كاد الأمر يصل الى الاعتصام المفتوح من قبل الطلبة الفلسطينيين الذين نجحوا في الشهادة المتوسطة البريفية ليجدوا ان مقاعد الثانويات التابعة للأونروا لا يمكن ان تستوعب عددهم. فبدأوا ومعهم اللجان الشعبية وبعض المنظمات الفلسطينية بالتحرك مباشرة بعد صدور نتائج - البريفية- فماذا كانت نتيجة تحركهم، وهل استجابت - الأونروا - لمطالبهم؟ يبدو ان للنجاح مشاكله تماماً كالسقوط. هذا ما أثبتته نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة البريفيه هذا العام في لبنان. إذ ان نسبة النجاح كانت مرتفعة في جميع المدارس المتوسطة عموماً وفي المدارس المتوسطة التابعة للأونروا هيئة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين خصوصاً. والنجاح الذي تجاوز 90 في المئة في بعض المدارس يعود إلى وزارة التربية اللبنانية نحو تسهيل اسئلة الامتحانات، والتساهل في معدلات النجاح، وصولاً الى ترفيع اكبر عدد ممكن من طلبة المدارس المتوسطة، نظراً الى التوجه لاعتماد منهاج جديد يتماشى مع أساليب التعليم العصرية التي تعتمد تدريس اكثر من لغة، وعلى ادخال التكنولوجيا والمعلوماتية بشكل أوسع في المناهج. ورطة ومعالجات نسبة النجاح المرتفعة هذه أدخلت المدارس الثانوية في ورطة، لعدم قدرتها على الاستيعاب ما اضطر بعضها الى زيادة عدد صفوف الأول الثانوي أو الى زيادة عدد الطلبة في الصفوف الى الحدود القصوى، مع ان المنهجية الجديدة تركز على تقسيم الطلبة في الصف الى مجموعات groups. المهم ان نسبة النجاح المرتفعة في الشهادة المتوسطة البريفيه رتبت على مدرسة في مخيم عين الحلوة مثل مدرسة بيسان الثانوية للطلبة الفلسطينيين الاعتذار عن مواصلة قبول طلبات الانتساب اليها اذ إن قدرتها الاستيعابية كما أفاد مديرها السيد مأمون الخطيب هي حوالى 250 طالباً وطالبة. وهذا يتكرر مع الثانويتيين التابعتين للأونروا في بيروت وصور. ولأن الضائقة الاقتصادية هي حالة عامة في لبنان، خصوصاً في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، فإن التوجه للتسجيل في مدارس خاصة بأقساطها المرتفعة هو من الحلول المستبعدة من قبل الطلبة الفلسطينيين ان لم تكن مستحيلة عند غالبيتهم الساحقة. كذلك فإن الحل عن طريق التسجيل في المدارس الرسمية يواجه بعقبات نسبة النجاح العالية المطلوبة للقبول، اضافة الى محدودية قدرتها الاستيعابية، نظراً الى انها تقبل طلبة غير لبنانيين في حال عدم وجود نسبة الطلبة المطلوبة من اللبنانيين. ومع ان الاستاذ سعيد جمعة مدير مدرسة الصبيان الثانوية الرسمية اللبنانية في صيدا أفادنا بأنه كان وما زال يوجد طلبة فلسطينيون في الثانوية منذ عشرات السنين، وطبعاً ضمن القدرة والسقف الاستيعابي للصفوف. وكذلك هو الأمر في الثانوية الرسمية للبنات في صيدا، والثانوية الرسمية في اقليم الخروب، كما أفادتنا بعض المصادر التربوية. وهو الأمر عينه في جميع الثانويات اللبنانية الرسمية بحسب ما أفدنا من مصادر تعليمية وتربوية أخرى. وعلى رغم كل ذلك، فإن المشكلة العددية الكبيرة التي واجهتها الثانويات التابعة للأونروا لم يكن لها سابق أو مثيل من قبل، وتترتب عليها زيادة كبيرة وخطيرة في عدد الطلبة الفلسطينيين الذين يُمكن ان يحرموا من متابعة دراساتهم الثانوية في هذا العام اذا تم الالتزام بالقدرة الاستيعابية الاعتيادية في صفوف الأول الثانوي بحسب ما أفادتنا الآنسة ليلى العلي سكرتيرة اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني، وبحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الطلابي التابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح - في لبنان والصادر بتاريخ 7/8/2000. اعتصامات وتحركات لذا فإن التحركات الطلابية الموجهة من قبل اتحاداتهم، ومن قبل التنظيمات واللجان الشعبية في المخيمات، بدأت منذ أن صدرت نتائج امتحانات الشهادة المتوسطة اي في بداية شهر آب اغسطس. ومن بينها: نشر البيانات في الصحف، والاتصال بمكاتب الاونروا، والاعتصام امام مكاتبها في المناطق اللبنانية كافة. وصولاً الى خطة الاعتصام المفتوح التي كان مقرراً تنفيذها امام مكتب الأونروا الرئيسي في بيروت اعتباراً من يوم الاثنين 4/9/2000. بناءً على ما تقدم، فإن ادارة تعليم الاونروا في لبنان، رفعت الأمر الى قيادتها في الخارج، وأرفقتها بمجموعة من الاقتراحات، كانت قد تسلمت بعضها من مدراء التعليم في المناطق، من بينها: 1- حرمان الطلبة الراسبين من الاعادة، وهذا الأمر بحسب ما أفادنا بعض المصادر التعليمية، وان كان يقلل من المشكلة، لكنه لا يلغيها. 2- اقتطاع بعض الصفوف من مدارس قريبة والحاقها بالثانويات المعنية. 3- اللجوء الى نظام الدراسة على فترتين: صباحية ومسائية، وهذا الحل كما أفادت مصادر تعليمية يجور على العملية التعليمية ويجعلها مبتورة، ويحرم الطلبة من دروس ونشاطات متعددة، اضافة الى الارباك الذي يمكن ان يحصل في صفوف الهيئة التدريسية. 4- قبول الطلبة بحسب العلامات التي حصلوا عليها، والى السقف العددي المعين والمُرتب في صفوف المدارس المعنية. وهذا الحل يحرم مئات الطلبة من الدراسة بسبب علامات قليلة لم يحصلوا عليها، اضافة الى انه يستند على نتيجة امتحان واحد قد لا يكشف عن قدرات بعض الطلبة الحقيقية، كما انه ينطوي على توجه تمييزي فيه ثغرات وعيوب كثيرة أخرى. هذا وجاء في بعض الصحف ان امين سر قيادة حركة فتح في لبنان بادر الى ابلاغ الأونروا تعهد المنظمة ببناء الغرف اللازمة في مدارس جميع المناطق اللبنانية لإستيعاب جميع الطلبة الفلسطينيين الناجحين. وهذا حل، كما ارتأى بعض المصادر يحتاج انجازه الى وقت طويل يتعدى الحل العاجل المطلوب، خصوصاً وان السنة الدراسية أصبحت على الأبواب.