} مع اكس 5 لم تكتف بي ام دبليو بتقديم سيارة رياضية متعددة الاستعمال ومندفعة بعجلاتها الأربع وتستحق فعلاً أن تحمل شعار الشركة البافارية وحسب، بل سجلت أيضاً سابقة فريدة من نوعها عبر ابتكار فئة جديدة من السيارات التي سيعمد باقي الصانعين المنافسين إلى تقليدها في سرعة. لكن مهمتهم لن تكون سهلة، خصوصاً أن اكس 5 متكاملة من كل النواحي. بدعوة من المكتب الإقليمي ل بي ام دبليو - الشرق الأوسط، زارت "الحياة" دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديداً إمارة دبي لتجربة جديدة بي ام دبليو الكبيرة اكس 5 التي تصنفها شركتها ضمن مجموعة جديدة أطلقت عليها تسمية أس أيه في SAV، أي المركبات الرياضية المتعددة الاستعمال، معتمدةً على أنها تجمع مزايا عدد من السيارات في مركبة واحدة. فهي تشبه سيارات الستايشن واغن الكبيرة لجهة تصميم هيكلها الخارجي، وتتمتع مقصورة ركابها بمواصفات سيارات الميني فان المتعددة الاستعمال، في وقت زودت نظاماً للاندفاع الرباعي المستمر يمكن معه إدراجها في مجموعة سيارات الدفع الرباعي الكبيرة. أما محركها القوي فيؤمن لها تأدية متقدمة تضعها في مصاف السيارات الرياضية. ومع مولودتها الجديدة هذه، تكون بي ام دبليو سجلت إنجازاً متقدماً كونها نجحت في ابتكار فئة جديدة من السيارات، سيعمل بالتأكيد باقي الصانعين على سبر أغوارها، خصوصاً أنها لم تتوقف عن حصد الإعجاب والإقبال أينما قدمت، وبالأخص في الأسواق الأميركية التي يسعى معظم الصانعين إلى زيادة حصصهم فيها. أما في ما يتعلق بالأسواق الشرق الأوسطية، فأفاد السيد روبرت بايلي ماكيوان، المدير العام لمجموعة بي ام دبليو - الشرق الأوسط، أن الكمية التي خصصتها بي ام دبليو من سيارتها اكس 5 للسوق المذكورة نفدت بالكامل، مضيفاً أن قسم التسويق لدى الشركة يتوقع أن تصل مبيعات الطراز الجديد في الأسواق العالمية، هذه السنة، إلى نحو 30 ألف سيارة. قاعدة سيدان لسيارة 4×4 إن دلت القياسات الأساسية التي حددها قسم التصميم لمولودة بي ام دبليو الجديدة إلى شيء، فإلى نية الشركة البافارية توفير سيارة تصعب منافستها. فطول قاعدة عجلات اكس 5 البالغ 282 سنتم، يؤكد أن لا مجال للمساومة في ما يتعلق برحابة مقصورة الركاب، في وقت يضعها طولها الإجمالي البالغ 466 سنتم ضمن فئة السيارات المتوسطة الحجم. أما عرضها البالغ 187 سنتم أعرض ببضعة مليمترات من فئة 7، فيضعها في مستوى السيارات الكبيرة الحجم، ويسهم بالتالي في رحابة مقصورة ركابها، بينما يمكنها ارتفاعها البالغ 172 سنتم من الاندراج في فئتي سيارات الميني فان والسيارات الكبيرة المندفعة بالعجلات الأربع. هذه الأبعاد تتجانس مع هيكل يحمل علامات بي ام دبليو التصميمية الرياضية شأن الواجهة الأمامية المائلة والمزينة بمصابيح كزينون أمامية، يذكر تصميم الجزء السفلي منها بمصابيح فئة 3، وتتوسطها فتحتا تهوئة على شكل كليتين متقابلتين تعلوان صادماً أمامياً ضخماً يحتوي مصباحين دائريين مخصصين للضباب، وتتوسطهما أيضاً فتحات تهوئة تسهم في فاعلية تبريد المحرك وجهاز المكابح. أما التصميم الجانبي، فقد روعيت فيه سلاسة الخطوط وانسيابيتها فامتدت أيضاً لتطاول تصميم المؤخر الذي زود عاكسي هواء ثبت أحدهما فوق واجهة الزجاج الخلفية، بينما يلف الثاني أسفل المؤخر الذي يضم أربعة مخارج للعادم. ولم تقف عوامل الانسيابية عند هذا الحد، بل شملت معظم أجزاء السيارة، شأن مقابض فتح الأبواب المدمجة والتنانير الجانبية، إضافةً إلى المرايا الخارجية الجانبية التي صممت لاختراق الهواء في سهولة ومن دون إصدار أي ضجيج، وخطوط غطاء المحرك والقضبان المعدن المثبتة على جانبي السقف والعجلات المعدن الرياضية التصميم والخفيفة الوزن و... لتتمتع اكس 5 بالتالي بنسبة جر متقدمة بلغت 36،0 أسهمت في تحقيقها تأدية رياضية تحسدها عليها السيارات المنافسة، سواء كانت من سيارات الدفع الرباعي أو الميني فان أو الستايشن واغن. ومن جهة أخرى، ركزت بي ام دبليو في سيارتها هذه على مبدأ الهيكل الأحادي المدعوم بأنظمة تعليق مستقلة للعجلات الأربع التي تحمل الأمامية منها نسبة 52 في المئة من وزن السيارة الإجمالي في مقابل 48 في المئة للعجلات الخلفية. وأسهم توزيع الوزن شبه المثالي، إضافةً إلى التقنيات المتطورة التي اعتمدتها بي ام دبليو لخفض مركزي ثقل السيارة وجاذبيتها، في رفع نسبة تماسك اكس 5 مع نفسها ومع الطريق. السلامة أولاً وأخيراً المعروف أن بناء سيارات الدفع الرباعي يتم عبر مبدأ السلم، أي تثبيت الهيكل على ركائز مطاط تستند إلى قضيبي معدن متوازيين يمتدان من مقدم السيارة إلى مؤخرها ويتصل أحدهما بالآخر عبر عوارض معدن تشبه في تصميمها شكل السلم. وهذا المبدأ الذي يعتبر مثالياً لسيارات الدفع الرباعي، يحرم السيارة عادة الامتصاص المتدرج للصدمات. لذلك كان القرار باعتماد مبدأ الهيكل الأحادي المتمتع بعدد من العوامل الإيجابية التي لا يمكن توفيرها في السيارات المبنية على مبدأ السلم، شأن خفض نسبة الضجيج الصادرة عن تحرك الهيكل، ومنع تمايل الأخير حول محور عمودي وسطي وهمي، إضافةً إلى إسهام الهيكل الأحادي في زيادة صلابة الهيكل ونسبة التوائيته. وهما أمران حيويان لسيارة رياضية التأدية ومعدة في الوقت نفسه للسير على الدروب الوعرة. وفي مواجهة ما سبق ذكره، كان على بي ام دبليو أن توفر سيارة تتمتع بنسبة سلامة وأمان متقدمة شأن باقي سيارات الشركة البافارية، لذلك أخضع هيكل اكس 5 لعملية تقوية طاولت أجزاءه كافة، وزود مناطق هشة في المقدم والمؤخر، مهمتها التشوه لامتصاص الصدمات. ومن ناحية أخرى، صممت البنية التحتية لهيكل السيارة، لتعمل أذرع متعددة مدمجة بالبنية التحتية على تشتيت قوة الاصطدام في اتجاه أرضية المركبة، وتحويل تأثير الصدمات الأمامية والخلفية المباشرة عن مقصورة الركاب. وبعد إخضاع السيارة لتجارب تصادم وحوادث مفتعلة كثيفة شأن اختبارات التصادم الأميركية آي آي أتش أس واليابانية ان سي أيه بي والأوروبية يورو أن سي أيه بي، أكدت اكس 5 أنها من أفضل السيارات لناحية السلامة العامة والأمان. أما في ما يتعلق بالاصطدامات الجانبية، فسجلت اكس 5 نجاحاً آخر خصوصاً أنها مزودة عوارض معدناً مدمجة في الأبواب، ثم ان أعمدتها الجانبية الأربعة الأمامي الذي يتوسط الزجاج الأمامي والباب الأمامي، والوسطي الأمامي الذي يتوسط البابين الأمامي والخلفي، والوسطي الخلفي الذي يلي الباب الخلفي، وأخيراً الخلفي مصممة لتمتص قوة الصدمة وتمنع وصول تأثيرها السلبي إلى الركاب والمقصورة. ومن ناحية أخرى، لم تنس بي ام دبليو وسائل الأمان المتعلقة بالركاب مباشرة، أو بالأصح تلك التي توجد عادةً داخل المقصورة والمخصصة لحماية الركاب في شكل مباشر. فزودت سيارتها هذه خمسة أحزمة أمان بثلاث نقاط تثبيت وقدرة شد تدريجي لكل منها. وجهزت السيارة بمكابس خاصة لتثبيت مقاعد الأطفال، والمقصورة بعشرة أكياس هواء نشرت فيها لتوفير أكبر مقدار ممكن من الحماية في حال حصول حادث ما: ستة في الأمام 2 أماميان و2 أماميان جانبيان، و2 أماميان جانبيان للرأس إضافة إلى أربعة في الخلف 2 جانبيان و2 للرأس. وللسلامة النشطة نصيبها السلامة النشطة كان لها نصيبها من الاهتمام، والمقصود بها الأجهزة التي تساعد السائق على تجنب الحوادث، وهي في اكس 5 غنية، إذ تشمل في البداية مكابح تتحلى بقدرة كبح هائلة، معتمدة أسطوانات قرصية مهواة في الأمام بقياس 332 ملم، وأسطوانات قرصية صلبة بقياس 324 ملم في الخلف تعمل عبر مضخة تستند إلى ضغط الزيت في عملها الذي دعم بضاغط هوائي لزيادة قوة الكبح مع جهاز للتحكم بتوزيع قوة الكبح إلكترونياً بين الإطارات الأربعة، الأمر الذي يوفر لها تباطؤاً سريعاً على رغم وزنها البالغ 2095 كيلوغراماً. وهو أمر اختبرته "الحياة" أثناء التجربة. وإلى نظام الكبح المتطور، زودت بي ام دبليو سيارتها هذه جهازاً للتحكم بالتماسك سمِّي دي أس سي، يضم نظاماً لمنع غلق المكابح أيه بي أس وآخر للتحكم الديناميكي بالكبح دي بي سي، إضافةً إلى جهاز للتحكم الأوتوماتيكي بالتوازن أيه أس سي - اكس. وتعمل هذه الأجهزة بالتناغم في ما بينها على زيادة تماسك السيارة مع الطريق على الدروب الزلقة عبر استعمال قوة الكبح على كل إطار تبعاً لطبيعة الانزلاق، ولترسل هذه الأجهزة، في حال كان الخروج عن المسار كبيراً، معلوماتها الى جهاز التحكم بعمل المحرك الذي يخفض قوته ويمنع وصولها إلى العجلات الدافعة. تماسك مذهل لأن اكس 5 معدة للسير على الدروب الوعرة، كان لا بد من تجهيزها بنظامين آخرين تظهر فاعليتهما على الدروب الوعرة. الجهاز الأول يحمل تسمية أيه بي دي - اكس، ويعمل أوتوماتيكياً على المفاضلة في توزيع قوة المحرك، ليخفض فور استشعاره انزلاق عجلة ما حول نفسها، القوة الواصلة إليها وتحويلها إلى العجلات الثلاث الباقية. و يمكنه التحكم بدوران كل عجلة حول نفسها حتى لو فقدت الإطارات الثلاثة الباقية تماسكها مع الطريق، وهو يعمل دوماً وأوتوماتيكياً، ولو أوقف السائق عمل جهاز دي أس سي. أما الجهاز الثاني، فأطلقت عليه بي ام دبليو تسمية أتش دي سي، أو جهاز المساعدة في نزول المنحدرات القاسية والزلقة، وهو عبارة عن فئة مطورة من جهاز أتش دي سي الذي قدم للمرة الأولى على سيارة لاند روفر فريلاندر، حين كانت بي ام دبليو تملك شركة روفر. ويعمل جهاز أتش دي سي عبر مفتاح خاص في الكونسول الوسطي ليسير عندها السيارة في بطء شديد، ويعمل في الوقت نفسه على تشغيل جهاز منع غلق المكابح على كل إطار على حدة، عند انزلاقه فلا يتوجب على السائق أن يستعمل أياً من دواسات السيارة، ولينحصر عمله في توجيه السيارة عبر مقودها فقط، في حين يساعد جهاز أتش دي سي السيارة على عبور أكثر المنحدرات انحناءً وانزلاقاً في أمان كلي وسرعة تتفاوت بين 5 و10 كلم/س، وليتوقف أوتوماتيكياً عن العمل بعد تجاوز السيارة سرعة 10 كلم/س. وفي الحديث عن التماسك، تعتمد اكس 5 تعليقاً أمامياً قوامه محور متصل بقائمة انضغاطية بوصلتين، مع قضيب مقاوم للانحناء ونوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز. أما في الخلف، فيعتمد التعليق مبدأ التعليق الخلفي نفسه في بي ام دبليو فئة 7، وهو يقوم على محور مدعوم بهندسة الأذرع المتعددة المصنوعة من الألومنيوم مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات عاملة بضغط الغاز وهندسة منع غوص المؤخر وارتفاعه. وهذا التعليق، الذي أظهر فاعلية عالية في امتصاص ارتجاجات الطريق، مضافاً إليه نظام دفع رباعي وُضب خصيصاً لخفض مركز ثقل السيارة وجاذبيتها، وفر تماسكاً متقدماً ل اكس 5 على الطرق المعبدة، يدعمه جهاز مقودها الذي يعتمد مبدأ الجريدة والبنيون، مع مساعد متغير القوة تبعاً لسرعة السيارة، وقد تميز بدقة توجيهه، وهو ما اختبرته على طرق إمارة دبي المعبدة على أنواعها، فأبدت اكس 5 تماسكاً غير متوقع من سيارة من هذه الفئة. من ناحية أخرى، لم يؤثر هذا التماسك وراحة التعليق في تأدية السيارة على الدروب الوعرة وبالأخص على المسالك الرمل، حيث أكدت اكس 5، التي يبلغ خلوصها 18 سنتم معدل خلوص سيارات الدفع الرباعي لا يتجاوز عادةً 20 سنتم، أنها تستحق بالفعل حمل شعار الشركة البافارية. وهنا تمنينا لو كانت اكس 5 المستوردة إلى دول مجلس التعاون الخليجي مجهزة تعليقاً هوائياً يمكن السائق من التحكم بارتفاعها، ويساعده بالتالي في اجتياز العقبات المرتفعة في المناطق الوعرة، إضافةً إلى كونه يزيد من شعور السائق بثبات السيارة على الطرق المعبدة وبالأخص في حالات القيادة على الطرق السريعة. وهنا توجهنا بالسؤال إلى السيد ايهاب شولي، مدير الشؤون الإعلامية والعلاقات العامة في بي ام دبليو - الشرق الأوسط، فأفادنا أن مجموعة بي ام دبليو عانت يوم كانت تملك مجموعة روفر متاعب جمة مصدرها التعليق الهوائي في طراز رانج روفر، الأمر الذي أدى إلى قرارها عدم تجهيز اكس 5 المزود مواصفات مخصصة لأسواق دول مجلس التعاون الخليجي، به، مضيفاً أن اكس 5 المصدرة إلى باقي الدول العربية، وتحديداً بلدان الشرق الأدنى ستتوافر بهذا التعليق. تأدية رياضية... جداً لسيارتها هذه، وفرت بي ام دبليو محركاً يتألف من 8 أسطوانات على شكل 7، سعة 4.4 ليتر، زود تقنية "فانوس" للتحكم المتغير بعمل أعمدة الكامة التي تشغل الصمامات المتعددة 4 لكل أسطوانة، مع جهاز بخاخ إلكتروني، ليولد قوة 286 حصاناً تتوافر عند 5400 دورة في الدقيقة، إضافة إلى عزم دوران يبلغ حده الأقصى 44.5 م كلغ، تستخرج عند مستوى 3600 دورة في الدقيقة. وتنتقل قوة هذا المحرك وعزم دورانه إلى العجلات الأربع الدافعة طراز ميشلان إنيرجي، التي يمكن اكس 5 معها أن تنطلق من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س في 5،7 ثانية، ولتصل بعدها إلى سرعة قصوى محددة مسبقاً ب 207 كلم/س. أما في حال وقع خيارك على الفئة الرياضية من اكس 5 سبورت باكادج، المزودة عجلات من المعدن بقياس 19 إنشاً مع إطارات بريدجستون تورانزا، من فئة في، تخفي خلفها تعليقاً رياضياً بنبض قاس، وجهازاً معدلاً للتحكم بعمل المحرك، فسترتفع السرعة القصوى عندها إلى 230 كلم/س. وفي الحديث عن المحرك، حرصت بي ام دبليو على تأمين محرك بإصدارات متدنية من الغازات المضرة بالبيئة. فعملت على التحكم بطريقة احتراق الوقود داخله، وزودته عادماً كيميائياً خفض نسبة إصداراته حتى باتت تطابق أكثر قوانين حماية البيئة في العالم صرامةً، شأن قوانين ال إي في الأميركي ودي 4 الألماني وإي يو 3 الأوروبي. علبة تروس... ذكية بي ام دبليو ربطت محركها الرياضي إلى علبة تروس أوتوماتيكية من خمس نسب أمامية تتأقلم طريقة عملها وأسلوب القيادة. ويمكن استعمالها كعلبة أوتوماتيكية بحت أو كعلبة متتالية يتم التحكم بنقل نسبها يدوياً. وزودت علبة التروس هذه، نظامين يعمل أحدهما على حمايتها في حال زيادة الضغط عليها، إذ ينقل النسب صعوداً في حال زاد دوران ترس نسبة ما عن الحدود القصوى المسموح بها ويمنع نقل النسب نزولاً في الحال نفسها. أما النظام الثاني، فيحمل تسمية التعرف إلى التسارع الأفقي، ومهمته المحافظة على النسبة المختارة عند دخول المنعطفات. فعلبة التروس الأوتوماتيكية تنقل عادةً النسب صعوداً في حال رفع السائق قدمه فجأةً عن دواسة التسارع، استعداداً لدخول منعطف ما، إلا أن إلكترونيات علبة تروس بي ام دبليو الذكية تمنع، في هذه الحال، علبة التروس من نقل النسبة صعوداً، ما يعني أن المحرك يحافظ أيضاً على دورانه المرتفع، الأمر الذي يمكن السائق من الاستمرار في عملية التسارع، في حال أراد الخروج من المنعطف في سرعة عالية. ومع علبة التروس هذه، تنتقل القوة الدافعة وعزم الدوران إلى العجلات الأربع بنسبة 62 في المئة إلى الخلف و38 في المئة إلى الأمام، عبر ترس تفاضلي وسطي يرتبط بالترس التفاضلي الخلفي بالطريقة التقليدية، أي عبر مبدأ المروحة الدافعة. أما ارتباطه بالمحور الأمامي، فيتم بواسطة مروحة دافعة مثبتة على محور دوار يعمل بالسلاسل، وقد وُصلت بالترس التفاضلي الأمامي الذي ينقل القوة إلى العجلتين الأماميتين، عبر محاور صغيرة متصلة بالعجلتين المذكورتين، الأمر الذي يوفر للسيارة تماسكاً متقدماً وقدرة مناورة عالية على الدروب الوعرة، يدعمها أن المحورين الصغيرين متساويان لناحية طولهما، ما يؤمن توجيهاً دقيقاً للسيارة ويلغي ردود الفعل الناتجة عن القوى الدافعة للمقدم، ويوفر للسيارة دائرة التفاف صغيرة مقارنة بباقي سيارات الدفع الرباعي، يبلغ قطرها 1،12 متراً، ما يؤكد من جديد أن اكس 5 عبارة عن سيارة دفع رباعي معدة للاستعمال اليومي. يذكر اخيراً أن بي ام دبليو قررت إلا تزود سيارتها هذه علبة تحويل بنسبة بطيئة لسببين، يتمثل أولهما بالمحافظة على مستوى مخفوض لمركزي الثقل والجاذبية من دون التضحية بخلوص السيارة البالغ 18 سنتم معدل 20 سنتم لسيارات الدفع الرباعي التقليدية، بينما ينحصر السبب الثاني - على ما قال مسؤولو بي ام دبليو - في أن هذا النوع من السيارات، أي المركبات الرياضية المتعددة الاستعمال، لا يحتاج أصلاً إلى نسبة بطيئة للدفع الرباعي، "فمتطلبات القيادة التي من أجلها صممت السيارة الرياضية الترفيهية" لا تستدعي تزويدها إياها. مقصورة مترفة جداً إذا كانت بي ام دبليو تريد عبر سيارتها اكس 5 أن تعمم قطاعاً جديداً في عالم السيارات المترفة، فمقصورة ركابها خير دليل إلى مدى الترف والفخامة والعملانية. فعلى صعيد الترف، نبدأ مع مقصورة مبطنة بالجلد الفاخر الذي يغطي المقاعد، وبطانات الأبواب الأربعة التي تضم جيوباً لتوضيب الحاجات الصغيرة ولوحة القيادة. وهذه الأخيرة مزينة بالخشب المصقول الذي يضفي عليها مزيداً من الترف، من دون إغفال العملانية المفرطة. وهي تضم تجويفاً للعدادات يضم عدادين كبيرين للسرعة ودوران المحرك، إضافةً إلى آخرين صغيرين يشيران إلى مستوى الوقود في الخزان وإلى درجة حرارة المحرك، في وقت عُوض غياب باقي العدادات بالمؤشرات الضوئية. أما الكونسول الوسط، فتخلى عن انحنائه في اتجاه السائق، وضم مخارج هواء جهاز التكييف التي تثبت فوق شاشة كاثودية كبيرة مخصصة لعرض المعلومات الخاصة بجهاز الاستماع الموسيقي المتطور والمميز بنقاوة صوته، ومكيف الهواء وجهاز الملاحة هذا الأخير غير متوافر في أسواق الشرق الأوسط. اما أسفل الكونسول الوسط، فيضم مفاتيح تشغيل مكيف الهواء الأوتوماتيكي التي تعتبر بعيدة نوعاً ما من متناول يد السائق، إضافةً إلى حاملات أكواب وجدت لنفسها مكاناً في القسم الخلفي من مقصورة الركاب أيضاً. ويعمل جهاز التكييف الأوتوماتيكي بفاعلية عالية اختبرناها خلال تجربة اكس 5 إذ كانت درجة الحرارة الخارجية في حدود 44 درجة مئوية، ثم أن مصافي الهواء الداخل إلى السيارة تنقيه وتمنع دخول الروائح والغبار في شكل فاعل جداً. وضعية القيادة ممتازة جداً، إذ يمكن تعديل وضعية المقود أفقياً وعمودياً كهربائياً، وتحريك مقعد السائق والراكب إلى جانبه بالطريقة نفسها، وفي كل الاتجاهات أيضاً، لتتوفر للسائق والركاب مجالات رؤية واسعة. أما في الخلف، فعدلت وضعية المقعد يدوياً بهدف طي ظهره وزيادة حجم التحميل، فضلاً عن أن المساحات المخصصة لركاب اكس 5 الخمسة كبيرة، إذ يمكن أن تنقلهم السيارة براحة قصوى ولمسافات طويلة، في ظل مناخ معتدل يؤمنه مكيف الهواء الفاعل وفي هدوء تام مصدره العزل الصوتي الممتاز الذي تتحلى به اكس 5. يبقى أخيراً أن نشير إلى أننا تمنينا لو كانت مقاعد اكس 5 الأمامية مقعد السائق مزود ذاكرة لثلاث وضعيات من طراز الباكيت الرياضي الذي يلتف حول الجسم ويمنع انزلاقه في المنعطفات السريعة، خصوصاً أن هذه المقاعد مبطنة بالجلد وهي مخصصة لسيارة لا يمكن وصف تأديتها إلا بالرياضية. وتمنينا لو أن اكس 5 جهزت بمرايا خارجية مقوسة لتوسيع دائرة الرؤية التي تؤمنها على غرار تلك التي تزود بها فئة 7. [email protected]