} اعتبر نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في مصر المستشار مأمون الهضيبي أن الحزب الوطني الحاكم يسعى إلى تعويض خسائره في المراحل التي جرت من الانتخابات البرلمانية باتخاذ إجراءات تهدف إلى وقف نجاحات القوى السياسية الأخرى وعلى رأسها "الإخوان". وجاء كلام الهضيبي على خلفية حملة واسعة النطاق شنتها الشرطة أمس ضد العناصر الفاعلة في الانتخابات من أعضاء الجماعة تم خلالها القبض على 56 شخصاً من محافظتي القاهرة والجيزة إضافة إلى عشرات آخرين أوقفوا في محافظات أخرى. دعا المستشار مأمون الهضيبي الحكومة المصرية إلى "تعاط منطقي مع نتائج الانتخابات البرلمانية وتغيير الاسلوب الذي تتعامل به الدولة مع "الإخوان" وعدم تصنيفهم كأعداء للمجتمع وإنما جزء منه". واستغرب التصعيد الكبير في الحملات الأمنية الذي جرى أمس ضد العناصر الفاعلة في الانتخابات من "الإخوان". وشملت الحملة كل القائمين على حملته الانتخابية الذين تم القبض عليهم في منازلهم ضمن حملة نفذت في محافظتي القاهرة والجيزة واسفرت ايضاً عن توقيف معاوني القطب البارز في الجماعة المحامي سيف الإسلام حسن البنا الذي رشح في دائرة عابدين في العاصمة. وأعلن الهضيبي الذي سينافس في المرحلة الثالثة من الانتخابات التي تبدأ يوم الأربعاء المقبل وزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة الدكتورة آمال عثمان على مقعد الفئات في دائرة الدقي، أن بين الذين تم القبض عليهم محامين كانوا يتولون متابعة الإجراءات القانونية والقضائية ذات الصلة بالانتخابات. وقال ل "الحياة": إن السلطات ألقت القبض على مندوبيه ووكلائه الذين اختارهم لتمثيله في لجان الاقتراع لحرمانه من أي غطاء يتيح له ظروفاً طبيعية في الانتخابات. واضاف :"بعدما اثبتت المراحل السابقة فشل الحزب الوطني في منافسة معارضيه بدا أن بعض المسؤولين فيه صاروا يخشون فقدانهم مواقعهم بعدما فشلوا في تحقيق ما طُلب منهم فصاروا يتفانون في استهداف عناصر الجماعة لإنقاذ أنفسهم". وشدد الهضيبي على أن "الإخوان" "لن يتراجعوا عن المضي في المشاركة في الانتخابات وممارسة حقهم الدستوري في العمل الديموقراطي"، وأعرب عن اسفه لكون الإجراءات الأمنية والتدخلات الإدارية "تضفي ظلالاً على نزاهة العملية الانتخابية التي تمت في غالبية الدوائر بدرجة حيدة داخل لجان الاقتراع نتيجة لإشراف القضاة عليها". ونفى أي صلة ل "الإخوان" بحوادث العنف التي وقعت في مناطق متفرقة اثناء الحملات الانتخابية وعملية الاقتراع في المراحل السابقة، وقال: "مهما اتخذت إجراءات ضدنا لن نحارب الدولة وسنلجأ إلى استخدام كل الطرق المشروعة المتاحة لنتواصل مع الجماهير". ودعا المسؤولين في الحكومة "إلى فتح قنوات حوار مع "الإخوان" وترجمة نتائج الانتخابات بصورة منطقية بعدما أيقن الجميع أن الإخوان يتمتعون بقبول شعبي بين الجماهير". وقررت نيابة أمن الدولة أمس حبس 56 من أعضاء الجماعة على رأسهم المحامي محمد غريب لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعدما وجهت لهم تهمة "الانضمام الى تنظيم سري يهدف إلى قلب نظام الحكم واستغلال مناخ الانتخابات لتأليب الجماهير ضد الحكومة القائمة في البلاد والخروج على القانون". وقال المحامي عبدالمنعم عبدالمقصود أن النيابة أصدرت قراراً بالقبض على نحو 20 آخرين من رموز "الإخوان" بينهم نحو عشرة محامين استجابة لطلب قدمه جهاز مباحث امن الدولة، مشيراً الى أن المتهمين نفوا أثناء التحقيقات أن يكونوا ارتكبوا أعمالاً مخالفة للقانون واتهموا الحكومة بمنعهم من ممارسة حقهم في المشاركة الانتخابية. وأوضح عبدالمقصود أن عشرات الناشطين من "الاخوان" جرى توقيفهم أمس في المحافظات التي ستجرى فيها جولة الاعادة بعد غد السبت من دون عرضهم على النيابة للحؤول دون مساندة مرشحي الجماعة في تلك الدوائر.