} لأنها لا تملك في مجموعتها سيارة دفع رباعي فعلية، قررت رينو الفرنسية أن تستغل النجاح الكبير الذي حققته، ولا تزال، سيارتها سينيك، عبر توفير فئة منها تندفع بالعجلات الأربع في شكل جزئي. القرار صائب خصوصاً أن مجموعة ميغان التي تضم طرازات هاتشباك وسيدان وكوبيه وكابريوليه وميني فان، كانت تفتقر إلى فئة 44×. يوم قدمت رينو الفرنسية سيارتها إسباس، أدت دور الريادة، إذ نتجت عنها فئة جديدة حملت تسمية السيارة المتعددة الاستعمالات التي ضم جميع الصانعين في العالم واحدة منها الى مجموعات إنتاجهم. وفي نهاية العقد الماضي وتحديداً خلال العام 1997، قدمت رينو سيارة جديدة حملت تسمية سينيك كانت حينها عبارة عن سيارة متعددة الاستعمالات من القياس الصغير، بنيت على قاعدة عجلات شقيقتها ميغان. وكما اسباس، دفعت هذه السيارة إلى إنتاج مجموعة جديدة من السيارات هي المتعددة الاستعمالات الصغيرة أو الميني ام بي في، التي أخذت تنمو، ما أوجد منافسة عارمة، وبالأخص في القارتين الأوروبية والأميركية حيث يكثر الطلب على هذه الفئة من السيارات. أما اليوم ومع النمو الذي تشهده أسواق السيارات العالمية، ودخول سيارات الدفع الرباعي على الخط وتحولها الى "موضة العصر"، كان لا بد لرينو من أن تعيد حساباتها، خصوصاً أنها لا تملك ضمن مجموعة إنتاجها سيارة دفع رباعي فعلية. فقدمت طرازاً مندفعاً بالعجلات الأربع من سيارتها سينيك حملته تسمية سينيك آر اكس 4، وهو يجمع - كما بات واضحاً - بين مفهوم السيارة المتعددة الاستعمال الصغيرة وتلك المندفعة بالعجلات الأربع التي يمكنها عبور الدروب والمسالك الوعرة. تعديلات طفيفة لتمييز سينيك الجديدة المندفعة بالعجلات الأربع عن شقيقتها المندفعة بالعجلتين الأماميتين، عمد قسم التصميم لدى رينو الى إخضاع سينيك آر اكس 4 لعدد من التعديلات الخارجية. فزودها مصابيح جديدة مربعة الشكل ومدمجة بغطاء المحرك مع عارضة معدن كبيرة ثبتت أمام الصادم الأمامي الذي ضم مصابيح إضافية للضباب. كذلك زود القسم الجزء السفلي من الهيكل الخارجي حمايات بلاستيك تشكل امتداداً للصادمين الأمامي والخلفي، وتعمل في الوقت نفسه على حماية الهيكل من الخدوش التي قد تصيبه من جراء القيادة على الطرق غير الممهدة وبالأخص تلك التي تكسوها الأعشاب الخشنة. من الداخل، كما من الخارج، كانت التعديلات خجولة إذ اقتصرت على تغيير لون لوحة القيادة واعتماد اللونين الأسود والرمادي لها ولبطانات الأبواب، في ظل التركيز على زيادة السلامة والراحة عبر تزويد المقصورة مقاعد جلداً ومقوداً جلداً ومكيفاً فاعلاً للهواء مع مرايا كهربائية وزجاج عامل على الكهرباء، إضافةً الى مقود مع مساعد ونظام استماع موسيقي متطور مع عدد من مكبرات الصوت المنتشرة في المقصورة. اما عوامل السلامة، فانحصرت في عملية تقوية الهيكل عبر زيادة صلابته الإجمالية ومراعاة نسبة التوائيته، إضافةً الى تزويد المقصورة أكياس هواء أمامية وجانبية وجهازاً لمنع غلق المكابح. دفع رباعي جزئي تزويد سينيك آر اكس 4 نظاماً للدفع الرباعي استدعى عدداً من التعديلات غير المرئية، شأن التعديل الذي لحق بأجهزة التعليق المستقلة للعجلات الأربع والتي تقوم على مبدأ المثلثات العرضية في المقدم والأذرع الطولية في المؤخر. أما السبب في تعديل أنظمة التعليق، فيعود الى تزويد السيارة نظاماً للدفع الرباعي من دون تغيير أي من مكونات البنية التحتية أو الأرضية شبه المسطحة التي تميز سينيك عن منافساتها، ولمنع تأثر حجم مقصورتي الركاب والتحميل سلباً بسبب الحجم الذي يتطلبه تزويد نظام الدفع الرباعي، الأمر الذي قد ينعكس بالتالي على راحة ركاب سينيك آر اكس 4 التي نقل قسم التصميم عجلتها الاحتياطية من قعر صندوق الأمتعة الى جانبه والافادة من مكانه لتعديل مكونات التعليق الخلفي. ومع التعديلات على التعليق، ارتفع خلوص السيارة ليبلغ 21 سنتم. وازداد طولها الإجمالي بمقدار 6،22 سنتم في مقابل 6،6 سنتم لعرضها الإجمالي، مع العلم أنها حافظت على طول قاعدة العجلات نفسه البالغ 258 سنتم. محركان في تصرفها لسينيك آر اكس 4، قررت رينو توفير محركين فقط يعتمد كل منهما تقنية الأسطوانات الأربع المتتالية. وتبلغ سعة المحرك الأول العامل على البنزين ليترين، وقد زود عمودي كامة مع 16 صماماً في الرأس لترتفع قوة الأحصنة معها الى 140 تستخرج عند 5500 دورة في الدقيقة تنخفض الى 3750 دورة في الدقيقة في ما يتعلق بعزم الدوران البالغ 20 م كلغ. وقد ربط هذا المحرك الى علبة تروس يدوية من خمس نسب أمامية متزامنة، يمكن عبرها الانطلاق من الصفر الى سرعة 100 كلم/س في 9،11 ثانية، والوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 180 كلم/س. اما المحرك الثاني المتوافر لسينيك آر اكس 4، فمن فئة محركات الديزل العاملة بالمازوت، وهو بسعة 9،1 ليتر وقوة 105 أحصنة. يذكر اخيراً أن قوة المحركين وعزمهما ينتقلان عبر علبة التروس الى العجلات الأمامية في شكل رئيسي. وما أن تبدأ هذه الأخيرة بفقدان تماسكها مع الطريق، حتى يقوم نظام الدفع الرباعي بتحويل جزء من القوة الى الإطارات الخلفية.