لم تخلُ المواجهة بين الحكومة المصرية وجماعة "الإخوان المسلمين" المحظورة في الانتخابات البرلمانية المقبلة من مواقف طريفة، آخرها الصراع الذي يخوضه نائب المرشد العام لپ"الجماعة" المستشار مأمون الهضيبي للحصول على رمز "النخلة" الذي اعتبره حقاً له بدلاً من رمز "الكف" الذي فرضته الحكومة عليه. وتجاوزت غالبية المرشحين من قوى المعارضة والمستقلين أزمة الرموز التي تفجرت عندما اكتشفوا أن مرشحي الحزب الوطني الحاكم حصلوا على رمزي "الهلال" و"الجمل"، على رغم أن قواعد الترشيح تنص على توزيع الرموز على المرشحين بأسبقية تقديم الطلبات. إلا أن الهضيبي الذي يخوض معركة انتخابية عنيفة في دائرة الدقي في مواجهة مرشحة الحزب الوطني الحاكم وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة آمال عثمان، اضطر الى اللجوء إلى القضاء معترضاً على "الكف" ومتمسكاً ب"النخلة"، وقدم محاميه السيد محمد غريب إنذاراً قضائياً إلى مديرية الأمن في محافظة الجيزة التي تتبع لها الدائرة، ذكر فيه أن موكله كان قدم طلب الترشيح يوم 21 أيلول سبتمبر الماضي وكان ترتيبه في كشوف المتقدمين السابع، وكان يجب أن يحصل على رمز "النخلة" طبقاً لترتيب لائحة الرموز الصادرة في قانون مباشرة الحقوق السياسية. وقال المحامي في مذكرة الإنذار: "فوجئ موكلي بتغيير الترتيب بعدما تأخر تسليمه الوصل الدال على التقدم للترشيح يوماً كاملاً وتغير ترتيبه في كشوف أسماء المتقدمين للترشيح إلى العاشر ليصبح الرمز الخاص به هو الكف". واعتبر أن ذلك "دليل على عدم شفافية إجراءات الانتخاب وعدم حيدة أجهزة الإدارة وتحيزها لمرشحي الحزب الوطني الحاكم ووضع العراقيل أمام المرشحين المستقلين والمعارضين أمثال موكلي". وعلى رغم أن الهضيبي سيخوض الانتخابات في دائرة تقطنها غالبية من المتعلمين والمثقفين والنخب وتعد من أكثر مناطق العاصمة رقياً وتحضراً، إلا أنه أصر على الحصول على رمز "النخلة" علماً بأن فكرة منح كل مرشح في الانتخابات رمزاً وضعت لمساعدة الأميين ممن لا يجيدون القراءة والكتابة ليتمكنوا من التفريق بين المرشحين. ويسعى المرشحون الى استغلال هذه الرموز في الدعاية. واطلقت المرشحة المستقلة في دائرة النزهة في القاهرة التي حصلت على رمز "النجمة" الدكتورة عصمت الميرغني على نفسها اسم "نجمة النزهة". واستخدم مرشح آخر في دعايته رمز "المركب" مؤكدا للناخبين أنه سيعبر بهم "بحر الأمان". ويبقى في الذاكرة ما اقدم عليه وكيل مؤسسي حزب "الوسط" المهندس أبو العلا ماضي حين رشح في دائرة حلوان في الانتخابات السابقة 1995 عندما نال رمز "المسدس". ولما كانت مصر تعاني وقتها من عنف الاصوليين، فإن ماضي اعتبر "المسدس" رمزاً للإرهاب فرفض استلامه وتنازل عنه ورضي ب"الشمعة".