عاد النقابي الياس أبو رزق الى رئاسة الاتحاد العمالي العام بعد سنة واربعة اشهر على انتخابات 24 نيسان أبريل التي افضت الى اتحادين، لتوحّد انتخابات امس الحركة العمالية مجدداً. وشهدت الانتخابات حضوراً كثيفاً لمندوبي الاتحادات في المجلس التنفيذي يسجل للمرة الاولى، اذ غاب خمسة من اصل 56. وهذا التحول حققه تحالف يمثل قوى سياسية وحزبية "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الشيوعي والكتائب وتيار "القوات اللبنانية" جعل موقف معارضيه، وان كانوا مدعومين من شخصيات وقوى سياسية وحزبية، ضعيفاً. ولفتت اوساط نقابية الى ان المندوبين الذين تغيبوا عن جلسة امس انما لمعارضتهم شخص أبو رزق وهم سيشكلون المعارضة الجديدة داخل الاتحاد العمالي. ولم تتبلور صورة اجراء الانتخابات او عدمها الا في الساعات المتأخرة في غياب قرار من وزارة العمل في هذا الصدد خصوصاً بعد الكتاب الذي ارسله نائب رئيس الاتحاد وليد الجويدي الذي غاب عن العملية الانتخابية وطلب فيه التأجيل او الالغاء. الا ان مصادر في المجلس التنفيذي اوضحت ان الاتحاد تبلّغ في السابعة مساء قرار وزارة العمل ارسال اربعة مندوبين عنها للاشراف على العملية الانتخابية فتأكد اجراؤها. ولفتت المصادر الى ان صلاحية نائب الرئيس والمجلس التنفيذي في هذا المجال لم تكن قانونية اذ ان المجلس التنفيذي الذي لم يلتئم لعدم اكتمال النصاب هيئة ناخبة منذ الاثنين الفائت ولا يحق له اتخاذ اي قرار. وفي وقائع الانتخاب الذي تم وسط تدابير امنية عادية في محيط الاتحاد في بدارو. ترأس الجلسة حسين علي حسين أكبر الاعضاء سناً. وكان عدد الحضور 51 من اصل 56 يمثلون 26 اتحاداً من اصل 28. وتحدث حسين مشدداً على "وحدة الاتحاد". واستغرق الاقتراع ثلاثة ارباع الساعة، وتبين ان 51 عضواً صوّتوا، وأعلن فوز الياس أبو رزق ب32 صوتاً، في حين نال المرشح جورج حرب ثلاثة اصوات ووجدت 11 ورقة بيضاء وألغيت 5. ولم ينل المرشح توفيق أبو خليل اي صوت، وكان انسحب المرشحان غسان غصن وبشارة شعيا. ثم ترأس أبو رزق جلسة لانتخاب امين العلاقات العربية ففاز بسام طليس رئيس الاتحاد اللبناني لنقابات سائقي السيارات العمومية ومصالح النقل أمل ب38 صوتاً، في مقابل سبعة اصوات للمرشح شعبان خضور الامين العام لاتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي ووجدت 12 ورقة بيضاء. وبعد الجلستين، تصافح أبو رزق والزغبي وتعانقا وسط تصفيق الحاضرين. وقال أبو رزق ان "الاتحاد العمالي عاد ليقوم بدوره الطبيعي. وهو بهذه الوحدة الشاملة سيقوم به في شكل مسؤول". وقال ان يده ممدودة الى الجميع. وأضاف ان "استقالة زميلنا غنيم الزغبي شكلت فرصة للوحدة ونحن شعرنا اننا ام الصبي". وتحدث عن اسقاط دعاوى الطعن في ملف انتخابات 24 نيسان. وقال ان الاعتراف بينه وبين "حركة أمل" "متبادل"، مشيراً الى وجود تكتلات للاحزاب داخل النقابات. وتلقى أبو رزق اتصال تهنئة من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال "ليس مهماً النجاح الذي حصل بمقدار اهمية اعادة توحيد الاتحاد العمالي العام". وهنأ رئيس الحكومة رفيق الحريري الاتحاد بانتخاب أبو رزق، آملاً ان "يشكل ذلك فرصة ملائمة لمزيد من النقاش الموضوعي والبناء بين الحكومة والاتحاد للقضايا والمطالب العمالية لما فيه تحقيق مصلحة الطبقة العاملة والوطن عموماً". ورحب بعودة الوحدة الى الجسم النقابي العمالي. واعتبر ان "هذه الخطوة تأكيد للممارسة الديموقراطية التي يتميز بها لبنان". واتصل وزير العمل أسعد حردان بأبو رزق مهنئاً.