تدهور الوضع الأمني على الحدود الشيشانية الروسية، واعلنت وزارة الداخلية في موسكو ان مواقع تابعة لها تعرضت أمس الاثنين الى ضربات من الجانب الشيشاني أدت الى مقتل اثنين وجرح زهاء عشرة. وجاء ذلك غداة مقتل شرطيين وأربع نساء نتيجة اطلاق قذيفة "آر. بي. جي" أول من أمس على سيارة كانت تقلهم قرب المنطقة الحدودية. واستخدم المهاجمون أمس الهاونات والأسلحة الخفيفة. وردت القوات الروسية عليهم بالمدفعية. كما أطلقت هليكوبترات عسكرية 40 صاروخاً على الأراضي الشيشانية. وهذه هي المرة الأولى التي يستخدم خلالها السلاح الصاروخي منذ عقد اتفاق الهدنة بين الجانبين صيف 1996. وكانت العلاقات الروسية - الشيشانية توترت منذ احتجاز الوزير توربال اتغييريف في مطار موسكو الجمعة الماضي بحجة مشاركته في عمليات "ارهابية" اثناء سنوات الحرب 1994 - 1996 وبينها الهجوم على مدينة قزلر في داغستان. واعتبرت غروزني الحادث بالغ الخطورة وهددت باتخاذ "اجراءات مضادة". وبعد تدخل رئيس الوزراء الروسي سيرغي ستيباشين، افرج عن الوزير. وإثر عودة الأخير الى غروزني مساء الأحد، أوفد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف سكرتيره الصحافي مايربك فاتشاغايف الى موسكو وعينه ممثلاً عاماً للجمهورية. إلا أن الخطوة الأولى التي قام بها السفير الجديد، كانت اعلانه أمس عن اغلاق البعثات الاقليمية الشيشانية في عدد من المناطق وأكد ان الممثلية العامة في موسكو سوف تعطل ابتداء من اليوم الثلثاء الى حين الحصول على توضيح رسمي في شأن احتجاز اتغييريف. ورداً على سؤال لوكالة "ايتار تاس" عن احتمال قطع العلاقات بالكامل بين موسكو وغروزني، قال اتغيرييف ان "القرار مرهون بقرار الرئيس الشيشاني وسلوك القيادة الروسية". ورأى مراقبون ان احتجاز الوزير كان اما "خطأ" أو جزءاً من سيناريو هدفه تصعيد التوتر لمعالجة مشاكل "داخلية" روسية، في مقدمها اعلان حال الطوارئ في القوقاز بهدف تأجيل الانتخابات البرلمانية التي يخشى الكرملين ألا تكون نتائجها لمصلحته.