1- أذن فان كوخ المقطوعة شيءٌ غريبٌ أرى أوراقاً مُجنَّحة ممزوجةً بالألم تخرجُ من أُذن فان كوخ المقطوعة عابرةً أسلاكَ الكهرباء نحو الفراغِ المحبوس وكعاصفةٍ مجنونَةٍ الريح ِ تسافِرُ والى أعلى البنايات تَطيرْ أوراقٌ من ثقوبٍ خلفيّةٍ في الرأس وثُقوبٍ في قحف الجُمجُمة لوْلَبيّاً تخرجُ هائجةً مُتلهِفَةً مُتغيرة الألوان منطلقةً، كأوركسترا خفيّة، الى شُرفاتٍ بعيدَةٍ الى حقول مُتخيلة والى أُفقٍ مجهول عجيبٌ مُجردُ وريْقات مجردُ أنفاسٍ مجردُ أسئلةٍ مجردُ شهواتٍ شيطانيةٍ مجردُ لحظاتٍ غرائبيةٍ مُتغيّرة تتشقلبُ مع الأضويةِ في الهواء ثم لتهبطَ مع الظلامِ الى أسفل لِتَمتَحنَ الموت الموتَ الصامتَ المدفونَ في عُمق الليلِ عابرةً أسلاكَ المُستشفى مُتكاثِفةً مع الغيوم الى طرقاتٍ مجهولةٍ في عُمق الفراغ المحبوس أوراقٌ عليها رُسومٌ وخَربَشات أشعتُها في مُتناولِ اليدِ كلما حاولتَ الإمساكَ بها فرَّتْ نافرةً الى أبراجٍ عاليةٍ لكنّها تهبطُ بعدئذ بِهُدوء لِتَبحثَ عن مَلجأ ولتَستقرَّ مرَّةً أُخرى في أُذن فان كوخ المقطوعة. 2 - على نَحوٍ غامض في الساحة العامّة تجلسُ القرفَصاءْ كنافورَةٍ بيضاءْ النسائم تُداعِبُكَ والطيُورُ تُخاطِبك بلهجة سُليمان وعلى إيقاعِ الرذاذ تسمعُ موسيقى ناعِمَةً مَمزوجَةً برائحةِ امرأةٍ ذات عَبيرٍ ورائحةِ الربْيعِ الواخِز لكنّكَ وعلى نحو غامِضٍ تقفِزُ فجأة تُلقي بحمولاتِكَ على الأرضِ تُؤشِر بإصبَعِكَ في الهواء تَصرخُ وتَهزُّ قَبْضَتيكَ بوَجهِ العابِرين. * شاعر وفنان عراقي مقيم في لندن.