حصل قادة الأحزاب السياسية السورية المنضوية تحت لواء "الجبهة الوطنية التقدمية"، على وعود من الرئيس بشار الأسد ب"تقوية" الائتلاف السياسي - الحزبي الرسمي في البلاد، على اساس ان "كل الأحزاب اخوة ورفاق"، تعمل معاً ل"توحيد الجبهة الداخلية" إزاء "التحديات التي يواجهها الوطن". جاء ذلك في ختام اللقاء الأول الذي تعقده القيادة المركزية للجبهة برئاسة بشار، في حضور نائبيه السيدين عبدالحليم خدام ومحمد زهير مشارقة ورئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو، ووزيري الخارجية فاروق الشرع والادارة المحلية سلاّم ياسين، وقادة الأحزاب السبعة الأخرى والاتحادات والنقابات المهنية. وجاء في بيان رسمي صدر بعد الاجتماع الذي استمر اكثر من ثلاث ساعات، انه تناول "موضوع تطوير الجبهة وتفعيل دورها ودور مؤسساتها في ضوء خبرات السنوات التي مضت على قيامها". وزاد ان الجبهة "ناقشت مواضيع تتعلق بتطلعات الجماهير وسبل تحقيقها، وجرى عرض شامل للأوضاع والمستجدات السياسية العربية والاقليمية والدولية". وتسلم الفريق بشار رئاسة "الجبهة" بعد فوزه بنسبة 97 في المئة في استفتاء عام اجري في 10 الشهر الماضي، كما ان قراراً ادى الى تثبيت خدام ومشارقة كنائبين لرئيس الجمهورية و"الجبهة"، وتعيين ميرو وياسين في القيادة المركزية للجبهة بعد انتخابهما عضوين في القيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم، في ختام المؤتمر التاسع في 20 حزيران يونيو الماضي. وقالت مصادر المجتمعين ل"الحياة" ان اجتماع أمس كان "ممتازاً" وان المسؤولين والحزبيين "بحثوا في شكل عام في تطوير العمل الجبهوي وضرورة تقوية الجبهة وكل احزابها، باعتبار ان الجبهة تجربة ديموقراطية مميزة في الوطن العربي". ونقلت عن المجتمعين اتفاقهم على ان "الاحزاب اخوة ورفاق ويجب ان تعمل معاً لتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات". يذكر أن الجبهة تأسست عام 1972 كائتلاف يضم الأحزاب الموجودة في قيادة "البعث" الحاكم منذ العام 1963. والأحزاب هي: "حزب الاتحاد الاشتراكي" بقيادة صفوان قدسي، وجناحا "الحزب الشيوعي" بزعامة يوسف فيصل ووصال فرحة، و"حزب الوحدويين الاشتراكيين" بقيادة فائز اسماعيل، و"حركة الاشتراكيين العرب" برئاسة غسان عثمان و"حركة الاشتراكيين العرب" بقيادة عبدالغني قنوت و"الحزب الوحدوي الاشتراكي" برئاسة أحمد الأسعد يعاني الأخيران من المرض. وبعدما قالت المصادر ان الرئيس بشار "وعد" بتطوير العمل السياسي - الجبهوي، اشارت الى ان "المناقشات لم تدخل في التفاصيل بل تناولت منهج التعامل المستقبلي"، بعدما كان الرئيس الأسد دعا في خطاب القسم في 17 الشهر الماضي الى تطوير العمل. وفي افتتاح مؤتمر "البعث" في حزيران، بادر عدد من قادة الاحزاب الى اعلان مطالبه المستندة الى أوراق رسمية قدمت نهاية الثمانينات وبداية التسعينات الى القيادة المركزية ل"الجبهة". وبين تلك المطالب "تطوير الرواتب واصلاح الضرائب" والسماح ب"صحافة علنية مرخصة رسمياً" واقامة "مؤسسات المجتمع المدني" و"تطوير دور البرلمان"، وصولاً الى "رفع حال الطوارئ" في البلاد والتي اعلنت قبل اكثر من ثلاثة عقود بسبب حال الحرب مع اسرائىل. ويطرح محللون احتمال دخول احزاب جديدة الى الائتلاف السياسي، منها "الحزب القومي السوري الاجتماعي"، مما يستدعي تعديل ميثاق التأسيس في ظل وجود رفض رسمي لتأسيس احزاب على اسس دينية او قومية. وقال زعيم أحد الأحزاب الجبهوية ل"الحياة" ان هناك احتمال عقد مؤتمر عام لأحزاب "الجبهة" لبحث القضايا المطروحة بالتفصيل.