تلقت الحكومة السودانية اخطاراً من قطر تبدي فيه رغبتها في استئناف وساطتها بين الخرطوم واسمرا لاحتواء التوتر بينهما. وسيزور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اريتريا في السابع من آب اغسطس المقبل. في غضون ذلك أوفد الرئيس عمر البشير امس مبعوثاً الى أديس ابابا في مهمة تتعلق بالتطورات العسكرية على الحدود الشرقية والجنوبية لبلاده. لكن مصادر في وزارة الخارجية السودانية امتنعت عن التعليق على استئناف الوساطة القطرية، وقالت ل"الحياة" ان "اتفاق الرئيسين عمر البشير وأساياس افورقي الذي وقع في الدوحة في ايار مايو من العام الماضي كفيل بتسوية خلافات البلدين اذا نفذ كاملاً". وذكرت صحيفة "الصحافي الدولي" امس ان الحكومة الاريترية تواصل حشد قواتها على قطاعات الحدود الشرقية مع السودان. واوضحت ان السلطات الاريترية تجبر اللاجئين في اسمرا على الانضمام الى معسكرات المعارضة. وأفادت ان سلطات الأمن الاريترية قامت طوال الاسبوع الماضي بجمع الرجال من معسكر اللاجئين السودانيين في حسحس قرب اسمرا وطلبت منهم التوجه الى معسكر "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في منطقة هيكوته في غرب اريتريا. وأفادت تقارير صحافية ان معسكر "قوات الجيش الشعبي" في هيكوته أصبحت منطقة الحشد والاعداد للقوات المتجهة نحو الحدود السودانية، وان عدداً من عناصر المعارضة الشمالية رفضوا الاشتراك في الهجوم الذي تخطط له اريتريا، ودارت اشتباكات بينهم والقوات الاريترية بعد ان طلبوا السماح لهم بالعودة الى السودان. وأشارت الى ان الجيش الاريتري لا يزال يواصل حشد قواته على ثلاثة محاور تجاه ولاية كسلا أولها في الجنوب عبر نقاط القرقف وقلوج وأبو قمد، وثانيها في الوسط شرق مدينة كسلا عبر عواض وقلسه، وثالثها في الشمال شرق همشكوريب بمنطقة حشنيت. وأضافت ان الجيش الاريتري أغلق الخميس الماضي معبر اللفة بين البلدين بغرض اخفاء تحرك قواته نحو المحور الجنوبي، كما منع المواطنين من الاقتراب من معسكر ساوا الذي يعتقد ان عدداً من طائرات "سوخوي" ترابط في مطاره العسكري. من جهة اخرى، فشل وفد اريتري يزور كسلا منذ يوم الخميس الماضي في اقناع 95 ألف اريتري لجأوا الى السودان اثر اندلاع الحرب بين اثيوبيا واريتريا في مهمته.