احدث اعلان مؤسسي حزب "الوسط" المصري ترشيح عشرة منهم لخوض الانتخابات البرلمانية المقرر اجراؤها في تشرين الثاني نوفمبر المقبل من بينهم المحامي عصام سلطان في دائرة الدقي، التي اعلن نائب المرشد العام ل"الاخوان المسلمين" المستشار مأمون الهضيبي الترشيح فيها، ردود فعل واسعة في الاوساط المصرية، واثار تساؤلات في شأن مستقبل العلاقة بين الطرفين وما اذا كان الاجراء سيتسبب في عودة الصدام بينهما مرة اخرى. واعترف وكيل مؤسسي "الوسط" المهندس ابو العلا ماضي الذي استقال من عضوية جماعة "الاخوان" العام 1996 بأنه وزملاءه يدرسون مسألة المشاركة في الانتخابات المقبلة، لكنه شدد على ان المرحلة المتبقية قد تشهد متغيرات جديدة. وبرر ماضي مسألة ترشيح المحامي سطان في دائرة الدقي بأن معلومات افادت ان الهضيبي سيترك الدائرة لوزيرة الشؤون الاجتماعية سابقاً الدكتورة آمال عثمان وسيرشح نفسه في دائرة امبابة. واشار ماضي الى ان الهضيبي خاض الانتخابات السابقة العام 1995 منافساً لعثمان التي فازت بالمقعد، واضاف: "من حقنا الترشيح في الدوائر التي نراها مناسبة لنا، ولم نلجأ الى اختيار دوائر بعينها لمجرد مزاحمة رموز من المعارضة اياً كانوا، ومن غير المتصور ان يغلق احد دائرة على نفسه ولا يقبل بترشيح آخرين فيها". واضاف: "الوسط مشروع سياسي يعرض اصحابه انفسهم كسياسيين منذ اليوم الاول. ومن البديهي ان يشاركوا في العملية السياسية المتاحة حسب ظروفهم، ومن مصلحتهم بلورة افكار المشروع من خلال المشاركة السياسية بمختلف اشكالها وفي مقدمها الانتخابات البرلمانية". وتابع: "مشروعنا ليس موجهاً ضد احد، ولكنه موجه الى الأمة، والحسابات الانتخابية الضيقة لا تدرك ان العملية الانتخابية تعتمد على اقناع الرأي العام بوسائل مختلفة دون الاعتماد على كتلة تصويتية بعينها". وكان ماضي وزملاؤه استقالوا العام 1996 من عضوية "الجماعة" بعد خلافات بين الطرفين اثر ممارسة قادة "الجماعة" ممارسة ضغوطاً على بعض مؤسسي حزب الوسط لإجبارهم على الانسحاب منه. وفي المقابل اعتبر النائب السابق القطب البارز في جماعة "الاخوان المسلمين" الدكتور عصام العريان ان "اصوات الاخوان في دائرة الدقي محسومة لمصلحة الهضيبي"، ونفى ان يكون في نيات "الاخوان" الرد بترشيح رموز منهم في الدوائر التي سيترشح فيها عناصر "الوسط". وقال العريان ل"الحياة": "الترشيح حق مكفول لكل مواطن، ومن باب اولى للسياسيين، ولا يمكن مصادرة حق احد في المشاركة السياسية، والهضيبي يعرض نفسه لثقة الناخبين ولم يرشح ضد الوزيرة السابقة عثمان أو اي احد غيرها، وهو اعلن الترشيح مبكراً وقبل ان يعلن أي شخص آخر".