تفاعلت قضية الاتحاد العمالي العام اللبناني الذي يشهد أزمة داخلية جديدة، تتمثل بانقسام أعضاء هيئته التنفيذية بين داع الى استقالة رئيسه الياس أبو رزق، ورافض لها. فقد رفض أبو رزق تقديم استقالته. واعتبر في مؤتمر صحافي رد فيه على دعوة الأمين العام للاتحاد سعد الدين حميدي صقر، ان "الأزمة التي تعصف بالاتحاد الآن، افتعلتها جهات سياسية، وسببها الاستحقاق الانتخابي في الجنوب، ورفضي الترشح في بيروت. يذكر ان أبو رزق ترشح عن المقعد الارثوذكسي في الجنوب، في لائحة منافسة للائحة رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وكشف انه دعي الى حضور الاحتفال في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في صور. "ولكن تلقيت اتصالاً من حركة أمل، وطلب مني عدم الحضور لأنني شخص غير مرغوب فيه". ورأى ان ما يحصل اليوم "محاولة لضرب الاتحاد وتمزيقه"، مشدداً على "ضرورة معالجة الأزمة عبر المؤسسات الدستورية لا على المنابر الاعلامية". واعتبر ان الدعوات الموجهة الى استقالته لا قيمة قانونية لها كونه منتخباً لولاية كاملة. وسأل: "هل مطالبة بعض الوزراء والنواب باستقالة رئيسي المجلس النيابي والحكومة، تعني ان عليهما الاستقالة؟". وقال: "ثمة مدة زمنية دستورية لكل مؤسسة، وأنا منتخب ولست معيناً؟ وما يحصل تدمير للاتحاد لأن تخريبه مطلوب، وهم يبشروننا بقرارات غير شعبية"، في تعليق على ما قاله الرئيس بري الأسبوع الماضي في عرضه حلولاً للأزمة الاقتصادية. وكان أبو رزق ترأس أمس اجتماعاً لهيئة المكتب التنفيذي للاتحاد اقتصر حضوره على خمسة أعضاء من أصل اثني عشر، وتقرر خلال الاجتماع رفع توصية الى المجلس التنفيذي لاقرار التحركات العمالية المقررة في المناطق والمحافظات. وفي المقابل دعا حميدي صقر الى "قبول استقالة أبو رزق وكل اعضاء هيئة المكتب، وانتخاب بديل من رئيس الاتحاد يتمتع بمواصفات المنسق". وطرح استحداث لجنة انقاذ، ملوحاً بالتوقف عن اي توقيع بصفته أميناً عاماً وبتعطيل المجلس التنفيذي في حال استمر أبو رزق في موقعه. وقال ان "حل الأزمة يمر عبر استقالة أبو رزق". واعتبر اتحاد النقابات المتحدة ان "المشكلة الحاصلة في الاتحاد العمالي لا يوجد فيها أي اشكال نقابي يهم العمال"، وقال: في بيان أمس ان "الأزمة تكمن في تدخل الحركة السياسية في الشؤون النقابية". ورأى ان "الاتحاد العمالي يسير في طريق واضحة وسليمة متضامناً مع رئيسه في درس الخطوات المصيرية لمعالجة الأوضاع المعيشية والحريات النقابية"، داعياً الى "الفصل بين سياسة الأحزاب وسياسة الاتحاد". وأضاف: "اذا شكل ترشيح أبو رزق الى الانتخابات النيابية أزمة خطيرة يعني ذلك ان لبنان أيضاً في خطر نظراً الى كثرة مرشحيه"، معتبراً ان "هذه العاصفة جاءت رياحها من خارج الاتحاد وازدادت سرعتها أكثر بعد الانتخابات النيابية". وانتقد اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في البقاع "محاولات تعطيل دور الاتحاد العمالي في مواجهة الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تواجه الشعب اللبناني بأسره، وكأن المطلوب اخماد هذا الصوت لاراحة نفوس المنزعجين منه أو إلغاء الصرخة في وجه الأزمة ومسببيها".