بعد انتظار استمر نحو 47 عاماً، سيتاح لمشروع بناء "سد الوحدة" ان يرى النور بالقرب من الحدود الاردنية - السورية بفضل استئناف المفاوضات السورية - الاسرائيلية والتحسن الكبير الذي شهدته العلاقات بين عمان ودمشق خلال العام الحالي. وقال مصدر اردني مسؤول ان استئناف المفاوضات وتحسن العلاقات ساهما في ازالة اهم العقبات التي أعاقت تنفيذ المشروع لما يقرب من نصف قرن بسبب الصراعات الاقليمية والتوتر في العلاقات الثنائية. واكد ان عطاء تنفيذ سد الوحدة المشترك مع سورية سيطرح في شهر نيسان ابريل المقبل ليصار الى تنفيذه فوراً. وقال وزير المياه والري الاردني الدكتور كامل محادين انه تم توفير 81.5 مليون دينار 115 مليون دولار لبناء السد المائي عن طريق قرض من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مقره الكويت، بقيمة 31.5 مليون دينار، وقعت اتفاقيته بالاحرف الاولى اول من امس في وزارة التخطيط، اضافة الى موافقة مبدئية على تقديم 45 مليون دولار من البنك الاسلامي للتنمية و10 ملايين دولار من صندوق ابو ظبي، فيما تتكفل الحكومة ببقية كلفة بناء السد التي تقدر بنحو 146 مليون دينار. واكد محادين ان تنفيذ بناء السد الحيوي، الذي سيتيح تخزين 225 مليون متر مكعب من المياه، سيستغرق ثلاث سنوات ونصف السنة. وكان الاردن اختار موقع السد اول مرة في العام 1952 ثم تمت دراسة المشروع مجدداً ما بين 1954 و 1955، واعيدت الدراسة ما بين عامي 1962 و 1973 الى ان تم تحديثها في العام 1987 عندما وقع الاتفاق الاردني -السوري الذي ادرج هذا المشروع كأحد اهم المشاريع التنموية بين البلدين. وسيكون السد بإرتفاع ما بين 100 و 140 متراً، وسيروي حوالي 35.500 دونم في وادي الاردن إضافة الى ري نحو خمسة آلاف دونم من الاراضي العالية. وسيزود السد منطقة عمان والزرقاء بنحو 50 مليون متر مكعب من المياه سنوياً، وسيحصل الاردن على 75 في المئة من الطاقة الكهربائية المتولدة عن السد فيما ستحصل سورية على 25 في المئة منها. وتقدر الطاقة الكهربائيةالمتولدة عن السد حوالي 18.800 ميغاوات ساعة سنوياً. وسيتيح السد تخزين نحو 135 مليون متر مكعب من المياه سنوياً من نهر اليرموك الذي ينبع في سورية قبل ان ينضم الى نهر الاردن في نقطة قريبة من بحيرة طبرية. يذكر ان مستوى المياه في الانهار والاحواض المائية في المنطقة تراجع الى ادنى مستوى له منذ 50 عاماً بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة في العام الماضي، فيما لا تبدو هناك مؤشرات على تحسن في مستوى تساقط الامطار في الموسم المطري الحالي. وكانت اسرائيل عارضت تنفيذ المشروع من دون التوصل الى اتفاق لتقاسم المياه الاقليمية بمشاركتها، وهددت في مرحلة سابقة بتدمير المشروع في حال الشروع به من دون موافقتها، ما أدى الى انسحاب الجهات الممولة له. ولم يعرف ما إذا كانت اسرائيل اعطت رسمياً الضوء الاخضر للمضي في تنفيذ المشروع الحيوي.