تكبدت القوات الروسية خسائر جديدة في الشيشان على رغم تأكيد موسكو انتهاء المعارك، وانتقد قائد قوات المظليين "ارتباك القيادات الميدانية الروسية الذي يؤدي إلى خسائر إضافية". وقتل تسعة من الجنود الروس "المتعاقدين"، أي المحترفين العائدين من ساحة المعارك الأخيرة في منطقة سيرجين بورت، وجرح سبعة بعد يوم واحد من إعلان موسكو انتهاء المعارك هناك، وبعد أقل من أسبوع على تأكيد قائد القوات الفيديرالية نهاية الحرب في الشيشان. وقال سيرغي ياسترجيمبسكي، مساعد الرئيس الروسي، السبت إن لغماً كبيراً انفجر تحت ناقلة الجنود التي تقل العائدين إلى قاعدتهم بعد اشتراكهم في معركة سيرجين بورت الأخيرة، وأسفر عن قتل تسعة وجرح سبعة منهم. وذكرت اذاعة "صدى موسكو" ان النار اطلقت على القافلة الروسية بعد انفجار اللغم. ونفى مكتب ياسترجيمبسكي الأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الروسية، وذكرت ان عدد القتلى الروس في معارك الأسبوع الأخير تجاوز ال40 قتيلاً، وأكد ان العدد لم يتجاوز 12 قتيلاً. إلا أن اذاعة "صدى موسكو" أفادت نقلاً عن مصادر عسكرية روسية ان 49 عسكرياً روسياً قتلوا في منطقة سيرجين بورت بينهم جنود من "وحدات المهمات الخاصة" التاعبة للاستخبارات العسكرية، وهي وحدات مدربة على القتال في أصعب الظروف، وتستخدم أحدث الأسلحة. ومن جهة أخرى، صرح ناطق باسم القيادة العسكرية الروسية في شمال القوقاز ان المقاتلين الشيشانيين كثفوا هجماتهم على المواقع الروسية التي تعرضت ل21 حادث اطلاق نار، وتم إبطال 14 عبوة متفجرة خلال 24 ساعة. وانتقد الجنرال غيورغي شباك قائد قوات المظليين "تخبط" القيادة العسكرية الروسية التي زجت مراراً بمظليين في المعارك من دون استطلاع ضروري ومن "دون تمهيد الساحة" بالمدفعية. وذكر ان جنرالاً روسياً أمر المظليين بالاستيلاء على تلة محصنة فوراً، وعندما تردد الجنود في تقدمهم، صاح في وجههم: "تقدموا يا أيها الجبناء"! وأدى هذا الهجوم العشوائي غير المدروس إلى مقتل تسعة من المظليين الذين يعتبرون "نخبة ممتازة" في القوات المسلحة الروسية. وتوقع الجنرال شباك أن تستمر المعارك في جبال الشيشان الجنوبية وقتاً طويلاً، وأضاف ان قواته خسرت في الحرب الشيشانية الحالية 229 قتيلاً، فيما بلغت خسائرها في الحرب السابقة 385 قتيلاً.