قفز الملف المعيشي والقضايا الاجتماعية والاقتصادية في ايران الى الواجهة، امس، مع حصول اضطرابات في مدينة عبادان جنوب غرب احتجاجاً على نقص المياه الصالحة للشرب، ومع اعلان مصادر بلدية طهران عن وجود اثني عشر مليون ايراني يعيشون تحت خط الفقر. وتشكل المشاكل الاقتصادية أبرز الاستحقاقات امام حكومة الرئيس محمد خاتمي والتيار الاصلاحي، في وقت يكثف المحافظون انتقاداتهم وضغوطهم على الاصلاحيين لتقديم التنمية الاقتصادية على التنمية السياسية. وأعلن قائمقام مدينة عبادان محمد جواد ناظمي عودة الهدوء الى المدينة بعدما تدخلت قوات الشرطة. وأوضح ان أحداً لم يُصب بأذى إلا ان الاضطرابات أدت الى وقوع خسائر "لم يحدد حجمها". وأعلن التلفزيون الايراني ان "عدداً من المحتجين هاجموا محال تجارية، واحرقوا اطارات السيارات تعبيراً عن غضبهم". واشار الى ان موجة الحر أدت الى مشاكل في توزيع المياه. ووصلت درجة الحرارة في الظل الى 53 درجة مئوية، الا ان الأهالي يشكون من كثافة نسبة الاملاح في مياه الشرب، وهو ما لاحظته "الحياة" خلال زيارة للمنطقة قبل شهرين. وفي موازاة هذا التحرك تحدث مدير المنظمة الثقافية والفنية في بلدية العاصمة طهران محمد علي زام عن وجود 12 مليوناً يعيشون تحت خط الفقر في ايران. وأشار الى ظواهر جديدة تنتشر بين جيل الشباب، منها ازدياد الجهل بالقيم الاخلاقية خصوصاً احترام الدين، مع ازدياد معدلات الانتحار بنسبة 109 في المئة عما كانت عليه في السنوات الأخيرة. وحذر من وصول ظاهرة الإدمان على المخدرات الى المدارس، وقال أيضاً إن 75 في المئة من المواطنين غير ملتزمين الصلاة. كما ان ظاهرة البغاء بدأت تظهر بشكل كبير في صفوف جيل الشباب حتى زادت بنسبة 635 في المئة. وتبرز مشاكل الشباب في مقدم استحقاقات حكومة خاتمي اذ ان الشعب الايراني هو الأكثر شبابية في العالم مع وجود 35 مليون ايراني دون سن العشرين، وذلك من أصل 62 مليوناً هم عدد أفراد الشعب الايراني. وتعاني ايران من ظاهرة الادمان على المخدرات على رغم حملات التوعية التي تنظمها الحكومة والمؤسسات الاعلامية. ويسهم في سهولة الحصول على المخدرات وقوع ايران على طريق العصابات الدولية للتهريب والتي تستخدم الاراضي الايرانية كمحطة "ترانزيت"، وأدت المواجهات مع تلك العصابات الى مقتل اكثر من 2700 من رجال الشرطة الايرانية. وتبلغ الكميات المصادرة 250 طناً من الافيون ومشتقاته سنوياً. وسيؤدي تراكم المشاكل الاقتصادية والبطالة، وانتشار ظواهر الابتعاد عن القيم الاخلاقية، الى ظهور تحديات مهمة أمام حكومة خاتمي قد تكون لها تأثيراتها السلبية على التيار الاصلاحي.