} مع سيارتها "أول رود" المبنية على قاعدة عجلات شقيقتها أيه6 أفانت، والتي تندفع بالعجلات الأربع والمزودة تعليقاً يمكن التحكم بارتفاعه، تكون أودي الألمانية وفرت سيارة مترفة تتحلى بتأدية رياضية متقدمة، تتميز عن سائر منافساتها بقدرتها على نقل ركابها براحة تامة إلى أكثر الأماكن وعورة. يوم قدمت سيارات الاندفاع الرباعي، كان القصد منها توفير سيارات يمكنها الوصول إلى أشد الأماكن وعورة، إلا أنها لم تكن تتحلى بمواصفات الراحة والترف. ومع مرور الأيام، بدأ هذا النوع من السيارات يتبدل. فزود تعليقاً مستقلاً يجمع بين مواصفات الراحة ومميزات التماسك، فضلاً عن كل عوامل الترف والفخامة التي لم تكن تتوافر إلا في السيارات العائلية الكبيرة المترفة، الأمر الذي رفع الطلب عليها إلى درجة باتت معها كل شركات صناعة السيارات تملك في مجموعة إنتاجها سيارة واحدة على الأقل من هذا النوع. وتطورت هذه الفئة وأصبحت، كمثل سيارة السيدان العائلية، مقسمة ثلاث مجموعات تبعاً لحجم السيارة. وفي نهاية القرن الماضي، نشأت مجموعتان جديدتان ضمن فئة السيارات 4×4، ضمت الأولى الميني فان المندفعة بالعجلات الأربع، شأن رينو سينيك آر اكس 4 وسوبارو فورستر وغيرهما، أما الثانية فشملت السياحية العائلية المترفة من فئتي سيدان وستايشن واغن، مزودة نظاماً للاندفاع الرباعي، شأن بي ام دبليو فئة 3 اكس آي تورينغ، وسوبارو ايمبريزا، وليغاسي، إضافةً إلى كل من سوزوكي بالينو أس دبليو، وفولكسفاكن غولف فور موشون، وباسات سينكرو، وفولفو في 70 اكس سي وغيرها. واليوم انضمت أودي التي تتوافر مجموعة سياراتها أصلاً مع نظام كواترو للاندفاع الرباعي، الى هذه الفئة مع سيارة جديدة حملت تسمية "أول رود" وجمعت بين مواصفات السيارة السياحية الرياضية المخصصة للقيادة على الطرق المعبدة ومميزات سيارات 4×4 التي يمكنها التنقل عبر أكثر الدروب وعورةً. وأعلنت أن سعرها في ألمانيا سيناهز 95 ألف مارك، ليزداد تبعاً لقيمتي الشحن والرسوم الجمركية في البلدان التي ستصدر إليها، والتي تشمل الخليج العربي والشرق الأدنى. معالم أودي تميزها لمولودتها الجديدة، اعتمدت أودي قاعدة عجلات شقيقتها أيه 6 أفانت، لتتمتع، على الأثر، بطول بلغ 418 سنتم وبعرض وصل إلى 2،185 سنتم مع 1،155 سنتم لأقصى ارتفاع لها. وتتميز "أول رود" عن أيه 6 أفانت بعدد من العناصر التصميمية، شأن المقدم والمؤخر اللذين ضما حمايات معدناً سفلى من الستانلس ستيل الخفيف الوزن والمقاوم للصدمات، لحماية أسفل المحرك والترس التفاضلي الخلفي، من الصدمات الناتجة عن السير على الدروب الوعرة. ويمتد الستانلس ستيل أيضاً إلى السقف الذي زود عارضتين أضفتا على أول رود طابعاً رياضياً. وزيد عرض محاور السيارة وكذلك رفاريفها لاستيعاب الإطارات الرياضية التي جهزت بها والتي صنعتها شركة بيريلي الإيطالية خصيصاً لهذه السيارة الإطارات تحمل تسمية بيريلي أول رود، وهي بقياس 225 / 55 وتم تثبيتها على عجلات معدن رياضية خفيفة من خمسة مقابض بقياس 17 إنشاً. يذكر أيضاً أن بعض أجزاء الهيكل صنع من الفولاذ المعالج الذي لا يصدأ، وهو أمر حيوي لسيارات 4×4. وخضع الهيكل وبنيته التحتية لعملية تقوية زادت من صلابته ورفعت من نسبة التوائيته، ما زاد من قدرة الهيكل على التحمل ورفع أيضاً مقدرته على مقاومة التشوه على مدى الاستعمال الطويل. مقصورة مترفة وعملانية مقصورة الركاب بقيت وفية ل"أيه 6"، فلوحة القيادة حافظت على تصميمها مع تجويف للعدادات ضم عدادين كبيرين لسرعة السيارة ودوران محركها، إضافةً إلى أربعة عدادات صغيرة خصص بعضها لدرجة حرارة المحرك ومستوى الوقود ومستوى الكهرباء. وزودت العدادات إطارات مطلية بالكروم اللماع، ما أضفى عليها طابعاً رياضياً كلاسيكياً. أما الكونسول الوسط، فضم مخارج هواء جهاز التكييف الإلكتروني وجهاز الملاحة بشاشته الكبيرة التي تعرض أيضاً المعلومات الخاصة بجهازي الاستماع الموسيقي والتكييف. ووضعت مفاتيح تشغيل هذا الأخير في أسفل الكونسول حيث تعتبر بعيدة من متناول يد السائق. وتتميز مقصورة الركاب بمقاعد أمامية جديدة توفر راحة جلوس مثالية مع مساحات كافية لراكبيها. أما الجزء الوسط من المقصورة، فضم مقعداً مبطناً، كما في المقاعد الأمامية، بالجلد الفاخر مع ثلاثة مساند رأس لركابه الثلاثة الذين سيشعرون بالأمان بفضل أحزمة الأمان ذات نقاط التثبيت الثلاث لكل منها، والتي جهزت نظاماً للشد التدريجي. ثم أن ركاب الخلف سيشعرون بالراحة التامة نظراً إلى المساحات الكبيرة المخصصة لهم، تدعمهم وضعية جلوس مرتفعة تسهم فيها المساحات الزجاج الكبيرة التي تلف السيارة من جوانبها كافة. ولا يمكن إغفال القسم المخصص لتحميل الأمتعة، والذي يبلغ حجمه 455 ليتراً يمكنها أن ترتفع إلى 1590 ليتراً بعد طي المقاعد لتصبح المقصورة وكأنها مزودة أرضية مسطحة. ويبقى المأخذ الوحيد علىها محصوراً في وضعية عجلة الاحتياط المثبتة في قعر مؤخر السيارة، الأمر الذي يتطلب إفراغها من حمولتها للوصول إليه، في وقت بدأ عدد من الصانعين تزويد سياراتهم عجلات احتياط يمكن الوصول إليها من خارج السيارة. ويبقى أن الحد الأقصى لحمولة أول رود، التي يمكنها جر مقطورة بوزن 2300 كلغ، يبلغ 630 كلغ. كواترو ... ولكن رياضية الاندفاع بالعجلات الأربع ليس جديداً لدى أودي التي اشتهرت بنظام كواترو منذ مطلع الثمانينات، وبالأخص على ساحات بطولة العالم للراليات. فحققت سياراتها من طراز كواترو الفوز في بطولة العالم للصانعين عامي 1982 و1984 وهو يدفع أول رود عبر عجلاتها الأربع في شكل مستمر بواسطة ترس تفاضلي وسط، من طراز تورسن يعمل على المفاضلة في توزيع 75 في المئة من قوة الدفع بين محوري السيارة الأمامي والخلفي. ويعمل بالتناغم مع جهاز الحجز الإلكتروني لقوة الدفع ليوفر أفضل مستويات التماسك، ولو فقدت ثلاث من إطارات السيارة تماسكها مع الأرض. ويتم دفع أول رود عبر واحد من محركين يعمل أحدهما بالمازوت وهو من 6 أسطوانات في شكل 7، سعة 5،2 ليتر، يلقن بالوقود بجهاز بخاخ إلكتروني بقدرة بخ مباشر ويعمل بالتعاون مع جهاز تيربو على توفير قوة 180 حصاناً عند 4000 دورة في الدقيقة، يرافقها عزم دوران يبلغ حده الأقصى 8،37 م كلغ، تستخرج بين 1500 و2500 دورة في الدقيقة. أما المحرك الثاني، فيعمل بالبنزين وقوامه 6 أسطوانات في شكل 7، سعة 7،2 ليتر، زود 5 صمامات لكل أسطوانة مع جهاز بخاخ متعدد المنافث وجهازي تيربو، الأمر الذي رفع قوته إلى 250 حصاناً يستخرج حدها الأقصى عند 5800 دورة في الدقيقة. ويولد هذا المحرك عزم دوران يصل إلى 35 متر كلغ تتوافر بين 1800 و4500 دورة في الدقيقة. ويشير التقارب في دوران المحرك على صعيدي القوة وعزم الدوران إلى مرونة المحرك التي يمكن الشعور بها بمجرد الضغط على دواسة التسارع وبغض النظر عن مدى دوران المحرك أو نسبة علبة التروس المعتمدة. وهذه المرونة تمكن أول رود المزودة محرك البنزين من الوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 236 كلم/س بعد انطلاقها من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س في 4،7 ثانية. وقد فضلت أودي اعتماد جهازي تيربو بفتحات صغيرة لمداخل الهواء، بدلاً من جهاز تيربو واحد بفتحة كبيرة لمدخل الهواء، بهدف تعويض رد فعل تأخر عمل التيربو على دوران مخفوض للمحرك، ما أسهم في تعويض هذا التأخير ورفع تأدية أول رود التي يمكن القول إنها من أسرع سيارات 4×4 المتوافرة اليوم. نظام تعشيق مخفوض لسيارتها هذه، وفرت أودي علبة تروس أوتوماتيكية من 5 نسب أمامية، يمكن نقلها في شكل متتال تيبترونيك. ويمكن طلب السيارة أيضاً بعلبة تروس يدوية من 6 نسب أمامية متزامنة زودت نظاماً للتعشيق المخفوض لمساعدتها على اجتياز العقبات خلال سيرها على الدروب الوعرة. ويرفع هذا النظام تماسك أول رود على الطرق الزلقة والضحلة، إضافةً إلى أنه يساعدها في عبور المنحدرات القاسية والمتجهة نزولاً، ويعمل ايضاً بعد الضغط على دواسة القابض الفاصل وعبر الضغط على المفتاح الأحمر اللون والمثبت على مقبض علبة التروس ليزيد عندها عزم دوران المحرك الواصل إلى العجلات الدافعة على حساب القوة الحصانية، الأمر الذي يمكن السيارة من اجتياز العقبات من دون الوقوع في شرك انزلاق العجلات حول نفسها. ويمكن اعتماد نظام التعشيق المخفوض لغاية سرعة 30 كلم/س. وعند زيادة السرعة عن 50 كلم/س، تنبه الإلكترونيات السائق صوتياً وعبر مؤشر ضوئي في لوحة القيادة لتعلمه بوجوب العودة إلى نظام التعشيق العادي. وفي حال وصلت سرعة السيارة إلى 70 كلم/س مع اعتماد نظام التعشيق المخفوض، يقطع جهاز التحكم بعمل المحرك، إمداد الوقود لمنع زيادة السرعة. تحكم هوائي بالارتفاع أول رود ليست سيارة 4×4 وحسب، بل هي أيضاً سيارة سياحية يفترض بها توفير راحة قصوى لركابها وفي مختلف الظروف. لذلك عمدت أودي إلى تزويدها تعليقاً مستقلاً للعجلات الأربع، قوامه في الأمام الوصلات الرباعية المدعومة بقضيب مقاوم للانحناء مع نوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات أنبوبية مزدوجة تعمل بضغط الغاز. وللتعليق الخلفي اعتمدت أودي تقنية الشعبة المزدوجة مع قضيب مقاوم للانحناء ونوابض معدن حلزونية ومصاصات صدمات أنبوبية مزدوجة تعمل بضغط الغاز، ما وفّر ل"أول رود" مواصفات راحة مماثلة لتلك التي تتحلى بها سيارات سيدان السياحية، مع نبض تعليق قاس يرفع من نسبة التماسك من دون التضحية بالراحة. وفي المقابل، كان على أودي أن تواجه مشكلة أخرى تتمثل في تأمين سيارة بنسبة خلوص مرتفعة يمكن معها عبور المسالك الوعرة واجتياز العقبات العالية. لكن الخلوص المرتفع يرفع، من جهة أخرى، مركزي ثقل وجاذبية للسيارة، ما يؤثر سلباً في انسيابيتها ويضعف بالتالي قدراتها على دخول المنعطفات بسرعات عالية، ويخفض من ثبات السيارة الإجمالي على السرعات العالية. فالوصول إلى سرعات عالية يتطلب مركزي ثقل وجاذبية مخفوضين ونسبة خلوص متدنية ما يقلل من قدرات السيارة على الدروب غير الممهدة والوعرة. والحل كان مع اعتماد نظام إلكتروني متطور للتحكم الهوائي بارتفاع السيارة تبعاً لسرعتها وللطريق التي تسلكها. وهو يعمل على تعديل ارتفاع أرضية السيارة عن الأرض أوتوماتيكياً أو يدوياً عبر مفتاح في لوحة القيادة على أربع مراحل، بمعدل 66 ملم، وبما يتفاوت بين 142 و208 ملم لنسبتي خلوص السيارة الدنيا والقصوى. وعند اعتماد التشغيل الأوتوماتيكي للتحكم في ارتفاع السيارة، تعمل مجسات خاصة، مثبتة قرب إطارات السيارة الأربعة، على مراقبة ارتفاع السيارة عن الأرض وترسل المعلومات إلى جهاز التحكم الهوائي في ارتفاع السيارة الذي يعمل أوتوماتيكياً على خفض الارتفاع إلى المستوى الأدنى، وذلك عند تجاوز سرعة 120 كلم/س. وفي حالات القيادة العادية دون 120 كلم/س وعلى دروب مختلفة، ترتفع السيارة تلقائياً بمعدل 25 ملم ما يوفر لها تماسكاً متقدماً. أما في حال ازدادت وعورة الطريق ولم ترتفع السرعة القصوى عن 80 كلم/س، فيمكن الانتقال إلى ما تطلق عليه أودي تسمية "المستوى 1" حيث ترتفع السيارة بمعدل 25 ملم أخرى. وعند ارتفاع نسبة وعورة الطريق يمكن اعتماد "المستوى 2"، إذ ترتفع السيارة بمعدل 16 ملم إضافية لتبلغ نسبة خلوصها الحد الأقصى، أي 208 مليمترات. ويذكر أخيراً أن جهاز التحكم الهوائي بارتفاع السيارة مزود مستشعرات تراقب سرعة السيارة وتعدل ارتفاعها تبعاً لسرعتها. فعند تجاوز سرعة 35 كلم/س، يخفض ارتفاع السيارة من المستوى 2 إلى المستوى 1. وعند تجاوز سرعة 80 كلم/س، ينخفض الارتفاع إلى المستوى الأساسي. أما في حال وصول السيارة إلى سرعة تفوق 120 كلم/س، فيعمل جهاز التحكم على خفض الارتفاع إلى المستوى الأدنى.