاري، وكنا نتمنى لو أنه أقرّ من دون تحفظ، ولكن التحفظ مسلك ديموقراطي وليس فيه اي عيب، وهذا التحفظ لا ينقص البيان الوزاري من كونه أفضل الممكن من التسوية الداخلية، وأفضل الممكن في النقاش الداخلي اللبناني». وأضاف: «حتماً لو أراد كل طرف سياسي ان يوجد بياناً وزارياً يلائم أطروحاته وطموحاته لكان البيان الوزاري مختلفاً، لكن هذا البيان هو بيان التسوية وبيان أفضل الممكن». ورأى أن «هذه الحكومة هي حكومة الاولويات المتزاحمة والمزمنة، وحكومة الاولويات التي لا تنتظر الا ان تضطلع الحكومة بدورها في الايفاء بمتطلبات الشعب اللبناني، هذه الحكومة قبل كل شيء هي حكومة المصالحة الوطنية التي يجب ان تعمم بين اللبنانيين، المصالحة الوطنية التي بدأناها وكان لنا الشرف بان نبدأها مع الامير طلال ارسلان ثم تحولت الى مسار وطني، هذه الحكومة يجب ان لا تبقى فقط هدفاً للقوى السياسية، بل يجب ان تتحول اولوية من اولويات الحكومة اللبنانية». وأوضح أن «المصالحة ليست فقط مصالحة بين اللبنانيين وبين ابناء الشعب اللبناني، بل هي مصالحة أيضاً في الخيارات السياسية، التي انقسم حولها اللبنانيون في الاعوام الماضية، هي مصالحة داخلية في العلاقات الداخلية اللبنانية لأن في لبنان في السنوات الخمس الماضية كان هناك انقسام بين خيار الاستقلال وبين خيار التحرير». وقال: «لدينا قناعة ثابتة بأن هذين الخيارين لا يتناقضان على الاطلاق، بل على العكس واجب القوى السياسية ان تسعى الى توحيد هذين الخيارين في خيار واحد للشعب اللبناني، والمصالحة ليست فقط داخلية بين اللبنانيين بل هي ايضاً مصالحة بين لبنان وسورية لأن العلاقة بين لبنان وسورية لا يجب ان تقوم لا على التبعية ولا على العداء بل يجب ان تقوم على الاخوة وعلى المصالح التاريخية وعلى الروابط التاريخية بين البلدين ويجب ان تقوم على مرجعية واضحة وحاسمة ونهائية هي مرجعية اتفاق الطائف»، مشدداً على أن «اتفاق الطائف يحفظ مصالح لبنان وسورية، وآن الاوان بعد كل السنوات العجاف في العلاقات اللبنانية - السورية ان تعود هذه العلاقات لترسو على قاعدة واضحة هي قاعدة الطائف الذي يجب ان نتمسك به كلبنانيين وكسوريين لمصلحة لبنان ولمصلحة سورية». ورأى أن على «الحكومة وقبل اي شيء آخر، أن تعيد إقناع المواطن اللبناني بأن هناك دولة، وهذه الدولة هي الضمانة لجميع اللبنانيين وهي المرجعية لجميع اللبنانيين لأنه ليس بإمكان اي طرف من لبنان ان يعيش خارج اطار الدولة بل على العكس الدولة هي مصلحة الجميع، واذا لم يقتنع المواطن بدءاً بإشارات السير وصولاً الى الخيارات الكبرى». وتطرق أبو فاعور إلى التهديدات الاسرائيلية، داعياً إلى «النظر إليها على انها كلام بالغ الاهمية والخطورة لأن هذا التهديد معناه ان اسرائيل تبحث عن ذرائع جديدة كي تبرر استهدافاً جديداً للبنان، وهذا الكلام يجب ان يتم التعامل معه في لبنان بأقصى درجات الاهتمام والعناية». وزاد: «هذه المخاطر كلها يجب ان تدفع المواطن اللبناني قبل القوى السياسية الى التفكير الى اين نقود هذا الوطن، هل نريد ان نستفيد من الاجواء الاقليمية ومن الفسحة الاقليمية في فسحة الحوار الداخلي والتوافقات الاقليمية كي نعمل على تكبير المشتركات والتوافقات بين اللبنانيين، ام نريد مجدداً ان نضيع الوقت والفرصة وان نضيع الكثير من الامكانات».