سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد السادس اكد في ختام اعمالها ان السلام لن يستتب الا بحصول الفلسطينيين على حقوقهم الشرعية . اجتماعات أغادير تركت الباب مفتوحاً أمام اتصالات فلسطينية - اسرائيلية جديدة
تركت لجنة القدس التي اختتمت اعمالها أول من أمس في مدينة أغادير جنوب المغرب الباب مفتوحاً امام اتصالات جديدة بين الفلسطينيين والاسرائيليين توقع العاهل المغربي الملك محمد السادس ان تكون وشيكة في ظل الرغبة المشتركة لكافة الاطراف المعنية للوصول الى اتفاق سلام نهائي وشامل. ودعت اللجنة الى متابعة المفاوضات مع اسرائيل من أجل استمرار العملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط، منهية بذلك جدلاً ساد كواليس الاجتماع حول الدعوة الى مقاطعة مفاوضات السلام لإجبار اسرائيل على تنفيذ التزاماتها إزاء العرب. وخفف الملك محمد السادس من حدة الانقسامات التي هيمنت على اعمال لجنة القدس بين الجناح المؤيد لاستمرار مفاوضات السلام مع اسرائيل والجناح الرافض لذلك والمطالب ببيان شديد اللهجة، واستغرق صدور البيان الختامي بسبب تلك الخلافات اكثر من ساعتين، لكنه عرض للمرة الأولى في تاريخ لجنة القدس الى أدق تفاصيل الملفات العالقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، خصوصاً ما يرتبط بوضع القدس ومشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وترجمت أوساط طبيعة البيان الختامي بالأسلوب المباشر للعاهل المغربي في التعاطي مع الشأن الدولي وتبني مواقف أكثر جرأة. وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس ختم اجتماع لجنة القدس بكلمة مختصرة هيمن عليها التفاؤل أشار فيها الى ان الحق عائد الى أهله "ما دمنا مؤمنين بعدالة قضية القدس ومتمسكين بضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية"، مؤكداً ان السلام "لن يستتب الا بحصول الفلسطينيين على حقوقهم الشرعية". لكنه دعا الى التريث وعدم الاندفاع الى حين الوصول الى أرضية تفاهم مع اسرائيل، وقال "ان بلوغ الأهداف السامية يتم على مراحل وليس دفعة واحدة". واكد ضرورة التحلي بالإصرار والتلاحم والتفاهم بين البلدان الاسلامية والعربية. واضاف ان توصيات لجنة القدس "تبرز ان التضامن بين المسلمين من شأنه ان يؤدي الى نتائج واقعية". لكنه أشار الى ان تلك النتائج "تظل اجتهاداً وقد لا تصل الى الكمال لأن الكمال لله وحده". وعلق الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية على البيان الختامي بالقول ان قرارات لجنة القدس كانت "بليغة". واعتبر وزير الخارجية السوري فاروق الشرع ان التوصيات الصادرة عن لجنة القدس "مهمة للغاية" وربط ذلك بالتأكيد للمرة الأولى على "عدم انتقاص السيادة الفلسطينية الكاملة على القدس، وهذا أمر مهم لا يمكن بموجبه التفريط في أي جزء من القدس". وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي عزالدين العراقي ان الاتجاه الذي غلب على أعمال لجنة القدس كان يدفع الى "تبني مواقف تعزز الموقف الفلسطيني. وتعرب عن التمسك بالسلم ودعم أي جهود تجنب المنطقة العنف". الحسيني وقال فيصل الحسيني في لقاء مع "الحياة" ان قراراً اتخذ لفائدة إرجاء الاعلان عن الدولة الفلسطينية، لكنه أضاف ان المجلس المركزي الفلسطيني سيجتمع قريباً لتحديد الموقف بالنظر الى عوامل الاستعداد الداخلية والعربية. واشار الحسيني الى وجود عروض اميركية لاستئناف المفاوضات، وقال: "ان مشاورات تجري لتحديد الأمور والتدقيق في الوضع". بيد انه حذر من عودة موجة العنف في حال فشلت المساعي الاميركية والعربية في حلحلة الوضع، وقال: "نقترب من لحظة الصفر". وربط المسؤول الفلسطيني الضغوط الاميركية على البلدان العربية بتأثيرات الانتخابات الاميركية، وزاد ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون يرغب في الخروج من فترته الرئاسية "صانعاً للسلام" في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح الحسيني ان الفشل في الوصول الى اتفاق "سيغير خريطة المنطقة"، مشيراً الى ان الفلسطينيين "اختاروا السلام لأنه الأفضل وليس الوحيد". وأضاف: "هناك خيارات اخرى اكثر ايلاماً واكثر كلفة لا نريدها، لكنها موجودة وإذا أغلقت اسرائيل باب السلام تكون فتحت الخيارات الاخرى". وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس عقد سلسلة اجتماعات في اعقاب ختام اعمال لجنة القدس، وتباحث في حضور شقيقه الأمير رشيد ووزير الخارجية محمد بنعيسى مع الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية ووزراء خارجية ايران كمال خرازي واندونيسيا علوي شهاب والأردني عبدالإله الخطيب ووفد كنائس القدس. كذلك اجتمع العاهل المغربي امس في مقر أغادير مع وزير خارجية سورية فاروق الشرع. وقالت المصادر ان الجانبين بحثا في تطورات الوضع في منطقة الشرق الأوسط، والمساعي المبذولة لتحريك الأمور على المسار السوري - الاسرائيلي. وعرض الطرفان ايضاً لتطوير العلاقات الثنائية بما فيه مصلحة البلدين. الى ذلك، اجتمع العاهل المغربي الملك محمد السادس امس في مقر اغادير مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ورجحت المصادر ان يكون الجانبان عرضا للعلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحة العربية والاسلامية.