سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قبل ساعات من إقفال باب الترشيح وثلاثة ايام من موعد الإنتخاب ... ووسط دعوة الزغبي الى العودة عن استقالته . لبنان : إنقلاب مفاجئ في التحالفات السياسية قد يعيد أبو رزق الى رئاسة الإتحاد العمالي
عاد التنافس السياسي بقوّة على قيادة الاتحاد العمالي العام في لبنان قبل ثلاثة ايام من موعد انتخاب رئيس جديد له بعد استقالة رئيسه غنيم الزغبي. وشهد يوم امس تطورات لافتة تمثّلت بمفاجأتين: الاولى اعلان الرئيس السابق للاتحاد العمالي المستقل الياس ابو رزق ترشحه قبل اقفال باب الترشيح بساعات، مدعوماً من تحالف بين "حركة امل" والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي اضافة الى قوى سياسية من خارج السلطة وداخلها والاتحادات الداعمة لأبو رزق. والثانية اعلان هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام بعد اجتماع استثنائي عقدته امس برئاسة نائب الرئيس وليد جويدي قرارها دعوة الزغبي الى "الاستمرار في ولايته القانونية ومتابعة تحمّل مسؤولياته في استكمال مسيرة توحيد الاتحاد العمالي التي عمل لها بقيادته خصوصاً ان بشائر التوحيد بدأت عملياً". وإذ فسّرت هذه الدعوة بأنها ردّ على التحالف الجديد واستباق لما يمكن ان يحققه في هذه الانتخابات، قال الزغبي ل"الحياة" ان "لا نيّة لي للعودة عن استقالتي واستكمال ولايتي في الرئاسة في الوقت الحاضر". وعزا السبب الى "انني منذ انتخابي رئيساً عملت لوحدة الاتحاد وقد تحققت اليوم"، معتبراً ان "ترشيح ابو رزق - وهو كان مقاطعاً - خطوة في مسيرة الوحدة". واكد ان "لكل نقابي منضو تحت لواء الاتحاد الحق في ان يترشّح الى رئاسته. ولا "فيتو" لدي على احد. لذا، لن أعود عن استقالتي وسأشارك في العملية الانتخابية مثل باقي زملائي". وأوضح انه اشترط للعودة الى قيادة الاتحاد مدة معينة "تشكيل لجنة تعمل على إنجاز مشروع الهيكلية النقابية. ولكن الى الآن لم يتمّ التوافق على هذه الصيغة لذا، لن أعود". وكان ابو رزق حدّد اسباب ترشيحه ب"صون وحدة الحركة العمالية والحفاظ على ما أمكن تحقيقه نظراً الى ما تقتضيه الظروف وتجاوباً مع مساعٍ واتصالات أجريت معه". وهو السادس في لائحة المرشحين بعد غسان غصن وبشارة شعيا وتوفيق ابو خليل وجوزف يوسف وجورج حرب. وكان انسحب رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف جورج حاج ورئيس اتحاد نقابات جبل لبنان جورج علم. وما دفع ابو رزق الى خطوته هذه الانقلاب في التحالفات بين القوى السياسية الممثلة في الاتحاد العمالي. اذ انضمّ الحزب التقدمي وحركة "امل" الى الحزب الشيوعي والقوى والاتحادات الداعمة اصلاً لابو رزق اضافة الى الاتحادات الخمسة التي اعترض الاخير على ضمّها الى الاتحاد قبل انتخابات 24 نيسان ابريل 1997 التي أفضت الى اتحادين عماليين. وقالت أوساط نقابية واكبت التحضير لهذا التحالف ان هذا الوضع الجديد سيوفّر لأبو رزق 34 صوتاً من أصل 56 تمثّل 28 اتحاداً على ان ابو رزق سيواجه مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي غسان غصن الذي اصبح شبه وحيد في ظل التحالف الجديد وبعدما انسحب جورج حاج المدعوم من مجموعات نقابية تدين بالولاء لرئيس الحكومة رفيق الحريري، كانت شاركت في حلف مضاد لأبو رزق. وتوقعت ان ينسحب المرشحون المنفردون لينحصر التنافس بين غصن وابو رزق.