عقد قادة احزاب "الجبهة الوطنية التقدمية" امس اجتماعات للبحث في الاجراءات التنفيذية لاصدار صحف علنية ناطقة باسم هذه الاحزاب بعد قرار القيادة القطرية لحزب "البعث" الحاكم السماح لهم بذلك في اجتماع عقد أول من أمس برئاسة الرئيس بشار الاسد. وكان مصدر رسمي اعلن ان قيادة "البعث" التي تضم 21 عضواً برئاسة الاسد، قررت "الترخيص لاحزاب الجبهة باصدار صحف تنطق باسمها وتحديث قانون المطبوعات" الذي يعود الى العام 1949. ولم يسمح لأحزاب "الجبهة" اصدار صحف علنية وتوزيعها في شكل رسمي، منذ تأسيس هذا الائتلاف السياسي في العام 1972 برئاسة "البعث" وعضوية كل من: "الحزب الشيوعي" جناحا وصال فرحة ويوسف فيصل، و"حزب الاتحاد الاشتراكي" صفوان قدسي، و"حزب الوحدويين الاشتراكيين" فائز اسماعيل، و"حركة الاشتراكيين العرب" غسان عثمان، و"حركة الاشتراكيين العرب" عبدالغني قنوت، و"الحزب الوحدوي الاشتراكي" احمد الأسعد. لكن معظم هذه الأحزاب حافظ على اصدار نشرات أو دوريات لتوزيعها في شكل محدود على الأعضاء بعد قرار السلطات "غض الطرف" عنها. وبقى جناحا "الشيوعي" الأكثر نشاطاً في هذا المجال اذ انهما حافظا على دورية صحيفة "نضال الشعب" رغم "الضغوط الكبيرة التي تعرض لها صحافيوها وموزعوها المتبرعون". وقالت فرحة ل"الحياة" ان "نضال الشعب" حلت منذ تأميم الصحف في أيام الوحدة السورية - المصرية العام 1958 بدلاً من جريدة "النور" التي كانت ناطقة باسم الحزب الشيوعي منذ العام 1954. وبعد انشقاق فيصل عن الحزب في العام 1986، اصدر جناحه صحيفة "نضال الشعب" من دون صورة مؤسس الحزب خالد بكداش الذي بقيت تنشر صورته على جناح الحزب الآخر رغم رحيله قبل بضع سنوات. وتذكرت فرحة قول زوجها الى الرئيس الراحل حافظ الأسد في السبعينات: "خذ وزيراً من حزبي واعطني جريدة علنية انطلاقاً من قول نابليون بونابرت: صحيفة واحدة تعادل اربعة جيوش". وزادت: "تحققت الأمنية الآن وسيكون جيشنا - جريدتنا في خدمة الوطن". وكانت احزاب "الجبهة" في حاجة الى موافقة أمين سر الجبهة على مسودات نشراتها ودورياتها قبل طبعها في مطابع خاصة. ورفضت فرحة ذكر عدد نسخ جريدتها نصف الشهرية "لأن ذلك سري". وجاء قرار القيادة القطرية بعد يومين على بلاغ رئيس الوزراء السوري الدكتور محمد مصطفى ميرو السماح للجهات العامة باصدار مطبوعات ونشرات دورية من دون الحاجة لموافقة مسبقة من المجلس، ما الغى قراراً سابقاً صدر في العام 1986 منع طباعة أي اصدارات أو مجلة أو صحيفة أو نشرة دورية الا بموافقة من رئاسة الوزراء. وقال فيصل أمس: "لا شك ان صدور صحف جديدة في سورية هو ممارسة ديموقراطية حقة وتعزيز لمقومات المجتمع المدني وتشديد على ان مقولة احترام الرأي الآخر والتعامل معه تصبح يوماً بعد يوم واقعاً ملموساً" في سورية. وقالت فرحة ان حزبها طلب من القيادة في رسالة خطية ارسلت أخيراً الموافقة على تحويل "نضال الشعب" الى اسبوعية تباع في الأسواق لتطوير العمل السياسي في البلاد. ويتوقع مراقبون اتخاذ اجراءات أخرى في اتجاه تطوير الصحافة الرسمية على أن يليها السماح بصحافة مشتركة واذاعات خاصة في المستقبل