لمح الرئيس الأنغوشي رسلان آوشيف ان هناك تواطؤاً بين المتطرفين الشيشانيين وقيادات عسكرية روسية. وقال ان المكمن الذي نُصب في الجمهورية حصل بسبب "تغاضي" الجيش، فيما اعلنت القيادة الفيديرالية عن مصرع 51 مسلحاً في معركة استخدم فيها السلاح الابيض امس. وأحدث المكمن الذي ادى الى مصرع 19 عنصراً من القوات الروسية ردود فعل واسعة كونه نُصب في اراضي جمهورية انغوشيتا، وهذا دليل على ان نطاق المجابهة اخذ يتسع. وتوجه الى شمال القوقاز امس الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيمبسكي وعقد في فلاديقوقاز مؤتمراً صحافياً قال خلاله ان موسكو تشعر ب"قلق شديد" لان الهجوم الاخير برهن على ان "التهديدات بنقل العمليات الى جمهوريات مجاورة للشيشان لم تكن فارغة". ومن جانبه حمل الجنرال غينادي تروشيف قائد القوات الفيديرالية في المنطقة، على قيادة انغوشيتا، وقال ان المكمن برهن على ان هذه الجمهورية صارت "ملاذاً لقطاع الطرق". وتابع ان المجموعة التي هاجمت القافلة الروسية "لم تهبط من السماء" بل استخدمت قواعد داخل انغوشيتا. ويذكر ان هذه الجمهورية الصغيرة التي يسكنها 350 ألف نسمة تستضيف 210 آلاف لاجئ شيشاني منذ بداية الحرب، وتتحمل اعباء كثيرة بسبب استمرار العمليات. ولذا فإن رئيس الجمهورية اعتبر تصريحات الجنرال تروشيف "اهانة" للانغوشيين وقال انها محاولة لصرف الانظار عن المذنب الفعلي، وان سلطات انغوشيتا كانت ابلغت المركز الفيديرالي بعمليات محتملة، وأعرب عن استغرابه لان القيادة العسكرية لم تتخذ الاجراءات اللازمة. واعتبر المراقبون في موسكو قول الرئيس الانغوشي تلميحاً الى احتمال ان تكون القيادة الميدانية "تغاضت" عن تسلل راديكاليين شيشانيين بهدف استثمار العملية لاحقاً للطعن بأنغوشيتا وجهود رئيسها، الذي رتّب لقاء بين مسؤولين روس وشيشانيين في اطار اتصالات منتظمة بين الطرفين تمهيداً لإجراء مفاوضات لاحقاً. وأكد هذا الاحتمال رئيس لجنة التشريعات في مجلس الدوما بافل كراشينينيكوف الذي قال امس إن "الغلاة" يريدون منع أي تسوية سلمية، وجدد استعداده لمواصلة الاتصالات التي بدأها في انغوشيتا، وقال انه "جاهز" لمقابلة الرئيس اصلان مسخادوف. إلا أن سيرغي ياسترجيمبسكي اكد مجدداً امس ان مسخادوف "مطلوب للعدالة" وبالتالي فان الرئيس فلاديمير بوتين "لن يفاوضه على مستقبل الشيشان". وتابع ان التفاوض مع مسخادوف "على هذا المستوى الرفيع ليس صحيحاً". وهذه العبارات تحتمل تأويلات عدة ومنها ان التفاوض ممكن ولكن ليس على مستوى رئيس الدولة. وعلى الصعيد الميداني اعلن ياسترجيمبسكي ان معركتين ضاريتين وقعتا امس قرب بلدتي سيرجين يورت ونيكاخيتا في الشيشان. وذكر ان 51 مسلحاً شيشانياً قتلوا فيما فقدت القوات الفيديرالية قتيلين وستة جرحى. وإضافة الى المعارك المستمرة تقوم القوات الفيديرالية ب"مهام" اخرى. فقد ذكر سنيان موخاتشيف الذي عُيّن محافظاً لغروزني ان الوحدات الفيديرالية تشارك في عمليات "نهب" المؤسسات القليلة العاملة في المدينة. واضاف في حديث الى صحيفة "ترود" ان بلدية العاصمة الشيشانية قررت اللجوء الى خطوة غير مسبوقة لمنع السرقات وذلك ب… زرع الغام حول جميع المنشآت الاقتصادية الحيوية.