من جديد تطل أوبل بسيارة متعددة الاستعمالات تتميز بصغر حجمها الخارجي ورحابة مقصورة ركابها التي شكلت برهاناً قاطعاً على أن قسم التصميم لدى الشركة قادر على توفير تصاميم ذكية يمكن من خلالها استغلال المساحات المحدودة على أكمل وجه. مع أوبل زافيرا، كان ل"الحياة" لقاء - تجربة على مختلف أنواع الطرق، جعلها تخرج بانطباع مميز عنها، خصوصاً في ما يتعلق بتصميمها العام الذي تم عبر أحدث أجهزة الكمبيوتر وبرامجها المطورة، ما يؤكد أنها تمكنت من جمع مزايا السيارات المتعددة الاستعمالات مع مواصفات سيارات الميني فان. فالقالب الخارجي تسيطر عليه معالم سيارات السيدان السياحية، وبالأخص في المقدم إذ يوحي تصميم الواجهة الأمامية أنه يعود إلى سيارة سيدان، وسيارات الواغن الكبيرة لجهة تصاميم مقصورتي الركاب والتحميل والواجهة الخلفية. خطوط عصرية السيارة الأبرز في ميدان السيارات المتعددة الاستعمالات الصغيرة هي رينو ميغان سينيك التي كانت من رواد هذه الفئة في العالم. لذلك كان على مهندسي أوبل أن يضعوا نصب أعينهم الخروج بسيارة قادرة على مقارعتها، أو حتى القضاء عليها. وفي هذا الإطار، أعتمد مهندسو أوبل مبدأ جديداً كلياً، تمثل في تصميم سيارة متعددة الاستعمالات أو ميني فان، هي أقرب إلى سيارات الواغن منها إلى فئتها الأساسية. لذلك، جاءت زافيرا بتصميم يذكر بالسيارات السياحية من فئة الواغن الكبيرة نوعاً ما. ونقول سياحية لأن من ينظر إلى واجهتها الأمامية، يتأكد من النظرة الأولى أنها سيارة سيدان. وتصميم هذه الواجهة يقوم على مصباحين كبيرين يضمان في طرفيهما مصابيح التفاف مدمجة مع فتحة تهوئة وسطية كبيرة، وأخرى سفلية زودت في الجانبين مصابيح إضافية للضباب، ويؤكد أن مقدم السيارة يعود إلى أحد طرازات أوبل، وتحديداً أسترا. وفي وقت يشير إنحناء الزجاج الأمامي إلى قدرات زافيرا الانسيابية، وخصوصاً لجهة سهولة إختراقها الهواء، يبرهن انحناء السقف من الجهة الخلفية أن عوامل الإنسيابية كانت في طليعة الأمور التي ركز عليها قسم التصميم لدى وضعه الرسوم الأولية للسيارة. ولم يعط مهندسو أوبل الأولوية للإنسيابية على حساب العملانية، فهذه الأخيرة تبدو جليةً في عدد من مكونات السيارة، من مثل فتحات أبوابها الأربع الكبيرة الهادفة إلى تسهيل دخول المقصورة والخروج منها ، وكذلك باب مقصورة التحميل الخلفية الذي يتميز بحافة تحميله المخفوضة، الأمر الذي يسهل عمليتي تحميل الأمتعة وتفريغها، وتدعمه أرضيته المسطحة التي تخفي تحتها عجلة الإحتياط. وهذه يمكن الوصول إليها من الخارج، ما يلغي الحاجة إلى تفريغ الأمتعة في حال اضطر سائق زافيرا إلى استعمالها. ولم يقف التصميم عند حدود الأشكال الجميلة والانسيابية، بل طاول عناصر السلامة التي لم تخل زافيرا منها. فهي مزودة مناطق أمامية وخلفية مهمتها التشوه عند حصول حادث ما لامتصاص الصدمات وإبعادها عن مقصورة الركاب التي جهزت أيضاً بعوارض معدن مدمجة في الأبواب لمنع وصول تأثير الصدمات الجانبية إلى أجسام الركاب. كذلك زودت زافيرا نظاماً خاصاً لانقباض دواسات الوقود والمكابح والقابض الفاصل تعمل على إبعاد الصدمات الأمامية عن أرجل السائق، إضافة إلى أحزمة أمان بقدرة شد تدريجي لجميع الركاب وأربعة أكياس هواء. وعلى رغم بساطة تصميمها الخارجي البعيد من التعقيد، إلا أن خطوط زافيرا دائرية ومنسابة ليشكل جمعها بعضها مع بعض شكلاً مميزاً ومريحاً للنظر. وهنا لن نستفيض في وصف السيارة تاركين المهمة للصور المرفقة، ومفضلين في الوقت نفسه الدخول في التفاصيل التي تهم القارئ. كبيرة هي زافيرا من الداخل وصغيرة من الخارج، وتقوم على قاعدة عجلات بطول 269,4 سنتم، الأمر الذي مكنها من التمتع بطول إجمالي بلغ 431,7 سنتم، يقابله 174,2 و168,4 سنتم لكل من عرضها وارتفاعها. ولأن مصمميها إعتمدوا لها زجاجاً أمامياً بزاوية ميل كبيرة مع مقصورة محرك صغيرة من الخارج ليختفي قسم كبير منها تحت الزجاج الأمامي ولوحة القيادة، تمكن مهندسو أوبل من استغلال الجزء الأكبر من طول قاعدة العجلات لمصلحة مقصورة الركاب التي إن تميزت بشيء فبالعملانية والرحابة، خصوصاً أنها تحوي ثلاثة صفوف من المقاعد يمكنها استيعاب سبعة ركاب دفعة واحدة! وتبدو المساحات الداخلية المخصصة للركاب أكثر من كافية. فراكبا المقدم سيتمكنان من التحرك بحرية تامة في مقعديهما حيث وفرت لهما أوبل حيزاً كبيراً لرأسيهما وأكتافهما وأرجلهما، من دون إغفال وضعية الجلوس الممتازة عليهما، إذ يمكن تحريك المخصص منهما للسائق في كل الاتجاهات بما فيها العمودي. أما الجالسون في صف المقاعد الثاني 3، فسيتمتعون بمجالات الرؤية الكبيرة بسبب وضعية المقعد المرتفعة، وسيرتاحون على مقعدهم القابل للانزلاق أفقياً لتزداد المساحة الطولية المخصصة لأرجلهم إلى 54 سنتم. ويمكن طي ظهر المقعد الوسطي بنسبة 40 و60 في المئة لتسهيل العبور إلى الجزء الخلفي من المقصورة حيث وضع مصممو زافيرا مقعدين منفصلين تعلن أوبل أنهما يوفران الراحة التامة لمستعمليهما حتى لو بلغ طول كل منهما 185 سنتم. فلكس 7 لعملانية متقدمة أبرز سمات مقصورة الركاب لا ينحصر في غنى التجهيزات التي توفرها زافيرا لسائقها وركابها، بل تتمثل في مبدأ فلكس7 FLEX 7، وهو يعني العملانية الكبيرة في إمكان تحويل مقصورة الركاب. فهذا المبدأ أو النظام يمكنك من تحويل مقصورة الركاب من واحدة مخصصة لنقل السائق وركابه لغاية 7 ركاب إلى غرفة نوم أو إلى مقصورة تحميل، عبر طي كل المقاعد المثبتة على أرضية مسطحة. ثم إن وضعية جلوس الركاب على المقاعد جيدة، مثلما هي جيدة مجالات الرؤية الأمامية والجانبية والخلفية، خصوصاً بالنسبة إلى مقعد السائق الذي يمكن تعديله في كل الاتجاهات، الأمر الذي يوفر للسائق وضعية جلوس شبه ممتازة، يدعمها أن كل مفاتيح التشغيل موجودة في متناول يديه، ليستعمل معظمها من دون الحاجة إلى رفع نظره عن الطريق. وقد صمم توزيع العدادات بطريقة ذكية تمكن السائق من أن يعرف كل المعلومات المتعلقة بسيارته، في سهولة بالغة. أما في ما يتعلق بمفاتيح التشغيل، فهي موزعة بدورها بطريقة مدروسة، وتشغيلها سهل، لينحصر المأخذ الوحيد على تصميم لوحة القيادة في حاملات الأكواب المثبتة في أسفل الكونسول الوسطي مباشرة أمام منفضة السجائر التي يصبح استعمالها صعباً في حال وجود أكواب أمامها. ومن ناحية أخرى، لا يمكن التغاضي عن نوعية الأقمشة والجلود والبلاستيك الجيدة والمستعملة في مقصورة الركاب. لسيارتها هذه، وفرت أوبل محركين من 4 أسطوانات متتالية، سعة 1,6 ليتر، بقوة 100 حصان للأول، وسعة 1,8 ليتر بقوة 115 حصاناً للثاني. وزافيرا التي أخضعناها للتجربة في لبنان، ستتوافر في السوق المذكورة بمحرك القمة 1,8 ليتر الذي يولد عزم دوران يبلغ 17,5 م كلغ عند مستوى 3500 دورة في الدقيقة، الأمر الذي يمكنه من توفير تسارع رشيق على دوران مخفوض. كذلك يتميز هذا المحرك بنسبة إصداراته المتدنية من الغازات، وباستهلاكه القليل للوقود، خصوصاً بعد ربطه إلى علبة تروس أوتوماتيكية من 4 نسب أمامية مزودة نظامين للتعشيق عادي ورياضي، إضافة إلى نظام لرفع التماسك على الطرق المكسوة بالثلوج والجليد، وفر لها تماسكاً متقدماً، وقد دعم بجهاز للتحكم بالتماسك. تماسك متقدم بما أننا لا نزال في المجال الميكانيكي، نشير إلى أن زافيرا مزودة نظام تعليق قوامه قائمة ماكفرسون الإنضغاطية في الأمام والمحور الإلتوائي المدمج في الخلف، الأمر الذي يجمع بين ميزتي راحة التعليق والتماسك المتقدم. وهذا الأخير، إضافة إلى الهيكل الديناميكي الفائق السلامة يوفر لزافيرا تماسكاً متقدماً مقارنةً بمنافساتها. وهو أمر اختبرناه خلال التجربة، فأبدت زافيرا ثباتاً في مختلف الأوضاع وعلى مختلف الطرق، وحتى في حالات الكبح المفاجئة، إذ أظهر جهاز منع غلق المكابح القياسي مدى فاعليته. وإذ أظهرت زافيرا ميلاً طفيفاً إلى انزلاق مقدمها في المنعطفات، شأن كل السيارات المندفعة بالعجلات الأمامية، يمكن تدخل جهاز التحكم بالتماسك والمقود المميز بدقة توجيهه، السائق من إعادة السيارة إلى خط سيرها الصحيح في سهولة بالغة. وفي هذا السياق، لا بد من التساؤل هل ستوفر أوبل فئة مندفعة بالعجلات الأربع من سيارتها زافيرا، خصوصاً أن منافساتها الرئيسية تتوافر بهذا النظام الذي يرفع من تماسك السيارة ويؤمن لسائقها شعوراً بلذة القيادة الرياضية؟