قالت أوساط سياسية في الائتلاف الحكومي الجزائري أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة سيعلن خلال الأيام المقبلة تعيينات جديدة في رئاسة الجمهورية في خطوة تهدف إلى تقوية هذه المؤسسة الدستورية. وعلمت "الحياة" أن الجنرال المتقاعد محمد تواتي، عضو لجنة الحوار الوطني التي تولت التحضير لتولية الرئيس السابق اليمين زروال، تلقى عرضاً لتولي منصب في الرئاسة. وان جنرالاً آخر، لم تتسرب أنباء عن هويته وتردد أنه على صلة وثيقة بالجنرال المتقاعد العربي بلخير، تلقى عرضاً مماثلاً. وكان الرئيس بوتفليقة عين الجنرال بلخير في منصب مدير الديوان ولم تعلن رئاسة الجمهورية خبر تعيينه على الرغم من مزاولتة عمله في الرئاسة. ويعتبر الجنرال تواتي من بين أبرز كوادر المؤسسة العسكرية، ويعرف عنه اقترابه من افكار حزب التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية الذي يرأسه الدكتور سعيد سعدي. وكان ساهم في شكل فاعل في دخول الحزب إلى الحكومة قبل سنة، كما كان له دور اساسي في سلسلة المشاورات التي أجراها الحكم مع قادة جبهة الإنقاذ المسجونين بعد إلغاء الانتخابات العام 1992، وهي الجولات التي كانت تنتهي إلى الفشل في كل مرة. وإن كان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لم يعلن بعد الطاقم الجديد للرئاسة، فإن المؤكد أن الحديث عن تعيين جنرالين جديدين يندرج ضمن خطوة جديدة لإحكام التوازن في مؤسسة رئاسة الجمهورية مع قرار الرئيس الجزائري الشروع في سلسلة واسعة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وترى بعض الأوساط المطلعة أن تعيين فريق جديد من الكوادر العسكرية في الرئاسة، يهدف أساساً إلى تقديم وجهة نظر المؤسسة العسكرية وضمان التواصل بما يبعد خطر الاختلاف الذي كان السبب في إثارة القلق بين الطرفين في مناسبات كثيرة. وكان لافتاً في الأنباء الجديدة عن التعيينات المقررة في الرئاسة، تزامنها مع الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق اليمين زروال عن الحكم بعد خلافات حادة بينه وبين أوساط صنع القرار. وتعتقد أوساط مطلعة أن تكون التعيينات الجديدة للعسكريين المتقاعدين خطوة مهمة في سياق مساعي التوفيق بين الطرفين ويرجح أن تكون وراء هذه التعيينات ملفات "حساسة" قد يلجأ الرئيس الجزائري إلى الفصل فيها مثل تعديل الدستور وتغيير وظائف بعض المؤسسات الحيوية. واكتفى بوتفليقة منذ انتخابه في نيسان ابريل 1999 بتعيين فريق من التكنوقراطيين مثل وزير الاتصال السابق بن عمر زرهوني والعقيد المتقاعد رشيد عيسات والجنرال المتقاعد سليم بو عبدالله.