لم أكن اتوقع على الاطلاق ان يكون مشواري في رالي فنلندا لهذا العام بهذا القصر، بعدما ارغمت على الانسحاب خلال ثاني مراحل السباق، على اثر تعطل محور ناقل الحركة درايف شافت ما انعكس سلباً على المكابح الامامية التي لم تعمل، وهذا ما دفعني الى ان اوقف سيارتي الى جانب الطريق والحرقة تملأ قلبي. ... نعم فخروجي كان بمثابة خيبة امل كبيرة بالنسبة لي، لأن السيارة خذلتني باكراً لا بل باكراً جداً، وفي هذا الخصوص فانني لن اختلق الاعذار او حتى اسوّغها كي ابرر ما حصل. ولكن الحقيقة هي ان كثيراً من اللوم يقع على عاتق فريق كل النجوم اول ستارز التابع لمؤسسة برودرايف التي من المفترض بها ان تكون افضل مؤسسة تحضر وتجهز سيارات الرالي على مستوى العالم. ولكن بسبب عدم الجدية الكافية للعاملين فيها في ايجاد الحلول المناسبة لمشكلة المحور المزمنة، والتي بحسب التجارب تبين انها نقطة ضعف السيارة سوبارو إمبريزا دبليو آر إكس الاساسية. من هنا كان المفترض بهم حل هذه "المعضلة". وبسبب انسحابي فإنني اكون قد فوت فرصة كبيرة لاحراز نتيجة مرموقة ضمن المجموعة "ن" التي لطالما كانت في هذا الحدث المتطلب حكراً على السائقين الفنلنديين "فقط"، الذين كنت على مقربة من ابرز ابطالهم خلال رالي العام الماضي الذي عرفت مراحله الاولى تقدمي السريع لاحتلال المركز الثالث، ولكن طموحاتي لم يكن مكتوب لها ان تتبلور اكثر بعدما ارغمت في بداية اليوم الثاني وتحديداً داخل المرحلة الاولى على الانسحاب من جراء تعطل جهاز التعليق الامامي. وايضاً تسبب خروجي من رالي هذا العام بتفويتي فرصة الفوز في كأس الفرق الخاصة التي لم اضع في حساباتي منذ بداية الموسم هدفاً لاحراز لقبها مع انني اعترف أن احلام اقتناص لقبها قد دغدغت مخيلتي من حين الى آخر كون المشاركين فيها جميعهم لا يفوقونني قدرة. لم اضع لقب كأس الفرق في حساباتي الجدية على اعتبار انني اخوض غمارها على متن سيارتين من فئتين مختلفتين 4 راليات على سيارة من المجموعة "أ" و3 على متن سيارة من المجموعة "ن". وهذا ما يعني ان منافستي لأبرز المشاركين في هذه الكأس ستكون غير متكافئة خصوصاً وانهم جميعاً مشاركون على متن سيارات من المجموعة"أ". المهم انني كنت املك احساساً قوياً أن صدارة الكأس في رالي فنلندا ستكون من نصيبي لاعتبارات عدة اهمها ان هذا الرالي المعروف عنه عشقه للسرعة، وهو ايضاً من الراليات القليلة في البطولة التي تعطي سيارات المجموعة "ن" فرصة التفوق على سيارات المجموعة "أ" شرط ان يكون السائق ماهراً. وتأكيداً على كلامي فإن ابرز السائقين ضمن المجموعة "ن" والذين لطالما تفوقت عليهم في السابق، يتقدمون، هنا في فنلندا، بسياراتهم المتواضعة القوة على كل من فريديريك دور وعبدالله باخشب. ولكن يظهر انه "مكتوب عليّ" ان لا اكمل هذا الرالي اذ ان الحظ السيىء تدخل وحال بيني وبين انهائه للعام الثاني على التوالي لأخسر من جراء ذلك في تحقيق نتيجة قوية في الترتيب العام، كون هذا الرالي يكافئ السائق اكثر من الآلة، يكافئ الانسان وتقنياته القيادية المتقدمة ومهاراته الفائقة في السيطرة على السيارة وسط مختلف الظروف. كما انني خسرت فرصة البروز في جولة تمنح السائق الذي يظهر بمستوى جيد فيها فرصة ابراز مواهبه للجميع. واذا لم يكن التوفيق حليفي في تحقيق نتيجة طيبة في المجموعة "ن" وكأس الفرق هذا العام، اتمنى في ان يكون لقب الاخيرة من نصيب صديقي عبدالله باخشب، لأن نجاحه هو نجاح لي ولرياضة السيارات العربية. ما حصل، حصل وهذه حال الراليات... والرياضة. ومن هنا سأشارك بمعنويات مرتفعة في الجولة المقبلة التي ستستضيفها كورسيكا الفرنسية وانا كلي تصميم...