أعلن وزيرا الري الأردني حاتم الحلواني والسوري طه الأطرش أنهما اتفقا، بعد عدة أيام من المفاوضات، على أن تزود سورية الأردن بنحو 5.3 مليون متر مكعب من المياه لاغراض الشرب. وقال الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك عقداه في ختام اجتماعاتهما إن المياه السورية ستبدأ الوصول إلى العاصمة الأردنية في آب اغسطس المقبل، على أن يتم تجديد هذا الاتفاق في أيلول سبتمبر، في ضوء حاجات الأردن المائية. وأكد الوزيران ضرورة تفعيل الاتفاقات المائية السابقة التي جاءت "تتويجاً للجهود المشتركة وتوجيهات قيادتي البلدين" والاجتماعات التي جرت أخيراً في دمشق بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد. وأشار الحلواني إلى أنه سيتم تنفيذ أربعة مشاريع للتغلب على مشكلة المياه في الأردن، هي مشروع جر المياه من الحلابات والذي سيؤمن نحو 10 ملايين متر مكعب، ومشروع جر المياه من منطقة اللجون الجنوبية لتغذية الكرك بجزء من المياه، وجر الجزء المتبقي إلى عمّان لتأمين 11 مليون متر مكعب، ومشروع تحلية مياه المسوس في منطقة حسبان جنوب عمّان لتأمين 30 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى مشروع سد الوحدة الذي ينظم الاستغلال المشترك لمياه نهر اليرموك على الحدود الأردنية - السورية. وقال المهندس الحلواني إن سد الوحدة من المشاريع الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى أنه تم عقد اتفاقات لتمويله بالكامل مع الجهات الممولة، وانه يتم حالياً تأهيل الشركات الكبرى للمشاركة في العطاءات الخاصة ببناء السد. وأضاف ان هناك "اتفاقاً كاملاً بين البلدين في مجال العلاقات المائية وتوجهاً لدعمه ووضع إطار زمني لتنفيذ مشروع السد في أسرع وقت ممكن"، لافتاً إلى أن فائدة كبيرة ستتحقق للبلدين لدى اكتماله خلال السنوات الأربع المقبلة. وذكر ان مشروع سد الوحدة شأن أردني - سوري، وانه لم يتم اشراك أي دولة في تنفيذه، موضحاً أن المحادثات التي جرت لم تخرج عن نطاق العلاقات السورية - الأردنية. وأكد ان الجانبين الأردني والسوري لم يبحثا أبداً في موضوع جر المياه من تركيا. كما قال إن المحادثات بين الجانبين الأردني والليبي في مجال التعاون المائي في مشروع مياه "الديسه" جنوبيالأردن مستمرة لبلورة الدعم في إطار خطة عمل مشتركة. من جهته، قال وزير الري السوري: "إننا على استعداد لتلبية حاجات الأردن المائية عند الطلب"، ووعد بتوفير ذلك على حساب الحاجات المائية لأغراض الزراع وأشار إلى أنه تم التصديق في البلدين على اتفاق تعاون للاستثمار المشترك على نهر اليرموك، مع تحديد علاقة كل طرف في عمليات التنفيذ. وأشاد بتعاون المسؤولين الأردنيين لفتح المجال أمام الشركات السورية في عملية التأهيل وتقديم العروض للمباشرة في تنفيذ مشرع سد الوحدة، حيث اعطيت الامتيازات نفسها للشركات الأردنية - السورية ليشكلا طرفاً متكاملاً قادراً على تنفيذ مشروع السد.