كتب الكثير عن مقتل أنطون سعاده، مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأود في مقالي هذا التطرق الى الحوادث المرتبطة بمقتله علماً انني لا أنتمي الى أي حزب سياسي. 21 كانون الثاني يناير 1949 بعدما فقدت فلسطين نشر أنطون سعاده في صحيفة "كل شيء" مقالاً بعنوان "العروبة أفلست"، وفي إحدى كلماته "... ذهبت كيليكيا، ثم ذهبت اسكندرونة ثم جاءت فلسطين فكررت إنذاراتي". 28 كانون الثاني 1949 نشر أنطون سعاده في الصحيفة نفسها "الإنعزالية أفلست". هاجم القومية اللبنانية التي ترمي الى فصل اللبنانيين المسيحيين عن غير المسيحيين... بل يتعدى الناحية السياسية الى صميم الوحدة الاجتماعية. 24 شباط فبراير 1949 توقيع الهدنة بين مصر واسرائيل في رودس. 15 آذار مارس 1949 نواب سوريون يرفضون الهدنة مع إسرائيل ويفضلون الانسحاب من المستعمرات اليهودية التي احتلوها بتاريخ 10 حزيران يونيو و19 تموز يوليو 1948 من دون اتفاق هدنة مع الدولة اليهودية. مذكرات عادل ارسلان. 23 آذار 1949 توقيع اتفاق الهدنة الدائم بين لبنان وإسرائيل في رأس الناقورة. 30 آذار 1949 انقلاب حسني الزعيم مواليد حلب 1889 - 1949 في سورية يطيح بحكومة الرئيس شكري القوتلي. أول نيسان ابريل 1949 حل حسني الزعيم البرلمان وأجبر الرئيس شكري القوتلي على تقديم استقالته في 7 نيسان 1949. 3 نيسان 1949 تم توقيع اتفاق الهدنة الدائم بين الأردن واسرائيل في رودس. 5 نيسان 1949 بدأت مفاوضات الهدنة الاسرائيلية السورية، ترأس الوفد السوري العقيد فوزي سلو والمقدم محمد ناصر والنقيب عفيف البزري وصلاح الطرزي من وزارة الخارجية. 16 نيسان 1949 اقترح حسني الزعيم سلماً منفرداً مع اسرائيل في مقابل نصف بحيرة طبريا مذكرات بن غوريون. 30 نيسان 1949 تم الاتفاق ان يجتمع رؤوفين شيلواح ويغئيل يادين من وزارة الخارجية الاسرائيلية الى حسني الزعيم ومستشاريه. أما موشيه شاريت فكان مستعداً للقاء حسني الزعيم في سورية في موعد لاحق مذكرات بن غوريون. 7 أيار مايو 1949 مندوب الولاياتالمتحدة في اسرائيل جيمس ماكدونالد قال لبن غوريون ان حسني الزعيم ومندوب الولاياتالمتحدة في دمشق جيمس كيلي يضغطان على وزارة الخارجية الاميركية لحث بن غوريون كي يوافق على لقاء حسني الزعيم مباشرة. ورد بن غوريون على مندوب الولاياتالمتحدة في اسرائيل: "إذا تعهد حسني الزعيم مسبقاً بالجلاء عن الأراضي التي احتلها الجيش السوري في 10 حزيران و19 تموز 1949 مستعمرتا مشمار هايردين وتل العزيزيات والانسحاب الى الحدود الدولية عام 1923 فإني مستعد للاجتماع به مذكرات بن غوريون. 9 أيار 1949 عندما علم وزير الخارجية الأميركي دين اتشيسون ما تفوه به بن غوريون في 7 أيار لم يصدق، وطلب من المبعوث الأميركي في اسرائيل ماكدونالد أن يبلغ بن غوريون أن يتراجع عن شروطه التي طرحها في 7 أيار ويحثه أن يقبل الاجتماع بحسني الزعيم لأن اقتراح هذا الأخير فرصة لا تفوت من وزارة الخارجية الأميركية الى السفارة الاسرائيلية في واشنطن، وثائق الولاياتالمتحدة، ص 990. 13 أيار 1949 كتب المفتي الحاج أمين الحسيني الى عادل ارسلان يرجوه بأن لا تعترف سورية باسرائيل، ويتساءل عادل ارسلان في مذكراته: "من قال للحسيني بأننا نميل الى ارتكاب خيانة كهذه". 25 أيار 1949 استدعى حسني الزعيم مدير مكتبه الدكتور صبري القباني الى مكتبه طالباً منه أن يرتب لقاء مع أنطون سعاده. 27 أيار 1949 اللقاء الأول بين أنطون سعاده وحسني الزعيم في دمشق. 31 أيار 1949 حسني الزعيم يخبر وزير خارجيته عادل ارسلان قبل الظهر بأنه: "لم يعد له خيار إلا القبول بالاجتماع بموشيه شاريت بسبب الضغوطات العالمية عليه"، فشرح له عادل ارسلان اسبابه الشخصية التي تجعله يرفض الاجتماع بشاريت مذكرات عادل ارسلان. في المساء دعا عادل ارسلان الوزير الاميركي الى وزارة الخارجية السورية، فأذاع الوزير الأميركي سراً لعادل أرسلان بأن حسني الزعيم هو الذي يرغب بالاجتماع ببن غوريون وليست الضغوط العالمية كما يدعي حسني الزعيم مذكرات عادل ارسلان. أول حزيران يونيو 1949 رسالة من أبا إيبان المقيم في واشنطن الى وزير الخارجية الاسرائيلية موشيه شاريت التي تقول ان لقاء حسني الزعيم وبن غوريون سيؤدي الى اتفاق سلام الأول بين اسرائيل وسورية وثائق اسرائيل المجلد 3 ص 594. 2 حزيران 1949 رد وزير الخارجية الاسرائيلي على رسالة أبا إيبان المرسلة في 1 حزيران 1949 بأن بن غوريون يعارض الاجتماع بحسني الزعيم وثائق اسرائيل المجلد 3 ص 595. 5 حزيران 1949 أعلن وزير الخارجية الاسرائيلي موشيه شاريت لأبا إيبان استعداده للذهاب الى سورية والاجتماع بحسني الزعيم للبحث في موضوعين: اتفاق الهدنة والسلام. ورفض حسني الزعيم مقابلة شاريت على أساس اتفاق الهدنة والسلام، وأراد أن تكون المقابلة معه مقابل نصف بحيرة طبريا والسلام. وثائق اسرائيل المجلد 3 ص 596. 6 حزيران 1949 يكشف الوزير الأميركي كيلي سراً لوزير الخارجية السوري عادل ارسلان في وزارة الخارجية السورية، "ان حسني الزعيم اقترح أن يجتمع مع بن غوريون... لكن الأخير رفض، وتمنى وزير الخارجية الاسرائيلية موشيه شاريت أن يجتمع مع وزير الخارجية السوري". وسأل حسني الزعيم المفاوض السوري في الهدنة مع اسرائيل صلاح الطرزي بخصوص نية عادل ارسلان الاجتماع مع شاريت فأجابه الطرزي أن ارسلان لا يقبل الاجتماع أبداً بشاريت. وفهم الطرزي من حديث حسني الزعيم بأنه ينوي الاجتماع مع شاريت بنفسه. 7 حزيران 1949 أصر عادل ارسلان، بأنه لن يجتمع مع وزير الخارجية الاسرائيلي شاريت مذكرات عادل ارسلان. 9 حزيران 1949 حادث في الجميزة - بيروت الساعة السابعة مساء، وإحراق مطبعة تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي في الجميزة من قبل الكتائب، وبعد ذلك كانت قوات الأمن اللبنانية تقتحم مكاتب الحزب في كل المناطق. ومساء 9 حزيران حتى مساء 12 حزيران 1949: استقر سعاده سراً في الصنائع بيروت بينما الحكومة اللبنانية تبحث عنه رواية يوسف حداد كتاب "آخر أيام سعاده" ص 42. وصباح 13 حزيران 1949 خرج سعاده من بيروت يحمل معه رشاش ستن ومسدس منبستر على وسطه مع يوسف حداد الى منزل عمة الأخير السيدة أدال حداد في عاليه. وفي 14 حزيران 1949 انطلق سعاده من عاليه الى دمشق ماراً في بلدتي راشيا وشبعا اللبنانيتين باتجاه مجدل شمس السورية في الجولان. وصل سعاده ورفاقه الى الأمن العام السوري وكان أحد القوميين على الحاجز، عبروا بسهولة وتركوه في دمشق في منزل معروف صعب في الصباح، وعاد رفاقه الى بيروت ومعهم السلاح المصدر نفسه. وبعدما تأكد الاسرائيليون بأن سعاده وصل الى دمشق، قرر شاريت الالتقاء مع حسني الزعيم في اليوم التالي في سورية. وفي 15 حزيران 1949 أعلم صبري القباني في الصباح الباكر لحسني الزعيم أن سعاده وصل الى دمشق، فطلب الزعيم أن يرتب لقاء معه في الساعة الثامنة مساء من اليوم نفسه المصدر نفسه. وصل حسني الزعيم الى فندق بلودان الكبير في سورية، الساعة العاشرة قبل الظهر وحضر سراً هذا الاجتماع وزير الخارجية الاسرائيلي موشيه شاريت لمناقشة أمور عدة من بينها كيفية دفع أنطون سعاده على إشعال الثورة المسلحة في لبنان بهدف القضاء على سعاده وحزبه، انظر جريدة المحرر العدد 200 بتاريخ 10 - 16 تموز 1999، ص 8 و9 مقابلة مع الضابط سامي جمعة، رجل مخابرات سابق الذي شهد الاجتماع في مقابل أن تعطي اسرائيل نصف بحيرة طبريا الى سورية وتقيم مع سورية سلاماً كاملاً. التقى حسني الزعيم سعاده في دمشق الساعة العاشرة مساء بدل الثامنة فأكرمه وأهداه مسدساً وطمأنه أنه يضع تحت تصرفه كل ما يحتاج من سلاح ومال، إذا أقدم على القيام بثورة ضد الحكم اللبناني. ويذكر ان وزير الخارجية السوري في عهد الزعيم الأمير عادل ارسلان قال في مذكراته في 16 شباط 1950 "ان حسني الزعيم هو من حرّض أنطون سعاده على القيام بثورة على النظام اللبناني". 16 حزيران 1949 أصدر حسني الزعيم تعليماته الى المقدم ابراهيم الحسيني 35 عاماً لتقديم المساعدات اللازمة لسعاده. 27 حزيران 1949 وجه أنطون سعاده تحية الى حسني الزعيم جريدة العلم. نهاية حزيران 1949 بدأ الحزب القومي التحضير للثورة المسلحة بمباركة الزعيم الذي أبدى استعداده لارسال عدد كبير من جنود الجيش السوري بثياب الحزب لمشاركة ودعم المقاتلين القوميين في لبنان. 2 تموز يوليو 1949 قابل الصحافي محمد البعلبكي مراسل "كل شيء" آنذاك في دمشق حسني الزعيم وأنطون سعاده. هجوم ليلاً على مخفر حارة حريك وإصابة الدركيين نسيب النسر توفي في 5 تموز في مستشفى أوتيل ديو، وعزت عبدالله. والدولة تتهم القومي عبدالحفيظ علامة مواليد برج البراجنة عام 1915 وأُعدم في 21 تموز 1949 بتهمة اطلاق النار. 4 تموز 1949 أعلن أنطون سعاده الثورة على الحكومة اللبنانية. ومعارك بين الحزب القومي والقوة الأمنية اللبنانية في سرحمول ومشغرة في 5 تموز ومقتل الضابط اللبناني توفيق شمعون وقتل القومي عساف كرم مواليد 1913 في مشغرة برصاص القوى الأمنية. ويذكر أنه خلال محاكمة القوميين الذين اشتركوا في معركة سرحمول، قال المتهم معروف موفق مواليد دير قوبل 1924، أُعدم في 21 تموز 1949 انه شاهد عبدالمسيح يطلق النار. 6 تموز 1949 طلب حسني الزعيم قبل الظهر من أمين الحزب القومي في دمشق رغبته بمقابلة سعاده فوراً. وقال الزعيم لوزير خارجيته عادل ارسلان أنه لن يمنع سعاده من الدخول الى سورية ولن يقوم بتسليمه الى السلطات اللبنانية مذكرات عادل ارسلان. وأقسم بشرفه العسكري للسيد نزيه فنصه مدير مكتبه بأنه لن يسلم سعاده الى السلطات اللبنانية. ووصل سعاده الى قصر الزعيم بكامل إرادته في الساعة العاشرة مساء بناء على طلبه، وعند وصوله أحاطه 12 جندياً، وأحس سعادة بأنه وقع في الفخ الذي نصبه الزعيم. 7 تموز 1949 في الساعة الثانية والربع صباحاً سلم حسني الزعيم سعاده الى مدير عام الأمن العام اللبناني في المصنع فريد شهاب، حقق معه وحكم عليه بالإعدام بسبب الثورة التي أعلنها. وفي 8 تموز 1949 أعدم سعاده في الأوزاعي في الساعة الرابعة صباحاً. 9 تموز 1949 دوّن بن غوريون في مذكراته بعد إعدام أنطون سعاده أن حسني الزعيم مهتم فعلاً بالسلام معنا. 12 تموز 1949 نشرت الحكومة السورية بلاغاً رسمياً كذّبت فيه البلاغ اللبناني بأن الحكومة السورية هي التي سلمت سعاده، وقالت أن الحكومة اللبنانية قبضت عليه بينما كان ينتقل بين البلدين. 20 تموز 1949 وقعت سورية اتفاق الهدنة مع اسرائيل الساعة الخامسة بعد الظهر، في خيمة نصبت في منطقة الحرام بين مستعمرة مشمار هايردين وبلدة الجاعونة الفلسطينية، لكن حسني الزعيم لم يحصل على نصف بحيرة طبريا. 14 آب اغسطس 1949 حدث انقلاب في سورية بقيادة سامي الحناوي مواليد 1896 واسمه الكامل محمد حلمي سامي الحناوي وقُتل في بيروت عام 1950 على يد حرشو البرازي وأُعدم حسني الزعيم ورئيس حكومته محسن البرازي لاتهامهم بالخيانة العظمى. وقبل إعدام حسني الزعيم قال له الضابط فضل الله أبو منصور "خذها من يد سعاده". 21 آب 1949 وكالة تاس السوفياتية تقول: "كان انقلاب حسني الزعيم في 30 آذار 1949 مؤامرة دبرتها وكالة المخابرات المركزية الأميركية بالتعاون مع السفارة الفرنسية في دمشق". * كاتب لبناني.