تدخل الرئيس الإيراني محمد خاتمي لحل المشاكل المعيشية في محافظة خوزستان بعدما أدت الاضطرابات العنيفة التي شهدتها مدينة عبادان جنوب غربي إيران إلى مقتل ثلاثة مواطنين، حسبما أعلنته صحيفة "جمهوري إسلامي" المحافظة، التي اتهمت عناصر "انتهازية اندست في صفوف الأهالي" باستغلال الاحتجاج السلمي الذي نُظم للتعبير عن غضب أهل المدينة لنقص المياه الصالحة للشرب. وعلمت "الحياة" من شهود عيان ان الاضطرابات شهدت اضراماً للنار في بعض المؤسسات، ومهاجمة مركز قائمقامية المدينة وتحطيم زجاجها، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة فيها وفي عدد من المحال التجارية والبنوك، كما أحرق بعض السيارات ووسائل النقل العامة. كما هوجم مركز لقوات المتطوعين البسيج وقطعت الطرق بالحجارة. وبلغ عدد المعتقلين 150 شخصاً. ولم تشر المصادر الإيرانية إلى الجهة المسؤولة عن قتل المواطنين الثلاثة سوى الاتهام الذي وجهته صحيفتا "جمهوري إسلامي" و"كيهان" المحافظتان إلى أشخاص "مندسين". وأكدت "كيهان" ان الشرطة "أطلقت النار فقط في الهواء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين". ويبدو أن شدة الاضطرابات أفقدت الشرطة زمام المبادرة في السيطرة على الوضع، وهو ما "استدعى اطلاق النار في الهواء"، كما قالت الصحيفة. وتدخل الرئيس محمد خاتمي لمنع تجدد الاضطرابات، فأمر برفع مشكلة مياه الشرب في المدينة، وطلب من قائمقام مدينة عبادان متابعة جدية لهذه المشكلة. إلا أن تحول المطالب المعيشية إلى الاضطراب، سيحرج حتماً حكومة الرئيس محمد خاتمي مع تفاقم المشكلات الاقتصادية والمعيشية. وهذا ما ذهبت إليه مصادر نافذة في التيار المحافظ، إذ اعتبرت ان مشاكل المياه في عبادان وخورمشهر المجاورة لها تعود إلى أكثر من عامين. وأضافت ان المطالبات والتحذيرات، خصوصاً من أئمة صلاة الجمعة، لم تجد آذاناً صاغية عند المسؤولين. وردت مصادر وزارة الطاقة على هذه الانتقادات، فأعلنت أنه تم انجاز مشروع لنقل مياه الشفة إلى مدينة الاهواز، لكنها أوضحت ان العمل لإكمال المشروع حتى ايصاله إلى مدينتي عبادان وخورمشهر سيستغرق عامين. ويفيد الأهالي أنهم يقفون يومياً في صفوف طويلة للحصول على المياه الصالحة للشرب، كما ان كثيراً منهم يقوم بشرائها. وتحرك تجمع نواب محافظة خوزستان ذات الغالبية الإيرانية العربية للمطالبة برفع مشكلة التلوث، ومعالجة الملوحة في مياه نهر الكارون أضخم الأنهار الإيرانية. وأدت موجة الحر التي اجتاحت المحافظة إلى قطع التيار الكهربائي، ما عطل أجهزة التبريد. كما ان وصول درجة الحرارة إلى 53 درجة مئوية في الظل، زاد من استهلاك المياه. ويأخذ أهالي محافظة خوزستان على الحكومة عدم الاهتمام الكافي، مع الإشارة إلى أن المحافظة من أغنى المناطق في إيران، نظراً إلى وجود النفط فيها. وكان الرئيس خاتمي أعلن عن قرار حكومي بتخصيص نسبة مئوية من العائدات النفطية لإحياء المناطق التي تحوي ثروات النفط والغاز وتعزيزها.