ودّعت الجزائر أمس واحدا من كبار قادة مؤسساتها العسكرية الجنرال العربي بلخير سفير الجزائر بالمملكة المغربية ، بعد مرض عضال ألزمه الفراش لأزيد من 6 أشهر كاملة . وكان الجنرال العربي بلخير المنحدر من ولاية تيارت بالغرب الجزائري و الذي تنعته وسائل الإعلام المحلية ب " أحد صقور المؤسسة العسكرية في الجزائر" و رجالات النظام النافذين في الحكم منذ أزيد من ربع قرن ، و أحد أهم صناع القرار في الجزائر ، تنقل في الفترة الأخيرة بين عدد من كبرى مستشفيات العواصم الأوروبية لكن حالته ازدادت سوءاً بعدما أشارت مصادر طبية لعدد من الصحف الجزائرية أن الرجل يجد صعوبة في الاستجابة مع العلاج و مع الجهاز الطبي الجديد الذي جلب له خصيصا من الخارج و تولى العربي بلخير حقيبة الداخلية في عهد الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد .. لكن دور الرجل كفاعل أساسي في كل القرارات العليا التي كانت تتخذ في هرم الدولة بدأ بعد وفاة الرئيس هواري بومدين ديسمبر 1978 .. و كان بلخير أهم المتخندقين إلى جانب بوتفليقة و المدافعين عن توليه الرئاسة العام 1999 بعد استقالة الرئيس اليامين زروال العام 1998 .. و هو أحد الذين سعوا لإعادة الثقة بين بوتفليقة و المؤسسة العسكرية التي اعترض بعض جنرالاتها على حكمه العام 1978 و 1995 .. و فيما يشبه رد الجميل عينه بوتفليقة فور وصوله كرسي المرادية العام 1999 مديرا لديوان الرئاسة . و كانت مصادر قريبة من قصر المرادية أشارت سابقا ل " الرياض " أن الجنرال العربي بلخير ناشد الرئيس بوتفليقة إعفاءه من مهامه كسفير مفوض فوق العادة بالمغرب ليتفرغ لوضعه الصحي المتدهور منذ أزيد من سنة على خلفية توعك حاد على مستوى جهازه التنفسي . و كان من المقرر مثلما ذكرت المصادر ذاتها أن يتم الإعلان عن خليفة العربي بلخير بالممكلة المغربية بعد استحقاق الرئاسة الذي انتظم في 9 أبريل 2009 حيث تحدثت أوساط عن استخلافه بمدير الديوان الحالي برئاسة الجمهورية محمد مولاي قنديل . وعيّن بوتفليقة صيف 2005 الجنرال المتقاعد العربي بلخير، في منصب سفير فوق العادة للجزائر لدى المملكة المغربية خلفا لبوعلام بالسايح الذي يشغل حاليا منصب رئيس المجلس الدستوري و جاء التعيين لتمتع الرجل بشبكة علاقات واسعة بالمغرب و الدور المهم الذي لعبه في إعادة بعث الاتحاد المغاربي من مرقده نهاية الثمانينات، وتحمسه لتفعيل مختلف مبادرات الوحدة بين دول المغرب العربي.. و تاريخه الذي يشهد على حسن إدارته لأعقد الملفات وأكثرها تشابكا ، وكان بوتفليقة يرى في العربي بلخير الرجل المؤهل لإخراج العلاقات المتأزمة بين الجزائر و المغرب من عنق الزجاجة، وإعادة تأسيسها في الاتجاه الصحيح.